الثورة / متابعة / محمد الجبلي
دولة مشوشة تحاول بتشتيت قطعها الحربي وقواعدها العسكرية أن تقول للعالم بأنها ما زالت متماسكة.
فمن المحيط الهادئ إلى بحر العرب والخليج، تداول بين قطعها من نقطة إلى أخرى، هذه المرة في الخليج.
إذ قرر الجيش الأمريكي زيادة دورياته في منطقة بحر العرب وسط تصاعد التوترات مع إيران بشأن الأمن البحري في منطقة مضيق هرمز.
وأعلنت البحرية الأمريكية، أنها ستزيد دوريات الطائرات والسفن في مضيق هرمز بالتعاون مع الحلفاء والشركاء الإقليميين بمزاعم حماية سفن التجارة.
ومن جانبها، دعت إيران إلى إخراج القوات الأمريكية من المنطقة وإنهاء الوجود البحري الأمريكي في المياه الإقليمية.
وفي خطوة وقائية أفادت وسائل إعلام بأن إيران جهزت سفن الحرس الثوري بصواريخ كروز «2000 كيلومتر»، استعدادا للانطلاق بمهمة بحرية جديدة في خليج عدن.
وقال قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي رضا تنكسيري: «تم تثبيت 12 صاروخ إطلاق عمودي من نوع (نواب) على سفينة سليماني، و4 على متن سفينة ذو الفقار».
وأكد تنكسيري، أن «طهران ستزيد من عدد السفن المجهزة بهذه الصواريخ»، مشيرا إلى أنه، «سيتم الكشف عن 4 سفن أخرى تحمل أسماء ضباط إيرانيين تم اغتيالهم منهم صياد شيرازي، والشهيد حسن باقري».
القطب الحليف هو أيضاً يعد نفسه لمعركة واسعة النطاق، فبين فينة وأخرى تعلن روسيا عن سلاح استراتيجي جديد يدخل الخدمة.
وزارة الدفاع الروسية، أعلنت أن البحرية الروسية تسلمت سفينة «ميركوري» الصاروخية التي تم تطويرها في حوض بناء السفن الشمالي الروسي لصالح أسطول البحر الأسود.
و«ميركوري» هي خامس سفينة صاروخية يتم تطويرها لصالح جيش روسيا، ويبلغ طول هذه السفينة 100م، ومقدار إزاحتها للمياه 2220 طنا، ويمكنها الإبحار لمسافة 4000 ميل بحري في كل مهمة.
كما أنها مسلحة بصواريخ «أوران» الروسية المضادة للسفن، ومنظومة صاروخية للدفاع الجوي، ومدافع من عيار 100 ملم، ورشاشات خفيفة ومتوسطة، ومنظومات لإطلاق الطوربيدات المضادة للسفن والغواصات، وجهزت أيضا بمنصات لحمل المروحيات المتعددة الاستخدامات.
في هذا الشأن كتبت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، أن القوة الهائلة التي تتمتع بها الغواصات الروسية تشكل مصدر قلق كبير لحلف شمال الأطلسي «الناتو».
وأوضحت المجلة، أن روسيا تستثمر الكثير في إنشاء أسطول غواصات عالي التقنية.
ووفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فإن قدرة «الناتو» على مواجهة أسطول الغواصات الروسية «تلاشت منذ نهاية الحرب الباردة».
– زيادة الإنفاق العسكري يمهّد لصراع عالمي
جميع الدول اتجهت إلى زيادة الإنفاق العسكري، بسبب الاحتقان المتراكم في العالم الذي تحول إلى كتلة من بارود، مثلاً الاتحاد الأوروبي يقول وكيل السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد زاد إنفاقه العسكري بنسبة 30% منذ عام 2014، في حين أن دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ زادت إنفاقها العسكري بنسبة 40% مقارنة بعام 2013. كل دولة تعد العدة والوقوف في المنتصف هو انحياز باتجاه الحرب.
في إيطاليا ظهر الحزب الشيوعي إلى الساحة بأفكاره المعارضة لعداء روسيا، فقد نقلت صحيفة «il Giornale» اليومية الإيطالية، عن السكرتير الوطني لجبهة الشباب الشيوعي في إيطاليا، لورينزو لانغ، قوله: «لا لإمداد أوكرانيا بالأسلحة، نحن نعارض التدخل العسكري. الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي هو الرئيس الذي تواطأ مع الإمبرياليين من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى». أشار أيضا إلى أن «هذه الحرب إمبريالية، والشعوب المشاركة في هذه الأحداث تدفع ثمنها».
– المحلل السياسي الأمريكي أندرو كوريبكو، كتب في صحيفة «Global Times» ما يلي «ساهم القرار الروسي بشن عملية عسكرية خاصة بتصحيح وضع تاريخي شاذ، وعزز انتقال العالم من القطبية الأحادية إلى التعددية القطبية».
وأضاف المحلل السياسي، أن عالم القطب الواحد الذي نشأ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، يرجع إلى مجموعة فريدة من الظروف، وليس لأن الولايات المتحدة كانت دولة «استثنائية».
وقال كوريبكو: «في العام الماضي، سنحت فرصة لتسريع ما يسمى بالعودة إلى المسار الطبيعي للتاريخ، بفضل ما أطلق عليها العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والتي أدت إلى تكثيف انتقال النظام العالمي إلى التعددية القطبية».