الأمير تركي بن سعود: اليمن انتقل من حافة الصراع والانقسام إلى الوحدة والحوار ونبذ العنف ودحر الإرهاب


الثورة نت عبدالكريم الهلالي –
عقد في العاصمة البريطانية اجتماع لكبار المسؤولين بمجموعة أصدقاء اليمن, الذي تشترك المملكة العربية السعودية في رئاستها إضافة للجمهورية اليمنية والمملكة المتحدة.
ورأس صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف وفد المملكة في الاجتماع .
وأعرب سموه في كلمة المملكة التي ألقاها خلال الاجتماع عن جزيل الشكر والتقدير لحكومة المملكة المتحدة لاستضافتها هذا الاجتماع المهم للمجموعة, وللحضور على مشاركتهم الفاعلة في هذا الاجتماع.
وقال: سمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود “نعول على هذا الاجتماع تعزيز عمل المجموعة ورفع مستوى أدائها نحو دعم اليمن في هذه المرحلة الانتقالية المهمة التي يمر بها بالإضافة للتحضير لعقد اجتماع المجموعة الوزاري القادم الذي سيكون في نيويورك في شهر سبتمبر المقبل ونأمل أن نخرج منه بالنتائج الإيجابية التي نتطلع لها وفي مقدمتها تجديد الالتزام بتقديم الدعم اللازم للشعب اليمني في ظل الظروف الاستثنائية الحالية التي يمر بها وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية”.
وجدد سموه التأكيد على وقوف المملكة الكامل مع الجمهورية اليمنية لاستكمال بنود المبادرة الخليجية والوصول للاستقرار السياسي وانتصار الشعب اليمني على التحديات والمخاطر التي تهدده في أمنه ووحدته واستقراره وعلى رأسها العنف والإرهاب ومحاولات التدخل في شؤونه الداخلية وإشعال الخلافات بين أفراده والتي نتج عنها في نفس الوقت ركود اقتصادي كبير وتفشي للبطالة والفقر وتدهور للأوضاع الإنسانية والأمنية في مناطق واسعة من الجمهورية اليمنية.
وقال سموه “في إطار ما حققته الجمهورية اليمنية من إنجازات طيبة منذ بدء سريان المبادرة الخليجية في شهر أبريل 2011م هو جدير بالدعم وبالثناء والتقدير حيث تمكن أشقاؤنا في اليمن بعد جهود مضنية من الانتقال من حافة الصراع والانقسام إلى الوحدة والحوار ونبذ العنف ودحر الإرهاب وإعلاء مصلحة الشعب اليمني فوق المصالح الحزبية والفردية الضيقة.
وهنأ سمو وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الجمهورية اليمنية الشقيقة حكومة وشعبا بمناسبة الاختتام الناجح لمؤتمر الحوار الوطني في الخامس والعشرين من شهر يناير الماضي وتوقيع كافة المشاركين على وثيقته الختامية وعلى ضمانات تنفيذها وإنشاء الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجاته التي اشتملت على الالتزام بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن 2014 و2051 حول الانتقال السياسي في اليمن ومعالجة القضية الجنوبية والاتفاق على تبني نظام اتحادي للبلاد والبدء في صياغة الدستور الجديد مؤكدا أن نجاح هذه الخطوة المهمة سيساعد على استكمال بقية آليات المبادرة الخليجية وفقا لما أقره الشعب اليمني وبدعم ومساندة من أشقائه وأصدقائه في المجتمع الدولي.

كما قدم سموه التهنئة للحكومة اليمنية على ما قامت به من خطوات إيجابية لإصلاح الاقتصاد وإعادة هيكلته على أسس حديثة تراعي متطلبات الشعب اليمني وتحقيق التنمية المستدامة والتي تكللت بتوقيع بروتوكول الانضمام لمنظمة التجارة العالمية في شهر ديسمبر من العام الماضي على الرغم من المصاعب والعقبات الكبيرة التي تعرض لها اليمن الشقيق وصادق عليه البرلمان اليمني منذ عدة أيام معرباٍ عن الأمل أن يرى الجميع اليمن تتمتع قريبا بالعضوية الكاملة في المنظمة والاستفادة من مزايا العضوية التجارية والاقتصادية.
وقال سمو الأمير تركي بن محمد بن سعود :”إن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال في طليعة الدول التي وقفت بكل إمكاناتها مع الشعب اليمني الشقيق انطلاقا من واجبها الذي تمليه روابط الإخاء والجوار والتطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين وإدراكا منها لحجم التحديات والمخاطر التي يواجهها اليمن والتي تستدعي وقوف جميع أصدقائه معه بكافة السبل والإمكانيات المتاحة لصدها ومنعها من الإضرار بالشعب اليمني وعرقلة حقوقه المشروعة في الاستقرار والتنمية والرخاء”.
وأضاف “إنه بالإضافة إلى ما تقدمه المملكة من دعم للمشاريع التنموية وتمويل خطط الإنشاءات المتعلقة بالبنية التحتية في العامين الأخيرين بمبالغ تجاوزت الثلاثة مليارات دولار أمريكي فإن المملكة تدرك أهمية الدعم المخصص للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي تمر بها العديد من مناطق اليمن في ظل هذه الظروف وفي هذا الصدد وقعت المملكة في هذا الصدد اتفاقا مع الحكومة اليمنية لتقديم منحة قدرها مائة مليون دولار أمريكي لتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية ويشرف عليها من الجانب السعودي الصندوق السعودي للتنمية حيث جرى تسليم الدفعة الأولى منها حسب الاتفاق وقيمتها عشرة ملايين دولار بالإضافة لمنح ومساعدات أخرى عديدة منها منحة بأربعة عشر مليون دولار أمريكي منحة لمواجهة البطالة وتحسين الصحة العامة”.
وشدد سموه على أن استمرار تقديم الدول والهيئات والصناديق المانحة المساعدة لليمن وتنفيذها لالتزاماتها السابقة هو أمر بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإيجابية التي نسعى لها, وإلى جانب التمويل الممنوح لمشاريع البنية التحتية”.
وقال “إن المملكة تدعو الدول والصناديق المانحة إلى زيادة الاهتمام والمساعدة بما تتطلبه الأوضاع الإنسانية الاجتماعية الصعبة التي يواجهها الشعب اليمني والتي تستدعي المبادرة العاجلة لمواجهتها والتخفيف من آثارها إن استقرار وأمن اليمن وتخطيه للمصاعب والتحديات التي يواجهها على أكثر من صعيد مرتبط بالأمن والاستقرار الدوليين ولهذا فنحن مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالوقوف معه ومساعدته في تخطي المخاطر وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوعه”.
ولفت النظر إلى أن هذا الاجتماع لأصدقاء اليمن, يحظى بأهمية خاصة حيث تتضمن أعماله النظر في إعادة هيكلة المجموعة لتعزيز أدائها واستكمال ما قامت به من عمل هام وفاعل في الأعوام الماضية ولما تقتضيه تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية واستمرار حاجتها للدعم الدولي حيث من المقترح أن يتم إنشاء ثلاث فرق عمل منبثقة عن المجموعة الرئيسية تغطي الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية لإعطاء مجال أكبر لتركيز الجهود في كل من هذه المجالات ووضع خطط العمل المناسبة حسب الأوضاع الفعلية على الساحة اليمنية ومستجداتها ونأمل أن يتم ذلك بنجاح وبالتعاون والتنسيق بين جميع أعضاء المجموعة.
بالتصرف عن واس

قد يعجبك ايضا