المساس بالاتصالات اليمنية مساس بمبدأ الحياة والبقاء والوجود اليمني

عبدالفتاح حيدرة

 

تزامنا مع اليوم العالمي للاتصالات نجد ان الخبر اليوم تبنته قوى التبعية والارتهان وأدوات الخيانة والارتزاق بهدف تهيئة الشعب اليمني للقبول بإصدار قرار يمنع وزارة الاتصالات اليمنية ومؤسساتها الخدمية من صيانة محطات الاتصالات في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية المحتلة، وهي الوزارة التي استمرت في خدمة الشعب اليمني كله دون تفريق أو استثناء في ظل الحرب والعدوان والحصار على اليمن، لهذا تكمن خطورة هذه التهيئة الخبرية في ما خلف قرار المنع من كوارث تمس الوجود اليمني وبقاء السيادة اليمنية وحياة الشعب اليمني، ولمعرفة هذا الخطر بوعي تام علينا أن نجدها في السطور أدناه، وان أطلناها عليكم، فإن القارئ والمتابع لكافة قرارات قوى التبعية والارتهان، وتوجهات سياسات الذل والهوان التي تصدرها كافة القوى السياسية والعسكرية الحاكمة في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية بقيادة ودعم وتوجيه دول الغزو والاحتلال الإماراتي والسعودي وتحالف العدوان والحصار الأمريكي والبريطاني الصهيوني، وما يصاحبها من جرائم ملعونة، بداية من لعنة التبعية والارتهان للغازي الذي يقتل ويحاصر شعبهم والمُحتل الذي يستبيح عرضهم وأرضهم وينهب ثرواتهم، و المعتدي الذي يسلب سيادتهم ويهين كرامتهم..
مرورا بالجرائم التي تتبنى كافة أجندة قذارة وانحطاط عدوهم البريطاني لمشاريع الانفصال والتقسيم والأقلمة لليمن أرضا وشعبا، على قواعد الفتنة المذهبية والمناطقية، وجرائم التجويع والإذلال من سحب البنك المركزي من صنعاء إلى عدن ورفع سعر الدولار الجمركي وسعر الصرف، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية بوجه التاجر اليمني، وصولا إلى جرائم تسليم الأسرى اليمنيين لتنظيم القاعدة وداعش وجيوش دول العدوان، وجرائم القتل والبلطجة المناطقية والمذهبية، والمعاملات غير الإنسانية وغير الأخلاقية ضد أبناء الشعب اليمني وعلى رأسهم المسافرون للعلاج والمغتربون في نقاط التفتيش المطارات، وأخيرا تبني قرار عدوهم التاريخي (بريطانيا) الذي يهدد الوحدة اليمنية ويهيئ اليمن للتقسيم والاقلمة المتمثل بقرار وتوجيه يمنع صيانة شبكات الاتصالات والإنترنت.
إن جريمة التوجيه بمنع صيانة خدمة الاتصالات والإنترنت في المحافظات المحتلة هي جريمة تجمع كل الجرائم، جريمة تصل في لؤمها وخباثتها وحقارتها وخستها إلى منع حتى الكلام والتواصل بين الأخ وأخيه والأم وابنها والزوج وزوجته، وبهذا القرار يصبح الوعي الجماعي لكافة أبناء الشعب اليمني دون استثناء أنها جريمة تجمع كل جرائم دول الغزو والاحتلال وقوى التبيعية والارتهان، وانها جريمة تمس جوهر مبدأ وجود و بقاء و حياة الشعب اليمني ككل شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، وتدنيس حياته الاجتماعية والإنسانية، والتفريط بوحدة تراب أراضيه التاريخية والجغرافية ، وتهديد وجوده الاستراتيجي وأهميته السياسية والاقتصادية.
من هذه النقاط سوف نجد أن التجهيل المجتمعي في هذه المناطق يصنع منظومته مثلما يفعل الوعي والمعرفة المواجه لقوى الغزو والاحتلال ودول العدوان والحصار، وهذا التجهيل والجهل يعد من أبرز المشكلات التي صنعها العالم الأمريكي (المتصهين) في وعي العقل الشعبي اليمني في هذه المناطق وغيرها أيضا، والذي لا يثبت شيء غير انه عقل جاهل ويتجاهل عمدا ظلما وعدوانا بماضي التاريخ اليمني والحضارة اليمنية، اللذين يؤكدان لكل ذي عقل سوي وسليم حتى لو كان عدوا لليمن والشعب اليمني ان مصدر أهميته الوحيدة للعالم منبثقه من كونه يحمل الانتماء الوطني والجغرافي والديني والسياسي والاقتصادي لليمن فقط..
من هنا يجب على أبناء شعبنا اليمني بشكل عام ، وفي المحافظات الجنوبية بشكل خاص ان يرفضوا ويثوروا على هذه القرارات الشيطانية التي تمس وجودهم وبقاءهم وحياتهم، والوعي التام ان السبب في هذا الجهل والتجهيل المتعمد لمجتمعات المحافظات الجنوبية اليمنية خاصة، هو نضوج عضلات التبعية والارتهان لنخبه وقواه السياسية والعسكرية والشعبية قبل وازعها الديني وعقلها الوطني وضميرها الإنساني، فمن لم يقرأ ويفهم التاريخ لن يفهم الحاضر ومآلاته، ولا المستقبل واحتمالاته، صحيح إن الآلة الإعلامية لدول الغزو والاحتلال وأبواق قوى التبعية والارتهان قد نجحت إلى حد كبير في خلق صورة عن اليمن واليمنيين تعتمد على مفردات وتعبيرات وسلوكيات طارئة مذهبية ومناطقية، من شأنها أن تجعل من اليمن عدوا للحضارة والتقدم والحرية، كما تجعل من اليمنيين كلهم جماعة من الانقلابيين والإرهابيين والقتلة، وفي هذه الصورة المشوهة لا نجد وعيا، ومن المؤسف أن هذا التشويه القائم على التبسيط المُخل وغير التاريخي قد وجد صدى لدى قطاعات مجتمعية واسعة في اليمن وخاصة مجتمعات جنوب الوطن اليمني..
بهذا كله إذا مررت قوى التبعية والارتهان قرار منع صيانة محطات الاتصالات والإنترنت، يعني ذلك تمرير تدنيس السيادة اليمنية، يعني أن تظل سياسة وأجندة دول العدوان والحصار وجيوش الغزو والاحتلال وأبواق الخيانة والعمالة والارتزاق والتبعية والارتهان مصدرا من مصادر التشويه لليمن واليمنيين لا في مجتمعات المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية وحدها، بل في المجتمعات العربية والإسلامية ودول العالم ، التي تعتمد قيم الاستهلاك فتبتلع الصورة المشوهة، ويبدو أن المشكلة ليست في تفريخ أو نسخ أو منع وتجميد وحدة تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت في اليمن، أكثر مما هي رغبة نفوذ لنخب قوى التبعية والارتهان وأدوات الخيانة والعمالة وأبواق الارتزاق والفساد بالعزلة عن اليمن أولا ، ثم رهن اليمن كلها والشعب اليمني كله وبيعهم بالتجزئة لدول العدوان والحصار وجيوش الغزو والاحتلال ، وإذا لم تتحرك اليمن كلها والشعب اليمني كله بالتزامن مع يوم الاتصالات العالمي الذي يوافق الـ17 من شهر مايو في كل عام، ضد قرار منع صيانة محطات الاتصالات سوف تجعلهم قوى التبعية والارتهان وأدوات الخيانة والارتزاق غير قادرين أو على أحسن تقدير غير راغبين في أي قراءة تفصيلية لأجندة ومخططات أعدائهم التدميرية والكارثية التي تمس جوهر مبدأ بقائهم ووجودهم وحياتهم..

قد يعجبك ايضا