رغم أن مسألة ظهور الأمراض البيولوجية ذات الصفة الفانية للبشرية كانت تبدأ محاطة بكثير من الخيال، إلا أن كثيراً من معطيات العصر الحديث تبين أنه مع أمريكا المُدان الأول “مش حتقدر تغمض عينيك”، حسب العبارة الساخرة المتداولة.
قبل أيام قليلة بدأت وسائل إعلام تتداول تحذيرات من مرض جديد خطير على شاكلة الأوبئة التي تظهر كل زمن ليتبين غالبا أن منطلقها المعامل البيولوجية، ودائما ما تكون أمريكا الأكثر حظا في الإدانة بالوقوف خلف انتشار هذه الأوبئة.
بداية العام الماضي أثيرت قضية المعامل البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا والتي يمولها البنتاجون، ليتبين بعدها بوقت قصير أن الأنشطة العسكرية البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا ليس إلا جزءاً بسيطا من نشاط هذه الدولة العبثية، إذ تبين أن وزارة الدفاع الأمريكية تسيطر على 336 مختبرا بيولوجيا في 30 دولة، طبعا في الداخل الأمريكي هناك أكثر من ٤٠٠ معمل من هذا النوع.
وخلال المواجهات الحاصلة حاليا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، كُشف عن معامل بيولوحية سرية تشرف عليها أيضا وزارة الدفاع الأمريكية.
ومع ظهور كورونا، استعاد العالم تحذير منظمة الصحة العالمية منذ سنوات، من مرض غامض أطلقت عليه اسم “المرض إكس”، والذي قالت إنه يمكن أن يتحول إلى عدوى دولية، وبدأ العلماء يراقبون تطور كورونا وما إذا كان يمكن أن يصل إلى هذا المرض الذي حذرت منه المنظمة.
بعد مرض كورونا أصبح من غير الصحيح التعامل مع التنبؤات التي تتحدث عن إمكانية ظهور أمراض جديدة فتاكة بلا مبالاة لأنها غالبا ما تتحقق لتشهد القرون الأخيرة أمراضا فتاكة لم تكن معروفة من قبل، كما جرت الملاحظة.
ومع تناول السينما لمثل هذه التنبؤات كواقع، تصير هذه العبارات المستندة أصلا على مخططات مدروسة، خطوة للاقتراب من تحقق فرضية المرض الجديد.
وفي ذات السياق ظهرت قبل أشهر لعبة تسمى (أبطال العرب)، وهي قصة عن قيادة الأمة العربية لحماية العالم مما يسمى بـ”الزومبي”، فتبني المدن والتحصينات وتدير الحرب ضد هذا الزومبي، والاسم يبدو مدروسا ومتعمدا لجذب شباب العرب للتعايش مع اللعبة.
ولا يمكن القول إن الحديث عن خطر أمريكا في هذا الجانب يأتي من منطلق عدائي، ولكنها المعطيات هي التي تضيّق في كثير من الأحيان مساحات البحث عن منطلق مثل هذه الكوارث البشرية.
وبالنسبة للزومبي إضافة إلى ما سبق، فإن الظهور الخيالي الأول كان أمريكيا من خلال فيلم «ليلة الموتى الأحياء» عام ١٩٦٨م، وهو من إخراج جورج روميرو الذي اقتبس فكرته من رواية «أنا أسطورة» لريتشارد ماثيسون، إلا أن المخرج استبدل مصاصي الدماء بجثث تدبّ فبها الحياة لتُبعث على شكل مسوخ متوحشة، وهي التي عُرفت لاحقًا بالزومبي.
وقبل أسابيع رصدت مقاطع فيديو، انتشرت عبر مواقع التواصل، شبابا في الشوارع الأمريكية يتمايلون في مشيتهم ولا يستجيبون للمحيط حولهم ويتحركون بلا هدف، وذكرت تقارير أن الأمر يتعلق بمخدر جديد هو مخدر الزومبي ينتشر في شوارع العديد من الولايات الأمريكية، تجعل متناوله شخصا خطرا على نفسه وعلى الآخرين، وقد يؤدي إلى الموت.
من انفلونزا الطيور إلى كورونا كان الملياردير بيل غيتس هو المُحذر الأول من ظهور المرض الخطير، كما أنه بعد ظهور كورونا أيضا تنبأ في فبراير من العام الماضي من ظهور مرض فتاك جديد ودعا للاستعداد له.
المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أكد بداية العام الماضي على ضرورة الاستعداد للتغلب على الزومبي كأي كارثة طبيعية وأنه- أي المركز- قد وضع خطوات في هذا الجانب.
ويبدو من كل ذلك- وما خفي أعظم- أن أمريكا بدأت طورا جديدا من المواجهة مع العالم في سياق الهلع والفزع على الزعامة والهيمنة وقطبيته الواحدة في العالم والتي بدأت تهتز بشكل عنيف مع ظهور قوة الدب الروسي والتنين الصيني.