علماء ومثقفون: الشعار حقق نقلة نفسية ومعنوية وواقعية وعملية

في ذكرى هتاف الحرية”.. اليمنيون يحطمون جدار الصمت ويفضحون المؤامرات الصهيوأمريكية

انتقل بالأمة من حالة اللا موقف إلى حالة الموقف، ومثَّل بداية المشروع القرآني

يحيي اليمنيون هذه الأيام في عدد من المحافظات فعاليات الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين التي اطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في العام 2001م, من خلال رؤيته القرآنية للأحداث والمتغيرات، وإدراكه بأهمية إطلاق الشعار كسلاح وموقف، ودوره في تحصين الأمة من أي اختراق أو تطويع من قبل الأمريكيين والإسرائيليين وتنبيهها بعدوها الحقيقي ومؤامراته حتى لا تكون ضحية لغفلتها فتنخدع بعناوينه المخادعة والماكرة.
متابعات / الاسرة

كما أن الشعار اليوم قد تحققت أهدافه في إيجاد حالة مهتمة من الوعي والسخط ضد الأعداء الحقيقيين للأمة, لمواجهة حالة الصمت والسكوت التي واكبت التحرك الأمريكي لاحتلال المنطقة، وأهلّ الأمة لتكون بمستوى المواجهة والتصدي لهذا المشروع الاستعماري وفضحه وإفشاله.
وتأتي الذكرى السنوية للصرخة هذا العام بالتزامن مع معركة سيف القدس وثأر الأحرار في مواجهة الاحتلال الصهيوني، والذي جعل الشعب اليمني وقيادته الثورية الحكيمة فلسطين البوصلة والقضية الأولى والمركزية، وأصبحت تتصدر أولويات اليمنيين رغم ما يواجهونه من عدوان غاشم وحصار ظالم على مدى ثمانية أعوام.

منهج في وجه الظلم والظالمين
فالشعار يمثل منهجاً في وجه الظلم والظالمين في كل زمان ومكان ، ولهذا رفض الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي-رضوان الله عليه- الخضوع والذل والمهانة، وحرص على ضرورة أن يصرخ أبناء الأمة بهذا الشعار وأن ينتشر في كل المناطق لأن هذا التحرك سيترك بلا شك سخطا شعبيا شديد العداء لأعداء الأمة الحقيقيين أمريكا وإسرائيل، ولذلك قدم الشهيد القائد مشروع الشعار والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية ليواجه به مشروع التدجين وفرض حالة الولاء والتسليم المطلق لأمريكا وإسرائيل، فكان لا بد منه كسلاح وموقفي حطم جدار الصمت ويخرج الأمة من حالة الخضوع والسكوت إلى الموقف الإيجابي بتعبئة الأمة بالعداء تجاه سياسة أمريكا وإسرائيل ومؤامراتهم على الأمة.
ويؤكد الواقع أن مجرد ترديد الشعار مؤثر جدا وله أهمية كبرى، فحينما صرخ به الملايين من أبناء الشعب اليمني عداءً وموتاً لأمريكا وإسرائيل أسقط أمريكا بكل أوكارها وقواعدها وفضح المنافقين وكشف أقنعتهم وعلى رأسهم أولئك الذين لبسوا عباءة الدين كالوهابيين والتكفيريين ومن دار في فلكهم.

نقلة نفسية ومعنوية وعملية
ويرى علماء ومثقفون أن الشعار اليوم حقق نقلة نفسية ومعنوية وواقعية وعملية، وحطَّم جدار الصمت، وانتقل بالأمة من حالة اللاموقف إلى حالة الموقف، ومثَّل بداية المشروع القرآني، وكان له الأثر الكبير في إخراج السفير الأمريكي وطرده وجنود المارينز من صنعاء، وفقدوا تأثيرهم المباشر على هذا البلد، بالإضافة إلى أنه أوجد حالة من السخط في قلوب الناس؛ بينما يريد اليهود أن يمسحوا هذه الحالة لتتحسن صورتهم أمام الشعوب، كما فضح الشعار الأمريكيين في ادعائهم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبنى واقعاً محصَّناً من الاختراق؛ لأن أهم ما يركز عليه الأعداء هو التجنيد من الداخل، كما ارتقى الشعار بالأمة إلى ما هو أكبر وأعظم؛ فارتقى بمن استجابوا إلى حالة الاستعداد للمواجهة مع العدو، وظهر هذا جليَّاً في مواجهة الشعب اليمني للعدوان الأمريكي السعودي، و رسخ فينا الثقة بالله، ووجه بوصلة العداء إلى الأعداء الحقيقيين للأمة، وهيأ للمقاطعة الاقتصادية.

موقف ثابت وأبدي
وأضافوا: إن هذه الصرخة حددت الموقف والوجهة وحصرتها بالعداء والبراءة من أعداء الله اليهود ومن والاهم والنصارى ومن والاهم والأمريكان ومن والاهم في سياسة الاستكبار والاستعمار والإرضاخ والقتل لشعوب العالم المستضعفة وجعلته موقفاً ثابتاً وأبدياً إلى أن يحقق الله النصر على هذه الأطراف ويتم تحرير الأمة من شرهم وكيدهم وخبثهم، مشيرين إلى أن أحداث اليمن كانت ولا تزال تؤكد على أن لا استقلال ولا تحرر ولا بناء ولا نهضة لليمن إلا بعد تحقيق الخلاص من الهيمنة الأمريكية والسعودية والبريطانية وأدواتهم التي تنخر وتعبث وتحرف المسارات من الداخل.

اليمنيون أكثر وعياً
وأكدوا أن الشعب اليمني أصبح أكثر وعياً ونضوجاً سياسياً وثقافياً، ويعرف عدوه الحقيقي، ويعرف كيف ينتصر عليه ومع من يصطف وينتمي ويوالي لكي يتحقق هذا الخلاص وهذا الانتصار، وقد عرفوا جيداً أن من هيأهم الله لقيادة المرحلة ابتداءً بالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وصولا إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إنه بهذا النهج وبهذا المسار وتحت هذه القيادة المباركة سيتحقق النصر الكبير وغير ذلك مجرد مساومات ومداهنات وبيع وشراء في الثوابت والمبادئ والمصائر للشعب والأرض.

ختاماً
نستطيع القول إن الصرخة غدت صخرة في وجه المشروع الصهيوأمريكي وكل المؤامرات الخفية والعلنية ضد القضية الفلسطينية، خاصة وأن اليمن أضحت اليوم ركنا متينا في محور المقاومة والممانعة الذي يتسع شعبيا ورسميا ويبشر بصحوة عربية إسلامية بوصلتها القدس وكل المقدسات الإسلامية، ولذلك نؤكد على أهمية الاستمرار في رفع الشعار وتفعيل المقاطعة الاقتصادية بعد أن لمسنا أثرهما الكبير والعظيم في تغيير مجرى العدوان الأمريكي الصهيو سعودي علينا وبه انتصرنا على أعدائنا وحققنا انتصارات رائعة ومذهلة تكاد تكون ضربا من الخيال في جبهات القتال، و«نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين».

قد يعجبك ايضا