مع الرضوخ السعودي للضغط الأمريكي

قائد الثورة يؤكد: المساحة التي مُنحت لجهود الوسطاء العمانيين لن تستمر إلى ما لا نهاية

 

 

وقف الحرب وإنهاء الحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب هو طريق السلام في اليمن
تمثيل دور «الوسيط» يتعارض مع الواقع والعالم يشهد بمسؤولية السعودية في العدوان

الثورة /

لا يأتي تلويح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، عصر أمس، بمناسبة ذكرى «الصرخة في وجه المستكبرين» بإمكانية إنهاء المفاوضات مع السعودية بوساطة عمانية من فراغ، فالمتأمل لمسار المشاورات وتبادل الرسائل يتبيّن له التحولات غير المسؤولة في الموقف السعودي إزاء الالتزام على الأقل بالكلمة في لقاءات رسمية شهدتها صنعاء والرضوخ في ذلك إلى الضغط الأمريكي، الذي زادت حدته مع اقتراب صنعاء والرياض من الاتفاق على مخرج لعدوانها على اليمن، منطلقها الأول تنفيذ المطالب الإنسانية كبادرة إثبات حسن نوايا.
ولذلك، أكد قائد الثورة على أن حالة العدوان لا تزال مستمرة بكل أشكالها وأن ما تم هو تخفيف التصعيد في بعض الجوانب لتستمر المؤامرات بأشكال متعددة.
السيد القائد ومع حالة الجمود الذي أصاب مسار المشاورات غير المكتملة، أكد صراحة أن المساحة التي منحت لجهود الوسطاء العمانيين لن تستمر إلى ما لا نهاية، ولفت إلى أن الآخرين يظنون أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ المؤامرات، في إشارة واضحة للسعودية، وهو الذي يأتي في سياق مماطلة قوى العدوان بدفع أمريكي للمماطلة في الالتزام باستحقاقات السلام وباعتبار ذلك مدخلاً أساسياً لإيجاد حلول لإنهاء العدوان.. يؤكد السيد القائد: بالقول : “بقدر ما أعطينا مساحة لجهود الإخوة في عمان، لكن لا يمكن أن نستمر إلى ما لا نهاية، فيما يظن الآخرون أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ المؤامرات” .. مشيراً إلى أن الأعداء سيدركون عاقبتهم السيئة ورهاناتهم الخاطئة كما كانت في السنوات الماضية.
مسؤولية كاملة
ومع كل ما يدور في كواليس قادة المؤامرة ويتسرب منه بعض المعلومات يأتي التأكيد والموقف الثابت من السيد القائد بأن السعودية تبقى المسؤولة عن العدوان، فهي من قامت بتنفيذ المخطط وهي من رعته ومولته فيما كانت ولا زالت أمريكا تشرف عليه، ولذلك جدد السيد عبدالملك الحوثي تمسكه بتحمل السعودية لكافة الالتزامات الناتجة عن العدوان، معتبرا ذلك شرطاً للسلام في إشارة إلى مساعي الرياض التهرب من استحقاقات إعادة الإعمار ودفع التعويضات.
“أما أن تسوّق السعودية نفسها كوسيط، فهو الأمر الذي لا يستقيم مع عقل ولا منطق ولا يمكن تبرئة ساحتها من المسؤولية وقد دمرت كل شيء في هذا البلد”.
وفي هذا السياق، سخر قائد الثورة من هذه المحاولة السعودية في تسويق نفسها كوسيط، واصفاً تلك المحاولة بـ «النكتة»، خصوصاً وأنها تأتي لتؤكد النوايا السعودية بنسف ما تم التوصل إليه عبر الوساطة العمانية من بوادر حلول معينة.
وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته بذكرى «الصرخة» أنه ما إن بدأت المساعي العمانية بالوصول إلى بوادر حلول معينة في السياق الذي قلناه، يأتي السعودي ليتحدث عن نفسه كوسيط، وهذه نكتة.
وأكد أن “كل العالم يعرف أن الذي أعلن نفسه قائدًا للتحالف في الحرب على بلدنا هو السعودي، فلماذا يحاول أن يقول إنه وسيط؟”، مشدداً على أن السعودية ستتحمل كل الالتزامات الناتجة عن هذا العدوان وإذا أرادت السلام فلتتحمل التزاماته.
وأشار السيد عبد الملك إلى أن السعودي يأتي في بعض الأحيان ليتحدث عن نفسه كوسيط، وهو الذي أعلن نفسه بشكل رسمي قائداً للتحالف في الحرب على هذا البلد والذي قام بدور أساسي في الحرب على اليمن»
وأكد قائد حركة “أنصار الله” أن طريق السلام في اليمن يتمثل في وقف الحرب وإنهاء الحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب فيما يتعلق بالأسرى والتعويض وإعادة الإعمار.
السعودية – كما يبدو – تحاول أن تحافظ لنفسها على شيء من الاستقلالية التي تمكنها من الحفاظ على مصالحها، إلا أن الهيمنة الأمريكية على دهاليز البيت الحاكم في الرياض يمنعها من تجاوز الرجل الأمريكي في القرارات المصيرية، كحال إنهاء العدوان وإحلال السلام في اليمن والمنطقة، من هنا يؤكد قائد الثورة بأن السعودي إذا كان «كما يصور نفسه عندما تحرك في الهامش المسموح له أمريكياً وتحدث بعض الإعلاميين المنتسبين له عن أن السعودية أصبحت خارجة عن الهيمنة الأمريكية، فليثبت السعودي أنه لم يعد تابعاً ومنفذاً للأمريكان من خلال الملف اليمني وليبدأ برفع الحصار وإنهاء عدوانه”.
وقال: ”إذا كان السعودي يصوّر نفسه أنه يملك قرارات مستقلة، فليثبت استقلاليته في ملف اليمن وليتعامل بإنصاف.
ويربط السيد القائد سلام السعودية واستقرارها ونماءها بسلام ونماء يسود اليمن، بتحذيره السعودي بأنه: لا يمكن أن يجلب السعودي السلام والأمن والاستقرار لنفسه ولتحقيق طموحاته الاقتصادية إلا بسلام الشعب اليمني ورفع الحصار عنه.
ويشدد على أن قوى العدوان ليس لها الحق في أن تفرض هذا الحصار على شعبنا وحرمانه من ثرواته الوطنية، ويريد السيطرة على الجزر والمياه الإقليمية.
طريق السلام
أمريكا كانت ولا تزال العائق الأبرز ففي طريق السلام في المنطقة ككل وليس اليمن وحسب، ولكنها ترى في الحالة اليمنية فرصة لزعزعة أمن المنطقة بما يساعدها على تمرير مخططها وتنصيب كيانها الصهيوني كحارس شرطي لمصالحها القائمة على نهب المنطقة لجهة ثرواتها وجغرافيتها.
يؤكد قائد الثورة بأن رغبة الأمريكيين هي في استمرار هذه الحالة من الاستهداف لبلدنا، مؤكداً في ذات الوقت بأن ذلك “معناه أن نستمر نحن كما أكدنا مراراً وتكراراً بالتصدي لهذا العدوان بكل ما نستطيع بكل إمكانياتنا”.
ويؤكد السيد أن “الأمريكي والبريطاني لا يزال يسعى لكي لا يتحقق سلام حقيقي من خلال تنفيذ الاستحقاقات المشروعة المحقة والعادلة للشعب اليمني والمتمثلة برفع الحصار وإطلاق الأسرى ودفع التعويضات وإعادة الإعمار”.
وقال السيد: صرختنا في وجه المستكبرين مستمرة وكانت حاضرة في موقفنا الثابت الذي لم يتراجع في كل المراحل، لا بالترغيب ولا بالترهيب وصرختنا في وجه المستكبرين منذ بداية عدوانهم كانت صرخة قوية تجسدت في موقفٍ شاملٍ في التصدي للأعداء.. لافتاً إلى أن مشروعنا القرآني أقوى من أي مرحلة مضت، بالرغم من كل ما قد حورب به منذ بدايته وحتى اليوم.

قد يعجبك ايضا