محافظ لحج اللواء/ أحمد جريب لـ”الثورة”: الوحدة اليمنية المباركة منجز شعبي ووطني خالص وستظل رمزاً لكل يمني حر وشريف

 

رغم المخاطر والمؤامرات تظل الوحدة اليمنية في قلب ووجدان كل يمني في الشمال والجنوب
هناك قوى جعلت من الوحدة مكسباً شخصياً وحزبياً وهي ذاتها من تسببت في تحويل الوحدة من منجز إلى قضية ومشكلة لدى بعض الإخوة من أبناء الجنوب

 

اليمن الكبير بتاريخه العريق ومنجزاته الثورية والوطنية العظيمة لا يقبل القسمة على اثنين، فوحدته المباركة أكدها اليمنيون وعمدوا بنيانها الشامخة بدمائهم الطاهرة ومبادئهم الثابتة ولا يمكن أن تكون يوما محل ريب أو تسويف أو مقايضة.

22 مايو تاريخ من المجد والمحبة والألفة اليمنية ونصر جديد نتاج نضال الآباء والأجداد، وسيظل إلى مدى الدهر رمزا أبديا لكل حر وشريف لا يقبل الوصاية والعمالة والارتهان.

عن هذه المناسبة العظيمة والعرس اليمني البهيج.. “الثورة ” استضافت أحد أبناء ومناضلي محافظة لحج الشيخ احمد حمود جريب محافظ محافظة لحج وعضو المكتب السياسي لأنصار الله .. إلى التفاصيل:

حوار / مصطفى المنتصر

* سيادة المحافظ ونحن نعيش الذكرى الثالثة والثلاثين للوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990م، ماذا تعني لكم المناسبة؟

– في البداية يسعدني أن أهنئ قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وكل أفراد القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية و قبائل اليمن الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في مواجهة الاحتلال وغطرسة العدوان والتصدي ببسالة لكل المؤامرات التي تستهدف اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله، كما أهنئ كل أبناء شعبنا اليمني العظيم في ربوع وطننا بالذكرى الثالث والثلاثين للوحدة اليمنية، وفيما يتعلق بالإجابة على سوالكم فلا شك أن هذه المناسبة عزيزة وغالية على قلب ووجدان كل يمني حر سواء في الشمال أو الجنوب، فالوحدة اليمنية التي جاءت نتاج نضال وتضحيات الآباء والأجداد من قطبي اليمن وكان الجميع يتطلع اليها بعزة وشموخ، كونها ألّفت بين الإخوة وبرغم ما شابتها من سلوكيات خاطئة وممارسات عكست سوء النوايا لبعض الفئات والجماعات التي أرادت أن تركب على هذا المنجز لتحصيل حاصل وجني ثماره لأجل مصالح وأطماع شخصية إلا أنه استحقاق وطني وشعبي خالص لن يفرط فيه اليمنيون مهما كلف ذلك من ثمن.

* كيف ينظر المواطنون في المحافظات المحتلة إلى هذا المنجز لا سيما وهم يقبعون تحت وطأة الاحتلال؟

– يعيش اليوم أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة واقعاً مأساوياً وصعباً نتيجة العدوان والاحتلال الذي يمارس أبشع صنوف الإجرام والاحتلال ويسعى عن طريق أدواته الرخيصة للنيل من الوحدة اليمنية وتحويل تلك المناطق الخاضعة لاحتلاله إلى ملكية خاصة مستغلا بذلك تحشيداته العسكرية الضخمة والترسانات المهولة من الأسلحة ومجاميع من المرتزقة الذين جلبهم من أصقاع الأرض ليتسنى له نهب وتدمير المقدرات اليمنية وتجزئة تلك المناطق ومحاصصتها وفق أطماع الغزاة والمجرمين ونتاجا لتلك الممارسات السلبية والوحشية التي جعلت من الوحدة ملاذاً وحيداً للتخلص من الخطر الأكبر الذي يهدد اليمن أرضا وإنسانا ويستهدف كيانها وحضارتها وسيادتها وبذلك ساهمت كل تلك العوامل والسلوكيات المدمرة للمحتل في تعزيز الوعي المجتمعي لدى البعض في المحافظات الجنوبية المحتلة وحولت الوجهة لديهم نحو عدوهم الأساسي وهو المحتل وأدواته وأجندته الإجرامية.

* تتعرض الوحدة اليمنية اليوم لمؤامرات كبيرة ومساع للانقضاض عليها من قبل دول العدوان والاحتلال.. ما موقفكم من ذلك؟

– الخطر الذي يهدد الوحدة ليس وليد اللحظة بل إنه رافقها منذ ولادتها في 22 مايو 1990م في الوقت الذي جعل البعض من الوحدة مطمعاً شخصياً وإنجازاً حزبياً ظل يردده على مدى أعوام ومع ذلك، فكل تلك المؤامرات والمساعي التي ينفذها المحتل لن يقبل بها أي يمني حر شريف، كونها ناجمة عن رغبة خارجية بحتة يراد من خلالها الاستحواذ على الثروات اليمنية ونهب مواردها واستغلال موقعها الاستراتيجي الهام في تحقيق المطامع الخارجية وتحقيق أهداف الأمريكان والصهاينة في السيطرة على الممر المائي “باب المندب” والسواحل الجنوبية اليمنية، ولذا فإن اليمنيين يدركون حقيقة هذه المؤامرات ومصدرها والغاية منها وسيقفون لها بالمرصاد، وكما أفشل اليمنيون العدوان الأمريكي الصهيوني على بلادنا منذ 9 أعوام، فلا شك أن ردع هذه الأخطار والأطماع الدنيئة للمحتل ستبوء بالفشل وسيجر المحتل وأدواته أذيال الهزيمة والخسران ويغادرون هذه الأرض عاجلا أو آجلاً.

* الوحدة اليمنية لم تكن يوما من صنع أشخاص أو أحزاب وإنما كانت إرادة يمنية شعبية توجت بتضحيات الأبطال ونضالهم.. ماذا تقول لمن يحاول تسييس مثل هذه المنجزات الوطنية وينسبها لأفراد أو جماعات؟

كما ذكرنا سابقا إن الوحدة اليمنية هي مكسب لكل يمني حر وشريف وقد تحققت بثمن غال وكبير دفعه اليمنيون من دماء وتضحيات أزكى رجاله ومناضليه ولذا فالوحدة اليمنية جاءت كإرادة يمنية شعبية بحتة من قطبي الوطن آنذاك وقدم الآلاف من اليمنيين دماءهم الزكية في سبيل لم الشمل اليمني ومع ذلك فمحاولة البعض نسب هذا المنجز من أجل تلميع فرد أو جماعة أو حزب فهم بذلك يصنعون مجدا من لا شيء ويحاولون تحريف الحقائق وتزييف الواقع الذي يعرفه اليمنيون قاطبة، بل إن أولئك البعض كانوا هم من سعوا إلى إجهاض الوحدة ومحاولة إفشالها نتيجة الممارسات المستفزة والسلوكيات التي تسببت في خلق موجة من الصراع والمطالبات بفك الارتباط وجعلت من الوحدة قضية ومظلومية بعد أن كانت منجزاً واستحقاقاً وطنياً نتباهى ونفاخر فيه الأمم.

* ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا لطالما يسعى لإظهار نفسه أنه الممثل الوحيد للقوى الجنوبية ودائما ما يكون في مقدمة الأجندة التدميرية للمشاريع الإماراتية في المحافظات المحتلة.. كيف يتقبل الشارع الجنوبي هذا الأمر؟

– في حقيقة الأمر إن ما يسمى بالمجلس الانتقالي جل همه هو كيفية التكسب من هذا الوضع وتحقيق أكبر قدر من الفائدة والمصالح الشخصية، فهم لا يملكون مشروعاً أو حتى قضية ولا قيمة وجودية , بل إنهم باعوا انفسهم رخيصة وهينة للمحتل الخارجي على حساب وطنهم وشعبهم وسيادتهم، فبذلك استحقوا هذا المستوى من الانحطاط والإهانة التي يتلقونها ليل نهار وعلى مرأى ومسمع من الجميع ولن يكون مصيرهم أفضل من أي مرتزق أو عميل عرفه التاريخ وستظل هذه اللعنة تطاردهم في حلهم وترحالهم ولن يقبل بهم اليمنيون بأي وضع وتحت أي مسمى، فالأرواح التي أزهقت بدم بارد والأسر التي شردت والأسرى والمفقودين الذين غيبوا ومورست ضدهم مختلف وأبشع أصناف التعذيب والإجرام، كل تلك الجرائم والممارسات الوحشية ستأخذ بأيديهم نحو المحاكم وعندها سيكون للنظام والقانون القول الفصل في ذلك .

* ما الذي تسعى إليه قوى العدوان والاحتلال من خلال دعم مثل هذه المؤامرات التي تستهدف الوحدة اليمنية وما قراءتكم لمجريات الأحداث الأخيرة، المتمثلة في ما يسمى “اللقاء التشاوري الجنوبي”؟

– الغاية الأساسية التي يريد المحتل الأمريكي الصهيوني البريطاني وأدواتهم العربية تحقيقها، تحويل اليمن إلى كانتونات صغيرة وأجزاء مهترئة وضعيفة يستطيع من خلالها بسط سيطرته ونفوذه على مواردها الغنية بالثروات والمعادن والتحكم في واحد من أهم الممرات المائية الدولية المتمثل في باب المندب وتدمير موانئها الاستراتيجية وتحويل الشطر الجنوبي الشرقي إلى ملكية خاصة يستطيع حينها تنفيذ وتمرير كل مخططاته التآمرية الصهيونية الأمريكية والتي تضمن نجاح الصفقات المربحة لهم والمشبوهة على حساب الشعب اليمني الذي يعيش اليوم واقعاً مأساوياً ومريراً نتيجة للتواجد الأجنبي في أراضيه ونهب ثرواته ومقدراته.

* أين تقف القوى السياسية في محافظة لحج ولا سيما في المناطق التي تقبع تحت سيطرة المحتل من هذه الدعوات؟

المواطنون في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ولا سيما أبناء لحج مع كل الشخصيات والناس الشرفاء والوطنيين من أبناء الجنوب، كان لهم السبق في مجابهة هذا العدو ووقفوا ضد مخططاته الإرهابية الإجرامية وهم الآن في حالة الأهبة والاستعداد للمضي نحو دحر الغزاة والمرتزقة، ولا شك أننا ننتظر الزمان والتوقيت المناسب لمعركة التحرر وطرد الغزاة، ونؤكد للقيادة الحكيمة ممثلة بسماحة السيد المجاهد عبدالملك الحوثي أننا رهن إشارته وتوجيهاته في كل زمان ومكان ولن نتهاون أو نتخاذل في في أي أمر يمس وطننا وسيادتنا ووحدتنا وسيكون أبناء لحج الشرفاء في مقدمة الصفوف في معركة التحرير.

* ما هو موقف المواطنين في المحافظات الجنوبية من المحتل وأدواته والتي تعبث وتدمر المقدرات الوطنية وتنهب الثروات في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون غياب أبسط الخدمات الحياتية الضرورية؟

– بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية عام 2015م تمادى المحتل ومرتزقته في إجرامهم ضد أبناء الشعب اليمني بمختلف انتمائهم وتوجهاتهم ومارسوا ضدهم كل أشكال الترهيب والوحشية والإجرام حتى يصمتوا كل الأصوات المناهضة لهم حتى وصل بهم الحال إلى تصفية العشرات من الشخصيات والكوادر السياسية والدينية والاجتماعية التي لا تنتمي لتوجهاتهم ولم تؤيد تلك الممارسات والعبث والتدمير للمقدرات ومؤسسات الدولة ومواردها وشردوا الآلاف من المواطنين اليمنيين تحت ذرائع مناطقية وفئوية مقيتة ورغم كل ذلك الإجرام والوحشية لازال هناك من الثوار والوطنيين الذين يجابهون المحتل بمختلف الوسائل والإمكانيات وفي ظل غياب تام للمنظمات الدولية وحقوف الإنسان التي توارت خلف خيبتها ولم تهمس بأي موقف يندد بهذه الجرائم والانتهاكات الصارخة ضد المحتل وأدواته.

– ينظر اليمنيون اليوم في المحافظات الشمالية إلى الوحدة كنافذة امل نحو يمن مشرق وقوي يستطيع التغلب على الصعاب ومجابهة التحديات.. هل ترى أن ذلك يتوافق مع تطلعات وآمال الشارع الجنوبي؟

– لم تكن الوحدة اليمنية يوما محل ريب أو تسويف أو مقايضة لدى أبناء المحافظات الجنوبية ورغم ما مورس ضدهم من ظلم وحرمان واضطهاد إلا انهم ثاروا وانتفضوا في وجه القوى المهيمنة على السلطة آنذاك الموالية لدول العدوان التي حكمت اليمن بإشراف من السفارة السعودية ومن الديوان الملكي بتشويه هذا المنجز التاريخي وحولوه بعد حرب صيف عام ١٩٩٤م إلى غنيمة، لكن ما نشهده الآن ومع توجه قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، لإنصاف القضية الجنوبية يعكس مدى شعورهما بأهمية القضية ويسعيان لإغلاق هذا الملف بالإنصاف لأن دول العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي التي تقف خلف إثارة الفتنة وتغذي الصراعات تريد تحويل اليمن إلى مستنقع للحرب والفوضى، حيث تسعى دول الاحتلال الإماراتي السعودي ومن ورائها أمريكا وبريطانيا بعقد صفقة مع الانتقالي وبعض القيادات الجنوبية في تنفيذ مشروع التقسيم وكل الشواهد تشير إلى أن ذلك تمهيد لتشطير اليمن.

* غالبا ما نسمع عن حراك مدني وشعبي وانتفاضات بين الفينة والأخرى في شوارع عدن وبعض المناطق الجنوبية.. ماذا عن محافظة لحج وما موقعها من هذه الأحداث؟

– لا شك أن أبناء محافظة لحج دائما ما يكونون هم أوج أي ثورة وشعلتها فعلى مر التاريخ كانت محافظة لحج هي منبع الثورات ومنطلق الحرية لأي حراك شعبي يلبي إرادة ومطلب الشعب وما تعيشه المحافظات الجنوبية المحتلة في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة هي بمثابة صراع أدوات لا هدف أو قضية لها وستشهد تلك المناطق غليانا شعبياً وحراكاً ثورياً يجتث المحتل وأدواته حتى لا تبقى لهم باقية، ونحن دائما على اتصال وتواصل مع بعض القوى والمكونات الشعبية الفاعلة ونتبادل الرؤى والأفكار والاهتمامات بما يخص أوضاع المواطنين ويحد من معاناتهم وسيكون لنا امر ذات يوم وارى أنه أصبح قريبا.

رسالة أخيرة تود توجيهها سيادة المحافظ عبر صحيفة الثورة؟

تعيش بلادنا اليوم مؤامرة كونية خبيثة يراد من ورائها تفكيك اليمن وتمزيقه وقد بدت ملامحها واضحة من خلال المشاريع التفتيتية التي تتبناها دول العدوان في المحافظات الجنوبية والشرقية التي وطأتها أقدام الغزو والاحتلال والتي تعتبر نتيجة طبيعية لسياسة العدوان الإجرامية ونتيجة حتمية لأهدافه التوسعية في المنطقة، وما يحصل الآن هو نموذج واضح لتلك المشاريع، ولذا فأنا أدعو أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة لطرد المحتل والوقوف أمام المؤامرات التشطيرية التي تريد زعزعة الاستقرار ونهب مقدرات الوطن وهدم تاريخه ومجده الحضاري.

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا