الشعار سلاح وموقف

عبدالله الجرادي

 

الإسلام والمسلمون هم من تدور على رؤوسهم رحى المؤامرات الرهيبة بقيادة أمريكا وإسرائيل وتحركهم لتنفيذ تلك المؤامرات كانت ولازالت وفق خطوات الشيطان خططاً شيطانية وعلى مراحل متعددة، فتوجهت في الماضي للهيمنة على الأنظمة وسيطرة غير مباشرة في أغلب المجالات حتى اخترقت الساحة الداخلية للأمة الإسلامية عبر عملائها المدجنين للشعوب فصارت مهيمنة فكريا على الكثير إلا القليل بعناوين جذابة وزائفة وأساليب مخادعة ك [ الديموقراطية – الحرية – حقوق الإنسان ] حتى فقد الكثير في عالمنا الإسلامي كأنظمة وشعوب عناصر قوتهم المعنوية والنفسية والمادية.
فمنذ عقدين من الزمن وتحديداً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر دخلت أمريكا مرحلة جديدة وانتقلت إلى السيطرة المباشرة فصنعت الذرائع التي انطلت على الكثير من قاصري الوعي. فأحداث الحادي عشر من سبتمبر صُنِعت خصيصاً لتكون ذريعةً لاستهداف هذه الأمة والسيطرة المباشرة عليها .
ودعت أمريكا لتحالف عالمي وهي من تقوده لمكافحة الإرهاب
وتوجهت الأنظمة للإذعان والتسليم لأمريكا فتهيأ الواقع لأمريكا لتدخل الساحة بكل إمكانياتها وثقلها عسكرياً للإحتلال المباشر .
ولم يكن في الساحة من يتصدى لها وكانت حالة الصمت والحيرة والجمود والانتظار للمجهول هو السائد على شعوب المنطقة.
أمام ذلك الواقع المخزي من خلال الواقع المأساوي المثقل بالجراح والآلام والمعاناة وتزامنا مع تلك المرحلة تحرك السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه – بالمشروع القرآني النهضوي الحُرّ ، مُتَحَسِّساً آلامَ الأمةِ حاملاً همها وتطلعاتها وآمالها ؛ وبالألم والأمل وبالمسئولية أطلق صرخته المدوية في وجه المستكبرين كشعار لمسيرةٍ قرآنية وأعلن انطلاقة المشروع القرآني لتصحيح واقع الأمة والنهوض بها لمواجهة التحديات والأخطار التي يحيك مؤامراتها الشيطان الأكبر.
وبالتالي انطلق هذا الهتاف هتاف الحرية والعزة والإباء ليحقق جملة من الأهداف في الواقع العملي والمعنوي أولها حطم جدار الصمت ليخرج الأمة من حالة السكوت إلى الموقف .
هتاف الحرية يعبر عن حالة السخط التي يجب أن تسود الأمة، وتكون حالة قائمة في واقعها .
الصرخة تهيئ الأمة لتبني المواقف اللازمة وتحصنها وتجعلها متنبهة مدركة ترقب الوضع ترصد الأحداث تتنبه لطبيعة المؤامرات والمكائد، وبالتالي تتصدى لها أيضا ستكون حافزاً مُهِمّاً لأن تتحرك الأمة في بناء واقعها الداخلي.
لكن للأسف وقف في وجه هذا المشروع عملاء أمريكا وانطلقوا لمحاربته عندما انزعج منه الأمريكيون وعرفوا أنه سلاح مؤثر عليهم ويعيق تنفيذ مخططاتهم.
فمن بركات هذا الشعار أنه كشف كل مؤامرات وذرائع ومكائد أمريكا وكشف زيف ادعائهم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ؛ فعندما ترى الشعار مخدوشاً فهو يشهد بأنه مؤثر على الأمريكيين عبر عملائهم.
وكشف لنا حقيقة أدعياء الإيمان وفضحهم عندما تحركوا لمواجهة من تحرك لمواجهة أمريكا حينما سكتوا هم والآخرون ؛ ألم يحصل هذا ؟
هذه قضية يجب أن نركز عليها، أنه إذا لم تتحرك في مواقف مع الحق ستساق إلى الباطل. إذا لم تتحرك لتبذل مالك ونفسك في سبيل الله سيسخرونك لتبذل مالك ونفسك في سبيلهم، وهذه سياسة ثابتة عندهم والشواهد كثيرة في الماضي والحاضر.
عموما حركت أمريكا كل عملائها وعلى رأسهم السلطة اليمنية بكل تشكيلاتها ومكوناتها لمحاربة هذا المشروع بالسجن لمن يهتفون بالشعار والفصل من الوظيفة لكل من ينتمون إلى المشروع القرآني .
واستمروا بكل الوسائل التضليلية ولم يفلحوا في إسكات صوت الحق على مدى سنتين بل ازداد انتشاراً وتوسعاً ولو كره الكافرون ؛
فكان القرار أمريكي للتحرك عسكرياً في 2004م فشنوا حرباً ظالمة حتى ارتقى وصعد القائد رضوان الله عليه شهيداً وعمد مشروعه بدمائه الطاهرة .
فواصل المجرمون ستةَ جولاتٍ من الحروب الشاملة وعشرين حرب جزئية وآخر تلك الحروب كانت بمشاركة السعودية.
ومن ضمن الحروب المتجزئة حاولوا ضربنا بالتكفيريين الذي كانوا عنوان الإرهاب لأمريكا والذريعة المصطنعة لأمريكا وإذا بهم يتحولون إلى يد أمريكية تضرب بها الشعوب كما فعلت في أفغانستان والعراق وسوريا والحقيقة أن أمريكا أمهم وتعمل على تفريخهم ؛ فحيث ما وجدت التنظيمات الإرهابية بكل مسمياتها تواجدت أمريكا.
فعملوا على تجيشهم في كتاف وعاهم مرورا بدماج فتم اجتثاثهم وجعل الله كيدهم في تضليل.
في الأخير سقطت كل أقنعة أمريكا، وكشف خداعها وزيفها، وظهرت سوأتها، واتضحت حقيقتها حينما حاولت تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وفككت المؤسسة العسكرية وأفقدت اليمن أمنه واستقراره.
فكان هناك صحوة شعبية حينما توفر المشروع القرآني النهضوي الاستقلالي والقيادة فهبوا بثورة شعبية هزمت أمريكا على إثرها وغادرت اليمن مذمومة مذعورة.
وأوشكت ما تسمى القاعدة على الانهيار التام، فأعطى الأمريكي المجال لأدواته الإقليمية للتدخل عسكرياً وتشكيل تحالف دولي بقيادة النظام السعودي، وأعلن الحرب من أمريكا، وصنعت عناوين أخرى كعنوان العروبة والقومية العربية وغيرها من العناوين واستمروا في حربهم وعلى مدى ثمان سنوات، ولم يحققوا إلا الخسران .

قد يعجبك ايضا