الثورة/ غزة
في اليوم الخامس لمعركة ثأر الأحرار، بدا العدو الصهيوني في دائرة الحيرة والفشل من ناحية في تحقيق الأهداف التي أرادها من العدوان على غزة، ومن ناحية أخرى فشل القبة الحديدية في اعتراض صواريخ المقاومة، ومن ناحية ثالثة تلقيه ضربات نوعية تسددها المقاومة الفلسطينية التي وسعت من دائرة القصف والاستهداف لمدن الكيان وصولا إلى قصف مستوطنة رحوفوت جنوبي تل أبيب بصاروخ متطور أوقع إصابات مباشرة في صفوف الصهاينة.
وفي اليوم الخامس لمعركة ثأر الأحرار واصلت المقاومة الفلسطينية قصف مدن الكيان الصهيوني بشكل مكثف وبزخم ناري متصاعد، ووسعت من دائرة القصف بالصواريخ المتطورة، فيما فشل العدو الصهيوني في فرض معادلة سعى لها من وراء عدوانه الإجرامي على قطاع غزة.
ورفضت المقاومة الفلسطينية الضغوط التي مورست عليها من أنظمة عربية وغربية بوقف المعركة، متمسكة بشروطها الثابتة بأن المعركة لن تتوقف إلا بالتزام صهيوني بالتوقف عن الاغتيالات التي يمارسها بحق المقاومين في غزة، وقد ردت المقاومة على الضغوط والاستجداء الصهيوني للوساطات بتوسيع دائرة القصف يوم أمس، موجهة ضرباتها لأول مرة على أهداف في القدس المحتلة، وجنوبي تل أبيب، ومع فشل الوساطات في إيجاد مخرج للعدو الصهيوني دون التزامه بالشروط التي طرحتها المقاومة، بدا العدو الصهيوني في مازق يواجهه لأول مرة في تاريخه.
وفيما صعّد العدو الصهيوني بارتكاب الجرائم بحق المدنيين مستهدفا المنازل والأحياء في القطاع، ردت المقاومة الفلسطينية بالقصف المتواصل مسددة ضربات نوعية مركزة على مدن الكيان المحتل، حيث نفذت ضربةً صاروخيةً مركّزة، تمّت على مرحلتَين، في اتّجاه القدس المحتلّة وتل أبيب ومستوطنات العدو، ردّاً على الاغتيالات واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقالت سرايا القدس إنه لا خطوط حمراء، فيما أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عبر «تلغرام»، إن معركة «ثأر الأحرار» «صفحة جديدة من صفحات التضحية والبطولة».
ووسعت المقاومة الفلسطينية دائرة نيرانها شرقًا، واستهدفت مواقع إسرائيلية حساسة وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين عن استهدافها عدة مواقع إسرائيلية حساسة بصواريخ موجهة على الحافة الشرقية لقطاع غزة، محققة إصابات مؤكدة، وفي بيان لها، قالت «سرايا القدس»: «تمكن مجاهدونا بعون الله من استهداف عدة مواقع حساسة للعدو الصهيوني بصواريخ موجهة على الحافة الشرقية لقطاع غزة، محققين إصابات مؤكدة، وعاد مجاهدونا إلى قواعدهم بسلام».
واستمرت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق رشقات صاروخية جديدة باتجاه مستوطنات غلاف غزة، وجديدها كان إطلاق صاروخ «بدر 3» ذي القدرة التدميرية الفتاكة، حيث أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حركة الجهاد الإسلامي استخدمت لأول مرة اليوم صاروخ «بدر 3» ذا القدرة التدميرية الفتاكة.
كما وسعت المقاومة الفلسطينية مدى نيرانها شرقًا وقصفت أوفاكيم للمرة الأولى خلال هذه المعركة، وأعلنت «سرايا القدس» استهداف تجمّع عسكري للاحتلال بعدد من «القذائف من العيار الثقيل»، مؤكدةً إيقاع إصابات دقيقة ومباشرة خلال العملية. وتبع ذلك إعلان من قِبَل «السرايا» أيضاً عن أن طائرة «جنين» المسيّرة استهدفت جيب قيادة للعدو في موقع «ناحال عوز» شرق مدينة غزة، ممّا أوقع عدداً من القتلى والجرحى، بحسبها.
وقالت «السرايا»: «طائرات جنين المسيّرة التابعة لسرايا القدس في أول دخول للخدمة في هذه المعركة، استهدفت جيب قيادة للعمليات الجنوبية في موقع ناحال العوز، وأوقعت عدداً من القتلى والإصابات في المكان، والعملية موثّقة بالكامل»، فيما اعترف العدو الصهيوني بأن طائرة مسيّرة شاركت في الهجوم على الموقع. كذلك، كشفت «سرايا القدس»، أمس، النقاب عن صاروخ «براق 85»، محلي الصنع، موضحةً أن مداه يصل إلى 85 كيلومتراً، وقطره إلى 220 ملم، ووزن رأسه الحربي إلى 40 كيلوغراماً، لافتة إلى أنه دخل الخدمة في عام 2019.
إلى ذلك، أفادت وزارة الصحة في غزة، في آخر إحصائية لها، باستشهاد 33 فلسطينياً، بينهم 6 أطفال و3 نساء، وإصابة 111 آخرين بجروح مختلفة جراء العدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة.
وفشلت مساعي العدو الصهيوني في استجداء وساطات التهدئة بهدف التوصل إلى تهدئة دون الالتزام بشروط المقاومة، وطلبت المقاومة الفلسطينية تعهدا مكتوبا من العدو الصهيوني بالتوقف عن سياسة الاغتيالات التي يمارسها بحق المقاومين، فيما نقلت مصادر مطلعة بأن المقاوم الفلسطينية رفضت أي تنازلات عن شروطها وتوعدت العدو بضربات أوسع، وهو ما جعل العدو يرضخ للشروط أمس.
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، في أول تصريح له منذ بدء معركة “ثأر الأحرار”، أن المقاومة في الميدان بحالة ممتازة، وتواصل التصدّي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى تتوقّف الاعتداءات ويَقبل العدو بالشروط الفلسطينية، وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين النخالة ووزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بحثا خلاله الاعتداء الوحشي الإسرائيلي على القطاع.
وفشلت منظومة «القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ التي استهدفت بها المقاومة مستوطنة رحفوت، واعترف العدو بفشل قبته الحديدية مدعيا بأن سبب ذلك مشكلة تقنية، وكان العنوان الأبرز الذي تصدّر مختلف الصحف العبرية أمس، هو صاروخ مستوطنة «رحفوت»، بعدما استطاع الإفلات من منظومتَي «القبة الحديدية» و«مقلاع داوود» – على رغم محاولة اعتراضه بنحو 20 صاروخاً -، وتمكَّن من إصابة مباشرة لمبنى قتل فيه يهودي وأصيب آخرون، وتسبب في هلع واسع في صفوف الصهانية.
ونشرت وسائل الإعلام الصهيوني مشاهد الدمار التي لحقت بالمبنى الواقع في قلب المدينة المحتلة، وأثارت الرعب في نفوس مستوطنيها، وفق ما نقلته صحيفة «معاريف» العبرية، ونشرت الصحافة الصهيونية معلومات عن توجيهات صهيونية تقضي بالتكتم على الخسائر التي يواجهها العدو الصهيوني.
إلى ذلك أكدت وسائل إعلام العدو أن الوحدات الصاروخية في سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية وسعت رقعة استهداف المستوطنات والأراضي المحتلة، ودوت صافرات الإنذار لأول مرة في «أوفكيم» بعد إطلاق رشقة صاروخية من غزة، كما دوت الصافرات في نتيفوت وبيت هجداي ومفلاسيم والعين الثالثة ويزراعم وكفار سعد وكفار عزة ومفتاحيم وكيسوفيم.
واعترف العدو بأن المقاومة أدخلت صواريخ متطورة، وقالت وسائل إعلامه إن صاروخ بدر3 استخدم لأول مرة وهو صاروخ ذو قدرة تدميرية فتاكة، واعترف العدو بأن المقاومة الفلسطينية قصفته بأكثر من 1200 صاروخ منذ بداية ثأر الأحرار، معترفا بفشل القبة الحديدية ومقلاع داوود في التصدي للصواريخ، واستخدمت المقاومة يوم أمس صاروخ بدر 3، وهو صاروخ ذو قدرة تدميرية فتاكة.
فيما أكدت القناة 13 العبرية إخلاء 11396 مستوطنا إسرائيليا من مستوطنات غلاف غزة حتى يوم أمس.
في حين استهدف العدو الصهيوني يوم أمس عددًا من المنازل في قطاع غزة (27 منزلاً)، كما استهدفت أرضي زراعية متفرقة شمال القطاع، كما استهدف العدو بغارات عديدة بيت لاهيا ومنطقة السلاطين شمالي قطاع غزة.