سيول الأمطار تتسبب في تشقق الطرقات الرئيسية والفرعية وزيادة الحفر وعودتها إلى ما قبل الأسفلت
سائقو السيارات يشتكون… واشغال الأمانة يرد
أمطار غزيرة أنعم الله بها على بلادنا منذ أشهر أدت سيولها المستمرة إلى وقوع أضرار كبيرة في شبكة الطرق التي تعاني من قبل الأمطار التآكل والانقراض وغياب الصيانة ولكنها في موسم الأمطار زادت العبء على المواطنين الذين اشتكوا في العاصمة صنعاء وعموم المحافظات من تشقق الطرقات الرئيسية والفرعية وتزايد الحُفر وعودة الشوارع إلى ما قبل الإسفلت، نتيجة كثافة سيول الأمطار خلال الأيام الماضية، وغياب أعمال الصيانة حيث قال عدد من السائقين في إفادات متعددة لصحيفة الثورة إن الآلاف من الحُفر ظهرت في أغلب الشوارع الرئيسية والفرعية في أحياء العاصمة صنعاء جرّاء السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة في العاصمة مؤخرا كما أن عدداً من الانفاق تحولت إلى بحيرات مائية والحفريّات تزايدت وتتوسع يوما تلو آخر، وسط غياب وتجاهل تام حسب قولهم لأمانة العاصمة والسلطة المحلية ووزارة الإشغال والطرق ومكاتبها بالمديريات معبرين عن استيائهم من كثافة سيول الأمطار وعدم تنظيف مجاريها وقنواتها والتي تسببت في تشقق الطبقة الاسفلتية وظهور خواء تحتها وحفر عميقة تنذر بحدوث مخاطر عديدة للسيارات بالإضافة إلى اختناقات مرورية كبيرة ومستمرة.
الثورة / احمد السعيدي
ما أن يفكر المواطن بالتنزه في ظل هذه الأجواء الماطرة كسائر مواطني الدول الأخرى أو حتى لقضاء مشاويره الضرورية والعاجلة حتى يفاجئ بطرق أسفلتية يجد نفسه عاجزاً عن تجاوزها إلا في حالة أغمض عينية واقتحم بسيارته متنازلاً عما قد يصيبها هذا إذا لم يكن حينها متعطلا بسيارته في أماكن بعيدة جراء تدفق السيول والأمطار الغزيرة على الطرقات والتي تسببت في جرفها أو إغراقها أو تعطيلها تماما..
ففي مديرية بني الحارث شكا عدد من المواطنين تسبب السيول في جرف طريق اسفلتي عام يرتاده المواطنون كطريق رئيسي ليضطروا إلى الالتفاف من طرق وعرة ولا تصلح للسيارات..
كما جرفت السيول طريق “صافية طامش” مثل كل عام ما أدى إلى صعوبة في حركة السير بشارع خولان بالقرب من جولة الحثيلي الوسطى، ورغم انتشار رجال الأمن في المنطقة تحسباً لأي طارئ إلا أن المواطنين ظلوا عالقين في أماكنهم لأكثر من ست ساعات..
أما حال الطرق والشوارع التي لم تتضرر جراء السيول فهي على الأقل أغرقتها ونتج عن ذلك انطفاء وتعطل كثير من السيارات فأثناء تواجدنا في شارع المطار الرئيسي توقفت الحركة المرورية أمام حديقة الثورة وتعطلت بعض السيارات ووصل الماء إلى نوافذ السيارات رغم أن الطريق عريض ورئيسي وعندما تساءلنا عن السبب أخبرنا المواطنون القاطنون هناك أن ذلك بسبب انسداد العبَّارات الخاصة بتصريف مياه الأمطار وشكا المواطنون أيضا من تقصير الجهات المختصة في صيانتها قبل موسم الأمطار وأنه في كل موسم للأمطار يقوم المواطنون أنفسهم بمحاولة فتح وتنظيف هذه العبَّارات التي تحتاج لإمكانيات دولة وظل الطريق مقطوعاً حتى أقبلت عربات الشفط الخاصة بالدفاع المدني بعد ساعتين واحتاجت عملية الشفط ساعتين أخريين حتى تمكن المواطنون من المرور وقضاء حوائجهم مع عوائلهم التي بدت على وجوهها آثار الخوف والتعب..
وليس ببعيد عن شارع المطار العريض شوارع أقل منه أهمية وحجما تشهد حفر بالجملة كشارع النصر الممتد من شارع المطار حتى سعوان والذي يعاني فيه الناس من رداءة الطريق المليء بالحفر والتكسر منذ فترة طويلة ورغم صيانة بعض أجزائه خلال الفترة الماضية لكن سيول الأمطار زادت من مشكلاته ما تسبب في أضرار في مركبات المواطنين.. عدد من المواطنين قالوا إنه من أصعب الطرق التي يمرون عليها خصوصا في منتصفه عند القلابات والحراثات حيث تتكون هناك بحيرة لا تستطيع تجاوزها السيارات المنخفضة..
وكذلك الحال مع شارع التربية الذي قال المواطن محمد مهيوب إنه يشهد معاناة للمواطنين وسياراتهم حيث اضطر إلى أن يركن سيارته ويواصل الطريق سيرا على الأقدام إلى شارع الأربعين بسعوان خوفاً على سيارته.
وليست الطرق فقط ما تشغل بال المواطنين بل الانفاق التي تحولت معظمها إلى بحيرات مائية مما أدى إلى إغلاقها واتخاذ طرق أخرى وما سبق ما هي إلا نماذج لمعاناة المواطنين في أغلب الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية في أغلب المحافظات اليمنية التي تشهد على رداءة شبكة الطرق منذ إنشائها.
اختناقات مرورية
ليست مشكلة الاضرار في سيارات المواطنين فحسب حيث ان جرف وغمر كثير من الطرق والشوارع أدى إلى تعطيل حركة المواطنين واختناقات مرورية متكررة ضاعفت معاناتهم خلال إجازة عيد الفطر الماضية فأصبحوا بحاجة لساعات طويلة للتنقل من مكان إلى آخر، وزاد المعاناة تأخر خدمات الدفاع المدني في الوصول إلى الأماكن المتعطلة لشفط المياه أو جرف إصلاح الخلل في الطريق، حيث يشكو المواطنون من انتظارهم فترات طويلة رغم تواجد رجال المرور الذين ليس بأيديهم ما يفعلونه لحلحلة تلك الاختناقات المرورية التي تسببها السيول..
الطرق الطويلة أيضاً
ولا تقتصر معاناة المواطنين من تدهور الطرق أثناء الأمطار على الطرق والشوارع داخل المحافظات فقط بل ان هناك متاعب أخرى سببتها سيول الأمطار الغزيرة في الطرق الطويلة الرابطة بين المحافظات، وهي تساقط أجزاء من بعض الطرق لتهدد حياة السائقين ومركباتهم وأيضاً تساقط الصخور الجبلية الكبيرة على بعضها الآخر لتتضرر سيارات ويبقون ساعات على هذه الطرق حتى تأتي الجرافات لإزاحة الصخور عن الطريق وتفك اسر السائقين..
فباتجاه محافظة المحويت هناك الطريق المؤدي إلى منطقة الاهجر السياحية وشلالها الساحر الذي يقصده المواطنون سنويا مع عائلاتهم خلال إجازة العيد هو أيضاً يعاني من انزلاق صخور على جنبات الطريق بسبب الأمطار الغزيرة والسيول ما تسبب في تضييق الطريق وحوادث مرورية وبحسب أبناء المنطقة إن عدد زوار الشلال والمنطقة شهد تراجعا كبيرا هذا العام، وأرجع الشيخ الاهجري هذا التراجع لسببين الأول خوف الناس على حياتهم وسيارتهم نتيجة تساقط الصخور الجبلية والثاني الازدحام المروري نتيجة تواجد هذه الصخور على جنبات الطريق ففي الماضي كان الطريق يتسع لسيارتين -طلوع ونزول- أما الآن فهناك صعوبة ولذلك يضطر المواطنون لركن سياراتهم أسفل الطريق والصعود مشيا على الأقدام مسافات طويلة قد لا تتحملها النساء والأطفال.
وعلى عكس طريق المحويت هناك طريق صنعاء – إب الذي يعاني نفس المشاكل وأكثر، ففي عدة نقاط أبرزها طريق يريم والطريق المؤدي من يريم إلى إب يضطر المواطنون نتيجة الأمطار الغزيرة التي غطت الطريق المتكسرة إلى السير ببطء شديد خوفاً على سياراتهم وغيرها من الطرق الطويلة الرابطة بين المحافظات.
الاشغال ترد
بدورنا نقلنا معاناة المواطنين إلى وزارة الإشغال التي بدورها وجهتنا إلى مكتب الأشغال بأمانة العاصمة والذي رد علينا ببيان رسمي يؤكد بأن موظفي وسائقي معدات مكتب الأشغال العامة والطرق بأمانة العاصمة وبالتعاون والتنسيق مع غرفة الطوارئ بالأمانة وفروعها بالمديريات ينفذون جميع أعمال وبرامج التدخلات الطارئة خلال الفترتين الصباحية المسائية وفي مختلف الظروف المناخية وأشار البيان ان الأعمال متواصلة لاستكمال بقية الأعمال للشوارع المتضررة لأعمال الرصف وتصريف قنوات مجاري الأمطار وجبر الضرر وغيرها من الأعمال جرا سيول الأمطار داعياً حكومة الإنقاذ لمساندة السلطة المحلية وإمكانياتها التي لا تكفي لترميم البنية التحتية في العاصمة وأوضح البيان أنه تم تشكيل 15 فرقة ميدانية لتنفيذ الترميمات الاسفلتية الطارئة للحفريات في الشوارع المتضررة، وعدد من الفرق لتنظيف وفتح قنوات ومجاري تصريف مياه الأمطار حيث تتواصل أعمال الترميمات الطارئة في مختلف الشوارع المتضررة وردم الحفر ورفع المخلفات المتراكمة التي جرفتها السيول، بحسب برنامج العمل الميداني وخطة التدخلات الطارئة.