ما أكده الرئيس المشاط خلال لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ وأعلن بصراحة من ان أمريكا وبريطانيا هما من تضعان العراقيل أمام كل محاولات إحلال السلام في اليمن، انطلاقًا من مصلحتهما الاقتصادية والسياسية وانه كلما تم الوصول إلى تفاهمات تسارع أمريكا إلى أرسال مبعوثها المشؤوم إلى المنطقة وتفشل كل الجهود وأن دور أمريكا في العدوان والحصار وقطع للمرتبات، وصولا إلى مساعي إفشال جهود السلام، يؤكد أنها وراء معاناة شعبنا اليمني ونقل فخامة الرئيس المشاط من خلال المبعوث الأممي للمجتمع الدولي تحذير صنعاء من سعي أمريكا وبريطانيا للدفع باتجاه التصعيد، مؤكدا أن العالم كله سيتضرر إذا عاد التصعيد في اليمن وان أمريكا وبريطانيا لن يخرجا بسلام إن قررت صنعاء العودة إلى التصعيد، وقال نحن جاهزون للسلام بمثل جاهزيتنا للحرب وليختار العدوان الطريق الذي يريده فنحن في موقف الدفاع المشروع عن بلدنا وحريتنا واستقلالنا، كما كشف الرئيس المشاط أن اليمنيين قادرين على حل مشاكلهم إن غاب التدخل الأجنبي وان الدعايات التي روجها الأمريكي والبريطاني ودعاة التقسيم تبخرت وأن وحدة اليمن هي وحدة شعبية قبل ان تكون سياسية وهو ما أثبتته مبادرة اطلاق الأسير رجب.
إعلان هذه التصريحات من قبل الرئيس المشاط وبكل هذه القوة والوضوح يثبت للقاصي والداني أن قرار صنعاء بيدها وحدها وأن لديها من العزيمة والشجاعة والقدرات الحربية ما يكفيها لمواصلة الحرب لخمسة عقود قادمة، وهو ما يعني أن تصريحاته هي رسائل تحذير أخيرة لنظام الرياض ولأمريكا وبريطانيا ودعوة لهم بالجنوح إلى سلام حقيقي وتأكيد عن جهوزية صنعاء التامة لاتخاذ قرار التصعيد في حال عدم مبادرة الرياض ومن يتحكم في قرارها للمضي نحو سلام حقيقي.
وإذا كان الشعب اليمني قد استبشر خيرا بعد اللقاءات التفاوضية التي كان آخرها في شهر رمضان بين الوفد السعودي الذي زار صنعاء والوفد اليمني الذي زار الرياض برعاية عمانية والتي تم التوصل فيها إلى تفاهمات وصفت بالإيجابية وكان من نتائجها تنفيذ عملية تبادل الأسرى التي اتفق عليها الطرفان في مشاورات سويسرا، فقد أتى تفاؤل الشعب اليمني بتلك التفاهمات لأنه شعب تواق إلى السلام ويريد للحرب التي فرضت عليه أن تنتهي فاليمنيون ليسوا دعاة حرب لكنهم بحق رجالها ولا يخافون عودتها وهو ما اثبتوه خلال ثمان سنوات في مواجهة تحالف العدوان.
لقد كشف الرئيس المشاط للمبعوث الأممي الحقيقة الكاملة التي يعيشها الشعب اليمني وانه قد مل وسئم من حالة اللا حرب واللا سلم التي لم يتغير فيها له حال ولم تخف عنه أي معاناة وما زال يعيش أسوأ كارثة إنسانية وهو ما جعله اليوم اكثر استعدادا وجهوزية لمواصلة الطريق الصائب الذي اختاره ومضى عليه في مواجهة الحرب العدوانية وبات مقتنعا قناعة تامة بأن حقوقه الإنسانية وحريته واستقلاله لن تأتي أبدا من طاولة المفاوضات في ظل تبعية نظام الرياض للنظامين الأمريكي والبريطاني اللذين يملكان قراره ويجثمان على إرادته ومصيره بل سينتزعها بخيار الصمود والمواجهة وأن خيار التصعيد أصبح اكثر قربا من خيار المفاوضات العقيمة كون الرياض لا تملك قرارها وليس بيدها بل بيد النظام الأمريكي الذي يتحرك لإفشال أي تقارب يتم التوصل إليه بين صنعاء والرياض وهو ما يدفع نظام الرياض إلى المماطلة والتسويف وعدم الوفاء بما تم الاتفاق عليه في كل جولة مفاوضات إرضاءً للأمريكي والبريطاني وتنفيذا لتوجيهاتهما وهو الأمر الذي جعل الشعب اليمني يصل إلى قناعة بأن التصعيد هو الخيار الفعال طالما ونظام الرياض مستعد للتضحية بأمنه ومصالحه تقربا وزلفى للأنظمة المستكبرة.
كما أكد فخامته للمبعوث الأممي أن أمريكا وبريطانيا لن تسلما في حال العودة إلى التصعيد والذي إن عاد سيتضرر منه العالم اجمع وستتسع دائرته إلى ابعد مما يتصورون.