منذ القدم وصنعاء كانت وما تزال قلب اليمن النابض الذي يضخ الأمن والأمان والسكينة والسلام لكل إرجاء اليمن وهي الأم الحنون والصدر الرؤوم لكل اليمنيين البار بها منهم والعاق يسرها المحسن منهم ولا تغضب من مسيئهم فتدعو للأول بالثبات على إحسانه وللثاني بالهداية والصواب وتناديه ليعود إليها لتعفو عنه وتصفح عن جريرته وتغسله لتطهره من ذنوب عقوقه ليعود إلى جادة الصواب مواطنا صالحا
تنصر من استنصرها وتغيث من استغاثها وتكرم من أتاها وتأوي من لاذ بها وتنصف من حكْمَهَا، وتقضي حاجة من قصدها لحاجة هي قادرة عليها خصوصا في ظل قيادتها الثورية والسياسة الحكيمة وهذه الحقائق تعلمها كل قبائل اليمن خاصة وقبائل العرب عامة.
وما موقفها العظيم مع وفود القبائل التي قصدتها مؤخرا من محافظات أبين وشبوه إلا الدليل البين على ذلك
لقد قصدتها هذه القبائل في أسير من ابرز قادة الحرب العدوانية عليها وعلى جسدها اليمن لم يتخل عن صنعاء فحسب بل تخلى عن اليمن كله والتحق بصف أعدائه وأعدائها الذين ما حفظوا له جميل وقوفه معهم ضد وطنه وقلب وطنه “صنعاء” ولم يرعوا له حقا عليهم وقد قدم نفسه قربانا لتحقيق أهدافهم وفي سبيل خدمتهم فكافأوه بخذلانهم وكرموه بنسيانهم ولم يأخذوه في حسبانهم طوال ثمان سنوات من المفاوضات على لتحرير الأسرى وبعد أن اثبتوا ذلك واجتهدوا في تحرير أقربائهم ورفضوا إدخاله ضمن صفقة التبادل الأخيرة فأستاءت قبائل أبين الشريفة وجعلت من نفسها اهلا لقائد جعله العدوان مقطوعاً من شرعيتهم وتبرأ منه مرتزقتهم
فقصدوا صنعاء وهم على يقين أنهم لن يعودوا بخفي حنين منها، فهي أمهم الحنون وقيادتها مؤمنة كريمة مخلصة حليمة لا يظلم عندها يمني
فاستقبلتهم صنعاء بفرحة اللقاء وحفاوة الاستقبال وأكرمت وفدهم وقضت حاجتهم واطلقت أسيرهم وسلمت لهم بندق الوفاء.
إن وفد قبائل أبين قد سبق كل القبائل الأبية في المحافظات المحتلة بموقفه العظيم الذي تعدى به كل حواجز العدوان وكسر به كل قيود الفرقة والهجران التي أشعلها الغزاة واججها غلمانه لتمزيق نسيج المجتمع اليمني وتوجته صنعاء بموقف اعظم خلودا وكرما منه قد فتحا من خلالهما آفاقا واسعة لإعادة اللحمة الوطنية والمضي في مصالحة وطنية شاملة تفضي إلى تعزيز الإخاء والتلاحم والألفة الشعبية والتفاف الشعب حول وطنه وإلى تقديم مصلحته على كل المصالح وبما يقطع الطريق على مؤامرات أعدائه ويختصر الوقت في إفشال كل أهدافه بإذن الله.