أسبوع المرور لماذا¿

خلال الأسبوع الماضي ستتم إقامة فعاليات أسبوع المرور العربي الموحد وستكون هذه الفعالية مناسبة جيدة لتركيز الأضواء على هذا الموضوع بشكل يؤدي إلى لفت الأنظار إلى المشكلة المرورية من جميع زواياها وبما يؤدي في مجمله التراكمي إلى المساهمة في نشر الوعي المروري بين أفراد المجتمع.
إن إقامة أسبوع المرور في أية دولة يدل على اهتمام هذه الدولة واعتراها بالمشكلة الناتجة عن حركة السيارات وبلادنا إحدى الدول التي تنبهت من وقت مبكر إلى أهمية نشر الوعي المروري بين أوساط المجتمع كافة وسعت جاهدة للاستفادة من تجاوب الدول الأخرى في هذا المجال فكانت إحدى وسائل نشر الوعي المروري هي إقامة أسابيع مرورية من كل عام في وقت محدد يقام بشكل منتظم تحت شعار محدد يتم لتركيز الحملات الإعلامية عليه.
إن الاستفادة من تجارب الآخرين تفيدنا كثيرا فبدلا من أن نبدأ من نقطة الصفر ثم نتحرك صعودا حتى نصل إلى ما وصل إليه الآخرون فإن الأفضل هو أن نبدأ من المكان الذي انتهوا إليه وبالتالي نحقق مكاسب متعددة سواء مادية أو اختصارا للفترة الزمنية وهذا ما نسعى للوصول إليه من خلال أسابيع المرور.
إننا نواجه دائما بانتقادات مستمرة عن أننا ننشط في أسابيع المرور ثم ندخل في بيات شتوي بقية العام وهذا كلام غير دقيق وبعيد عن الواقع ففي حقيقة الأمر نحن نعمل طوال العام في مجال التوعية المرورية من خلال تطبيق النظام والقانون ومعاقبة المخالفين وضبط السائقين المستهترين وهذا العمل يؤدي إلى ترسيخ الثقافة المرورية لدى هؤلاء السائقين وبشكل عملي وهو أفضل وسيلة لإيصال المعلومات للسائقين.
إن أسابيع المرور تمتاز بأنها تحظى بتركيز إعلامي كبير جدا وهذا ما يؤدي إلى لفت نظر الناس ويعطيهم فكرة بأن المرور بقية العام لا يعمل شيئا ولو وجد الزخم الإعلامي طوال العام لكانت نظرة الناس قد تغيرت ولعرف الناس أن العمل المروري مستمر وليس في أسابيع المرور.
إن الهدف من أسابيع المرور هو إعطاء دفعة إعلامية قوية للنشاط المروري وتكثيف الجهود التوعوية فيه وبما يكفل وصول الرسالة الإعلامية إلى أكبر عدد ممكن من الناس وهذا يعطي لمنتسبي المرور نوعا من الدعم المعنوي الذي يساعدهم على إبراز المشكلة المرورية ويدفعون جهات أخرى إلى تبني وجهة نظرهم وبما يؤدي إلى و جود نوع من الإحساس بهذه المشكلة ومشاركة الآخرين في إيجاد حلول لها.
إننا بحاجة إلى أن يفهم الجميع بأن المشكلة المرورية ليست مشكلة جهاز المرور فقط بل هي مشكلة المجتمع بأسره ويحتاج الأمر إلى تضافر الجهود المخلصة في سبيل تشكيل رأي عام مساند للمرور ويتعاون معه في سبيل الوصول إلى بر الأمان والوصول إلى الهدف النهائي وهذا الهدف يتمثل في العمل على التقليل من الآثار المدمرة للحوادث المرورية وإيقاف النزيف الحاصل حاليا والوصول بالحوادث المرورية إلى سقف محدد وعدم السماح لها بالاستمرار في التصاعد المستمر كما هو حاصل الآن فالتصاعد الذي حصل خلال السنوات الماضية ينذر بالخطر الكبير الذي سيؤدي بالمجتمع للوصول إلى حافة الهاوية.
إن أسابيع المرور تعتبر فرصة لمراجعة النفس والوقوف للتفكير فيما يجري حولنا ومحاولة إيجاد الأسباب لما يحصل ووصف الحلول الممكنة بحسب الإمكانيات المتاحة أمامنا وبدون ذلك فلن يكون هناك أمل لتجنيب المواطنين المآسي الناتجة عن الحوادث المرورية.
مع تمنياتنا للجميع بالسلامة

مدير شرطة سير أمانة العاصمة

قد يعجبك ايضا