أسبوع المرور العربي .. شعارات مناسباتية تموت فور انقضائها¿!

تحتفل بلادنا كل عام بأسبوع المرور مع سائر البلدان العربية في الرابع من مايو تحت شعارات مختلفة ومتنوعة تدعو من خلالها كل أبناء الوطن العربي إلى الالتزام بقواعد المرور وآدابه.
في بلدنا يمر هذا الأسبوع وأيام السنة والحوادث المرورية في تزايد وارتفاع مضطرد مما يؤكد أن أهداف هذا الأسبوع تذهب أدراج الرياح, للمرور شعارتهم والسائق يفعل ما يريد.. والسؤال: هل لهذا الأسبوع مردود فعلي لحماية الأرواح ومستخدمي الطريق¿!

متى سيخصص المعلم جزءاٍ من وقت الحصة للحديث عن أهمية هذه الأيام السبعة وما تهدف إليه وما تريد أن تحققه.. متى سيسهم الأب ويشارك في تحقيق مبتغى أسبوع المرور من خلال أخبار أبنائه¿!
متى ستهتم الحكومة بشكل عام بهذه القضية حتى في أسبوعها¿!
أسئلة عديدة.. تكرر نفسها كل عام دون أن تجد أو نجد نحن لها إجابة .. وكأن الحوادث المرورية لا تحصد الكثير من أرواح اليمنيين.
في الشعوب العربية الأخرى تعلن الحكومة والمجتمع حالة طوارئ قبل حلول أسبوع المرور.. تعلن عن استعدادها وتحقق ما أعلنت به وصرحت به في وسائل الإعلام إذ تقيم الاحتفالات والمهرجانات في أكثر من مدينة وفي عدد من الأحياء السكنية والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة حتى يعلم بهذا الأسبوع وما أهدافه كل أبناء المجتمع.. الصغير والكبير.. الشباب والشايب .. المتعلم والأمي.. المثقف والجاهل.. الذكر والأنثى.
ولا يقتصر إحياء أسبوع المرور العربي على الحكومة والجهات المعنية الرسمية فحسب وإنما على كافة شرائح المجتمع ومنظمات المجتمع المدني من أجل الوصول إلى ما يسعى إليه هذا الأسبوع.
وفي بلد يفتقر لبرامج التوعية بالسلامة المرورية ويعاني من ارتفاع نسبة وقوع الحوادث المرورية وخسائرها البشرية والمادية من عام إلى آخر.. يظل صامتاٍ جامداٍ بغير حركة تجاه الاحتفال بهذا الأسبوع الذي يمر عليه مرور الكرام.
اليمن إحدى تلك الشعوب التي تكتفي بنشر الأخبار عن حلول أسبوع المرور بوسائل الإعلام المختلفة دون النزول إلى الميدان والمشاركة في أحيائه على أرض الواقع في المدارس والجامعات والمنشاءات والطرقات والجولات والتجماعات السكنية.. حتى سار البعض يقول بأن هذا الأسبوع لم يحظ بتصريح دخول من حدود الوطن البرية أو أنه ما يزال محتجزاٍ أو مختطفاٍ من قبل قطاع الطرق المتواجدين في الحدود أو محبي الدماء والخسائر الناتجة عن الحوادث المرورية.
يمر أسبوع المرور وتحتفل به الشعوب بينما نحن نستقبله بطريقتنا الخاصة وبأسلوبنا الفريد والبذيء والكريه نستقبله بارتفاع سقف عدد وقوع الحوادث والوفيات والإصابات التي تخلفها تلك الحوادث وكذا الخسائر المادية الهائلة الناتجة عنها.
تكتفي الإدارة العامة لشرطة السير التابعة لوزارة الداخلية بالإعلان عن حلول أسبوع المرور الذي يصادف في الرابع من مايو ويستمر لمدة أسبوع وتدشين فعالياته من خلال حفل ومهرجان صغير تقيمه ويحضره عدد من منتسبي شرطة السير وتغيب منه الحكومة وهذا بعكس بعض الشعوب نظراٍ لأهميته وما يحققه من نتائج خيبة تحد من وقوع الحوادث.
وما هو أكثر مصيبة وجريمة أن تقيم الحفل تدشين لفعاليات غير حاضرة وموجودة على أرض الواقع ولم يلتمس المواطن منها سوى ما ينشر عن هذا الأسبوع في الإعلام أو من خلال الحملات التي تنفذها الإدارة العامة لشرطة السير للتفتيش رغم أن الأسبوع للتوعية فقط وغير قابل للقسمة على أثنين.
وتحتفل الشعوب العربية بأسبوع المرور هذا العام تحت شعار “معنا.. نحو بيئة مرورية آمنة للجميع” والذي ستدشن فعالياته في الرابع من مايو الذي يصادق الأحد القادم وحتى السبت الذي يليه.
الثورة تواصلت مع نائب مدير عام شرطة السير العقيد عبدالرزاق المؤيد لمعرفة مدى استعدادهم لهذا الأسبوع وكيف سيكون والذي أكد بدوره عن استعداد الإدارة العامة لشرطة السير وفروعها بعموم محافظات الجمهورية لإحياء الأسبوع من خلال إقامة المحاضرات التوعوية والندوات وتوزيع الشعارات والملصقات والكتيبات وغيرها من وسائل وطرق التوعية بكيفية الوقاية والحذر من الحوادث المرورية وكذا التعريف بخطورتها واضرارها بحسب العقيد المؤيد.
وأشار نائب مدير عام المرور إلى أن أسبوع المرور لهذا العام سيشهد العديد من برامج التوعية التي أعدتها الإدارة العامة لشرطة السير وكذا المهرجانات والاحتفالات.. داعياٍ المجتمع إلى المشاركة والمساهمة بالتوعية المرورية كل في مجاله ومع من حوله وليس خلال هذا الأسبوع وحسب وإنما في سائر أيام وأشهر العام الحالي والأعوام القادمة.
من جانب آخر أكدت منظمة قف للسلامة المرورية على أنها ستنفذ خلال أسبوع المرور العديد من البرامج التوعوية المباشرة في استهداف المجتمع أبرزها إقامة معرض متنقل يضم عدداٍ من الصور الواقعية للحوادث المرورية وأسباب وقوعها وكيف الحد منها.
ولفت رئيس منظمة قف للسلامة المرورية محمد الشامي إلى أن المعرض سيأتي ضمن خطة أعدتها المنظمة بالتعاون مع الإدارة العامة لشرطة السير.. مشيراٍ إلى أن المعرض سيكون أول معرض متنقل تشهده اليمن بشأن الحوادث المرورية.
واعتبر الشامي المعرض خطوة جيدة ومهمة نحو تفعيل المزيد من التوعية بأهمية السلامة المرورية وأهمية مساهمة ومشاركة الجميع في العمل على خلق بيئة خالية من الحوادث المرورية التي وصفها الشامي بـ”الكابوس المرعب الذي يؤرق اليمنيين.
وأوضح الشامي بأن المعرض سيدشن في أول يوم من أسبوع المرور بجامعة صنعاء ومن ثم يتنقل بين الجامعات الحكومية والأهلية بالعاصمة صنعاء وكذا الأماكن التي تشهد تجمعات مثل أماكن فرز الباصات والنقل الجماعي .. منوهاٍ إلى أن هذا المعرض سيخلق تفاعلاٍ مباشراٍ ومشتركاٍ بين شباب المنظمة والمستهدفين من طلاب الجامعات وغيرهم من المواطنين.
وقال الشامي: إن شباب المنظمة سيزورون عدداٍ من الإدارات والمنشاءات العامة والخاصة لتوزيع المنشورات والبرشورات والجلوس مع الموظفين وتعريفهم بأسباب الحوادث المرورية وكيفية الوقاية منها.

قد يعجبك ايضا