617 مدرسة حقلية تديرها خبرات وتجارب المزارعين

رفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتطبيق أفضل الطرق في الإدارة الزراعية والتسويق

 

 

الثورة /الحسين اليزيدي

يؤسس الإرشاد الزراعي المجتمعي للعب دور رئيسي في الحفاظ على موارد المجتمع الزراعية وتنميتها من خلال تفعيل العمل الإرشادي التشاركي الحكومي- المجتمعي، المتمثل في منهجية «المدارس الحقلية».. المنهجية التي من المؤمل أن تحدث نقلة نوعية وفاعل مساعد على طريق إحياء روح العمل الجماعي، وتفعيل مسارات التنسيق والتكامل في تجميع الإمكانيات وتمكين المشاركة المجتمعية بصورتها الواسعة من إحداث ثورة تنموية شاملة مستدامة قائمة على هدى الله.
المدارس الحقلية تعمل على تسهيل مهام وأنشطة الجمعيات في تقديم الخدمات الزراعية للمزارعين عن معرفة توثق أهم المشاكل، وتحدد أولويات مواجهتها داخل حلقات نقاشية واسعة يشارك فيها عدد من المزارعين والمهتمين بالشأن الزراعي، الذين يتم تأطيرهم في مكون مجتمعي يسمى بالمدرسة الحقلية، ينظم لها ميسر عن كل مدرسة، يتم اختياره بالتزكية من بين أعضائها، وبشكل دوري يتم فيها طرح القضايا ومناقشتها بتبادل الأفكار والخبرات والتجارب بين المزارعين أنفسهم، بالإضافة إلى إحياء التراث الزراعي والمعالم الزراعية.
وعن دور هذه المدارس، يتحدث لـ«الثورة» منسق برنامج الإرشاد الزراعي المجتمعي في مؤسسة بنيان التنموية المهندس عمرو الفضيل قائلا: المدارس الحقلية هي منهجية جديدة يتم من خلالها تجميع عدد من مزارعي صنف معين من أبناء كل منطقة في كيان منظم يسمى بـ«المدرسة الحقلية»، وفيها يتم اختيار ميسر للمدرسة يتولى مسؤولية التواصل بالإرشاد الزراعي المركزي.
مشيرا إلى أن الجمعيات التعاونية الزراعية باشرت، وبإسناد من مؤسسة بنيان التنموية، وإشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا وبالتعاون مع السلطات المحلية والفعاليات الاجتماعية إلى تشكيلها في مطلع العام 2021م، فكانت البداية بحوالي 245 مدرسة في عدد المحافظات الحرة.
ويضيف «نعتبر المزارعين خبراء في الزراعة اكتسبوها أبّاً عن جد، ويتم في هذه المدارس تبادل الخبرات الزراعية، وتدارس الإشكاليات والمعوقات التي تواجه المزارعين، ويتم بناء على نتائج المناقشات رفع ما يتعذر حلحلته منها على هيئة تقارير مفصلة تنقل عبر الميسرين إلى الإرشاد المركزي الذي يتولى فيه الفريق العلمي وضع الحلول والنصائح والمقترحات وإعادتها إلى المزارعين عبر الميسرين.
لافتا إلى أن منهجية الإرشاد الزراعي المجتمعي بدأ العمل بها في 50 مديرية نموذجية، وأتسع نطاق الحاجة بفعل التوسع في رقعة الأنشطة الزراعية للجنة الزراعية العليا ومؤسسة بنيان التنموية، فاستهدفنا مديريات ومناطق من غير المديريات النموذجية.
ويواصل الفضيل «نساعد المزارعين على التخلص من الأمراض والآفات الزراعية، وفي حل الإشكالات والمعوقات الزراعية، ونركز في ذلك على الاستفادة القصوى من مخزون الإرث المحلي من المعارف والخبرات والتجارب، وخاصة التي تكون موجودة لدى المزارعين».
ويؤكد الفضيل من خلال التعامل مع خبرات وتجارب المزارعين، نسعى عبر الإرشاد المجتمعي في منهجية «المدارس الحقلية» للمكافحة الوقائية وليس العلاجية، المكافحة الوقائية التي لاتكلف المزارعين مبالغ ولا تؤثر على المحصول، والحمدلله تمكن المزارعون في أكثر من منطقة من التغلب على ظاهرة دودة الجدمي والآفات الزراعية بأساليب وطرق طبيعية، كاتباع المثل زراعي يقول «إذا جدمت فدمت»،
ويقول الفضيل «لا يوجد للمدرسة الحقلية إطار مكاني لإدارة المناقشات التي تجري، وإنما يتم التطبيق في الحقول، وفي ذات الوقت، يتم تحديد اسم للمدرسة الحقلية واختيار ميسر، ثم تتولى مؤسسة وأكاديمية بنيان عملية تأهيل الميسرين بدورات تدريبية وورش زراعية، بدأت بدورات الفريق المحلي بقوام 30 دورة، يتكون الفريق المحلي من السلطات في المحافظات من مكتب الزراعة والجمعية ومن الإرشاد الخطباء.
ويواصل: «لدينا أكثر من 617 مدرسة حقلية على مستوى المديريات النموذجية وغير النموذجية، عممنا المعلومات على المدارس ونتوقع في الموسم القادم يكون الإنتاج أكثر».
ويضيف «وفيما يتعلق بمصادر المعلومات، نستعين بالفريق العلمي في مؤسسة بنيان التنموية، والجهات الرسمية والمعارف المحلية والبحوث المنشورة على شبكة الإنترنت».
منوها «عملية رفع الاشكاليات الزراعية من الميدان متواصلة بشكل دائم، عملنا تشاركي مع الهيئة العامة للإرشاد الزراعي ومكاتب الزراعة في المحافظات والمديريات، والجميع يتبنى هذه المدارس على طريق خلق خبرات محلية تعمل على توسيع نطاق تواجد الإرشاد الزراعي، ولله الحمد، فقد أصبح كل متطوع في برنامج فريق الإرشاد الزراعي المجتمعي مرتبطاً مع مدراء الإرشاد في المحافظات بهدف تلقي المساعدة والإسناد في مختلف مجالات الإرشاد الزراعي».
تجارب ناجحة
«نتبادل الخبرات ومناقشة المواضيع حول الزراعة من الحراثة إلى وقت الحصاد عن طريق الهاتف وعقد الاجتماعات في الحقول الزراعية»، وأنه عندما « أصيبت محاصيل القمح بالصدأ الحديدي في الموسم الشتوي لهذا العام، استقر الرأي بالمزارعين على «تقديم وقت الزراعة، وعدم التأخير».
مضيفا: «من الخبرات والتجارب الزراعية المجتمعية في مكافحة الجدمي، قيام المزارع بخلط الماء والبسباس وتخميره لليوم الثاني، ثم رشه على المحصول للقضاء على الآفات، وهذه العملية بسيطة الكلفة ولا تسبب أي أضرار على المحصول، ولا على الحشرات النافعة في الحقل ولا على المستهلك فيما بعد.. ومن التجارب التي يستخدمها المزارعون لمكافحة دودة الجدمي عمل خندق بارتفاع 20سم على الحقل لإعاقة دخول الدودة إلى الحقل».
يوضح مدير عام الإرشاد والإعلام الزراعي «يوسف صبرة» دور الإرشاد الزراعي الهام في القيام بالحملات التوعوية الموجهة، وحث المزارعين على احترام وتنفيذ القوانين واللوائح والسياسات الزراعية التي وضعتها الدولة للحفاظ على الثروة الزراعية. ولايقصد بذلك بطبيعة الحال قيام المرشد الزراعي بمراقبة تنفيذ القوانين والتشريعات الزراعية وتوقيع إجراءات على المخالفين لها فهذا عمل يتنافى في الواقع مع مبادئ الإرشاد.
لا يقتصر دور الإرشاد الزراعي على زيادة الإنتاج فحسب وإنما يسعى أيضا إلى رفع الكفاءة والجدارة بمستلزمات الإنتاج الزراعي وتطبيق افضل الطرق في الإدارة المزرعية والتسويق بما يترتب على ذلك من زيادة في العائد الاقتصادي الناتج من هذه العملية الإنتاجية.
يشار إلى أن الإرشاد يقوم بدور فعال في تنمية الدخل الزراعي للأسر الريفية عن طريق إدخال ونشر الحرف والصناعات الريفية الزراعية من خلال رفع مهارات المرأة الريفية اليمنية في التدببير المنزلي من الخامات الزراعية المحلية وتشجيع الصناعات المحلي الصغيرة المساعدة على زيادة دخل الأسرة وتحسين مستوى المعيشة والتي يعتمد تصنيعها على المنتجات الزراعية بهدف استغلال جميع إمكانيات البيئة والمساهمة في تحسين دخل المزارعين وأسرهم واستغلال أوقات الفراغ وإيجاد فرص عمل للمزارع وأفراد أسرته طوال العام.
كما يقوم الإرشاد الزراعي بتثقيف المرأة الريفية وعيها وتوعيتها وإعدادها إعدادا سليماً يمكنها من القيام بدورها وذلك عن طريق وضع برامج خاصة يشرف على تنفيذها مرشدات زراعيات متخصصات في الاقتصاد المنزلي الريفي وتتناول مثل هذه البرامج المجالات الانتاجية الزراعية المنزلية والحقلية مثل نشر الصناعات الريفية الصغيرة وتربية الثروة الحيوانية وكيفية الاستفادة من منتجاتها والتوعية في مجال التغذية ورعاية الأمومة والطفولة الرعاية الصحية وتنظيم ميزانية الأسرة وكذلك تطوير معارف ومهارات المرأة الريفية في مجال الإنتاج الزراعي.
كذلك يهتم الإرشاد الزراعي بربط طلاب الزراعة في الجامعات والمعاهد الزراعية بالميدان العملي عبر وسائل الإرشاد الزراعي المباشرة مثل تطبيق منهجية المدارس الحقلية التي تمثل واقعاً عملياً من خلال التجارب الحقلية وتبادل المعارف والخبرات وإحياء التراث الزراعي على مستوى القرية والعزلة والمديرية وتبادل قصص النجاح بين المدارس الحقلية لتنمية المجتمع الريفي وتحسين مستوى معيشتهم كذلك يمثل ارتباط التعليم الزراعي بالميدان نقطة مهمة لتطوير مهارت المهندس الزراعي المهام في سوق العمل والمجال التنموي التي يعمل على إحداث نقلة نوعية في المجال الزراعي وتحسين مستوى عمليات الإنتاج والتوسع لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

قد يعجبك ايضا