لم يجد أحد المسؤولين البارزين في مليشيات الدعم السريع في السودان وسيلة للإفصاح عن مكنونات نفسه النتنة إلا القول إن ما تتعرض له قواته من قبل ما أسماها التنظيمات المسلحة التابعة للجنرال العميل الآخر عبد الفتاح البرهان هو نفسه الذي تعرضت له إسرائيل لآلاف المرات مع من وصفها بالمنظمات الإرهابية الفلسطينية.
-كان الزول المرتزق ويُدعى يوسف عزّت الذي يشغل منصب المستشار السياسي للجنرال حميدتي قائد” الدعم السريع” يتحدث لقناة “عبرية” ومضى يخاطب الصهاينة باستكانة وخضوع” أقول للشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية ما تتعرض له الخرطوم وقوات الدعم السريع هو هجوم، يشنه الجيش، استغلته العصابة الإسلامية الإرهابية وهو الأمر ذاته الذي تعرضت له إسرائيل آلاف المرات من المجموعات الإرهابية مثل حماس والمنظمات الأخرى التي يعرفها الشعب الإسرائيلي جيدا”.
-أكمل الزول الوضيع أراجيفه، لكن المذيع الإسرائيلي الذي أجرى الحوار لقناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، لم يستوعب ما ورد على لسان هذا المسخ من تفاهة وإسفاف، ولم يكن أمام المذيع إلاّ أن يبدي استغرابه من أحاديث الزول ومحاولاته الغريبة وغير المنطقية للمساواة بين الهجوم الذي تشنه قوات الجيش بقيادة الجنرال البرهان بهجمات “المنظمات الإرهابية” على إسرائيل. لم يستسغها الصحفي الصهيوني وعجز عن تأويلها في تعليقاته قبل أن يهتدي إلى القول إن المسؤول السوداني أراد تجنيد الرأي العام الإسرائيلي لصالح قواته على حساب الجيش وقائده الجنرال الذي يستميت هو الآخر للتودّد للكيان الصهيوني.
-حميدتي والبرهان وإنْ ظهرا في البزّة العسكرية وأطلق عليهما العالم مسمى الجنرالات ليسا أكثر من دمى وأدوات رخيصة في أيدي الصهاينة والأمريكان، يتسابقان بكل ما هو متاح من دماء السودانيين ومصالح السودان لكسب رضاء وود أسيادهم في واشنطن وتل أبيب، أما أنهار الدماء المسفوحة في الشوارع والأحياء والأزقة في الخرطوم وغيرها من المناطق السودانية فهي لا تعني لهما شيئاً.. وبعد أن تُستكمل عملية إجلاء الأجانب التي يبديان تعاونا كبيرا فيها سيفرغان لقتل شعبهما وتمزيق وطنهما الممزق أصلا وسينفذان المهمة المرسومة في تفتيت البلاد مرّة أخرى إلى دولتين: الأولى في غرب وجنوب السودان والثانية في شماله وشرقه، وربما أكثر من ذلك، وسيكون لكل خائن وعميل دولته التابعة لأحد الأطراف الدولية المؤثرة، مدعومة كالمعتاد بأموال عربية، وقد تمتد المؤامرة كما بات واضحا للنيل من سيادة واستقرار جمهورية مصر العربية.
– حالة السودان اليوم في ظل حكم الجنرالين العميلين البرهان وحميدتي اللذين يحملان ماضياً أسود في الإجرام والعمالة والارتزاق هي جزء من تعفن سياسي عام امتد طيلة سنوات في تلك البلاد التي تمتاز بخيرات وثروات وجبال من الذهب والفضة والأرض الخصبة، وكلها مصادر قوة للأمة، وهذه الحالة الطارئة والمعدة بدقة من الأعداء ينفذ تفاصيلها وأهدافها الجنرالان البائسان حالياً بتفان وإخلاص قبل أن يرمي بهما أسيادهما إلى مزبلة التاريخ كما هو حال كل خائن وعميل على مرّ الزمان.