مثلث الكوارث!! (2)

عبدالله الأحمدي

 

ثلاثة من العملاء كانوا يشغلون مناصب رؤساء دول عربية هم : الهالك أنور السادات، والهالك جعفر النميري، والهالك عفاش.
وكل منهم يحمل صفة مجرم قاتل وانقلابي، السادات قتل عبدالناصر بالسم، وانقلب على منجزات مصر، وسلم مصر ونصر أكتوبر للصهاينة وطعن الأمة في الظهر.. والنميري قتل جماعة هاشم العطاء بالتواطؤ مع القذافي، وانقلب على إسماعيل الأزهري، وعفاش قتل الحمدي والغشمي وجارالله عمر ويحيى المتوكل ومجاهد أبو شوارب، وأكثر من خمسمائة ألف يمني، قتلهم بالحروب والسجون والاغتيالات والإخفاء القسري.. وكل واحد من هؤلاء المجرمين وصل إلى الكرسي الأول بالمؤامرة والدم.
هؤلاء القتلة هم من سهلوا لجماعة الإخوان السيطرة على إمكانيات الدول الثلاث ومناصبها الأمنية والعسكرية والإدارية والسيطرة على اقتصادياتها، وإقصاء القوى الأخرى، والتسلط على رقاب العباد وموارد البلاد، ثم شاركوهم بالإجرام والجريمة، واستخدموا هذه الجماعات لتحقيق مآربهم الشخصية الدنيئة.
استخدم السادات الجماعات الدينية لمحاربة اليسار والشيوعيين، ومكنهم من الجامعات والاتحادات والنقابات والصحافة، وخلعت عليه هذه الجماعات ألقابا ما أنزل الله بها من سلطان منها : الرئيس المؤمن، واسموا نظامه (دولة العلم والإيمان) قتلوا الدكتور محمد حسين الذهبي – وزير الأوقاف، وقتلوا الدكتور فرج فودة، ثم طعنوا الأديب العالمي نجيب محفوظ، ثم كفروا الدكتور نصر حامد أبو زيد، ورفعوا عليه قضية حسبة للتفريق بينه وبين زوجته باعتباره – لديهم – غير مسلم.
وفي الأخير قتلوا السادات في عز الشمس، وأمام أعين العالم.
والحال لا يختلف بالنسبة للإمام جعفر النميري (هذا لقب من الاخوان) الذي استخدم كل القوى السياسية، وكل الأوراق وقتل العلماء والمفكرين، وقادة القوى المعارضة له.. قتل محمد أحمد محجوب الزعيم العمالي، والشيخ محمد محمود طه زعيم الاخوان الجمهوريين، وفي الأخير تخلص منه الإخوان بثورة شعبية قادها إخوان الجيش بقيادة الجنرال سوار الذهب القريب من الأخوان.
وفي عهد الانقلابي البشير والجبهة القومية الإسلامية أرادت الجماعة المتأسلمة فرض الشريعة على جنوب السودان المسيحي والوثني مما ضاعف رفض الجنوبيين للوحدة والمطالبة بالانفصال الذي تحقق لهم في عهد حكم الجنرال البشير (أبو عصا) والجبهة القومية الإسلامية الاخوانية، مصطلح الجبهة القومية الإسلامية اطلقه إخوان السودان، كانوا يريدون أن يكون الإسلام قومية، وليس مسألة روحانية، ولكن المسألة كانت اجتهاداً فاشلاً لم يكتب له النجاح.
في العام ٢٠١٩م انتفض الشعب السوداني ضد حكم الإخوان، وتم إسقاط حكم البشير، لكن جنرالات الجيش والدعم السريع قطعوا الطريق على الثورة.
في اليمن كانت جماعة الإخوان وعصابات عفاش قد انقلبت على الوحدة في حرب ٩٤ ونهبوا الجنوب، ودمروا اليمن، وأقصوا شركاء الوحدة، وذهبوا لنهب البلاد وقتل العباد، وتزوير الانتخابات، وتزييف الديمقراطية، فخرج الشعب عليهم في ثورة عارمة في العام ٢٠١١م، جاء اليها الإخوان بعد أكثر من أسبوع ليسرقوها مع جنرالهم اللص علي شرشف. وتركوا الثوار في الميادين، وذهبوا لتقاسم الفساد مع عفاشهم. وعندما ثأر عليهم الشعب في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م سرقوا المال العام وهربوا، ثم استقووا على البلاد بالعدوان الخارجي وادخلوا البلاد في نفق الحرب والدمار والقتل والحصار، وتاجروا بدماء الشباب، وتحولوا إلى مقاولي أنفار مع العدو السعودي. واليوم يتباكون من معاملة العدوان لهم، بعد أن ركلهم بالبيادات، وأدخل كبار مرتزقتهم السجون وتحكم بهم وبعوائلهم.
أحزاب المرتزقة اليوم يلوم بعضهم بعضا على ما فرطوا في حق الوطن، ومواطنيه وثرواته، انتصر اليمن وانهزم العدوان؛ والمرتزقة تقهقروا، وذهبوا إلى الجحيم، ولا عزاء لصغار المرتزقة، أما كبارهم، وخاصة جماعة مسعدة فقد أخذوا الجمل بما حمل، وأصبحوا من كبار المستثمرين في الخارج.

قد يعجبك ايضا