السودان تحت رحمة الجنرالات

يحيى صلاح الدين

 

السودان الذي كان يعرف بالسلة الغذائية للوطن العربي أصبح أكثر من نصف سكانه يعانون من مجاعة وسوء تغذية ويستورد 90 % من الغذاء من الخارج.
ورغم أنه يحتوي على المعدن النفيس الذهب بشكل كبير لكن السودانيين أغلبهم مهاجرون ويعانون الفقر.
وذلك كله بسبب سيطرة جنرالات الحرب عليه وبسبب التدخل الأجنبي وأصبح السودان قريب جدا من التمزق والتشرذم وعلى شفا حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
يقود جنرالات الحرب (البرهان وحميدتي) السودان الى الهاوية فمنذ صباح الـ١٥ أبريل ٢٠٢٣م اندلعت اشتباكات بين جيش البرهان ومليشيات محمد حمدان دقلو الملقب بـ (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع (الجنجويد).
حميدتي قائد الحنجويد من منطقة دارفور كان في عهد البشير تاجر إبل بين الحدود السودانية مع ليبيا ومالي وتشاد ثم بعد ذلك كون عصابة مليشيات كانت تقاتل في دار فور غرب السودان نيابة عن حكومة البشير وتم دعمه بالمال والسلاح واستطاع بعد ذلك أن يجمع عدداً كبيراً من العصابات وقطاع الطرق تحت قيادته وكانت تعرف عصابات حميدتي بالحنجويد ثم بعد ذلك اختير لهذه المليشيات اسم قوات الدعم السريع لتحسين صورتها ويقدر عدد الأفراد فيها بمائة الف ومليشيات الجنجويد ارتكبت في دار فور جرائم حرب وهي مطلوبة لمحكمة الجنايات الدولية وقد شاركت هذه القوات في العدوان على اليمن .
بعد بدء الاشتباكات أصدر البرهان قائد انقلاب ٢٥ أكتوبر قرارًا بحل قوات الدعم السريع وإنهاء انتداب جميع الضباط وأفراد القوات المسلحة لدى الدعم السريع وإلحاقهم بوحداتهم المختصة، معلنًا في الوقت ذاته السيطرة التامة على مقار الدعم السريع.
هناك تضارب حول السيطرة العسكرية لكل طرف، وهناك حرب إعلامية، لكن في كل الأحوال، وبغض النظر عن من يكون الطرف المسيطر، فإن الأوضاع الإنسانية أصبحت كارثية، والوضع مرشح للانزلاق إلى حرب أهلية ستحرق الأخضر واليابس.
خاصة وأن هناك تدخلاً أجنبياً في الشأن السوداني خاصة، فالبرهان مدعوم من مصر بالإضافة إلى أمريكا وحميدتي مدعوم ولو كان غير معلن من النظام السعودي والإماراتي وهذا التدخل الخارجي من شأنه تغذيه الصراع الحاصل بشكل أكبر نظرا لدعم كل جهة خارجية لطرف من أطراف الصراع.

قد يعجبك ايضا