بكلفة أبسط وإنتاجية دائمة تصل إلى 30 طنا شهريا:الأزولا بديل جزيئي للبروتينات التقليدية في غذاء المواشي والأرانب والدواجن
الثورة /محمد يحيى مزجاجي
يعاني الإنتاج الحيواني في بلادنا من نقص مواد الأعلاف وتكلفتها الباهظة، وكثير من المواد الأولية المستخدمة كخامات تدخل في تراكيب أعلاف الحيوانات، والتي أصبحت مكلفة بدرجة كبيرة، وقد أظهرت الأبحاث إمكانية إحلال الخامات المحلية، والمصادر غير التقليدية محل خامات الأعلاف المستوردة والمرتفعة الأسعار، ومن ثم كانت الحاجة ملحة للبحث عن مصادر بروتينية بديلة.
نستعرض في هذه العجالة قصة شاب لا يعرف التوقف أو الكلل أو الملل وكأن رأسه الكروي يسابقه لمبادرة تحقيق الأهداف في خدمة مجتمعه ووطنه.. إنه الشاب محمود حسن ادريس واصل، شاب صغير السن، كبير الطموح.
الشاب محمود ابن الجراحي قرر السير في عالم البحث عن حلول، متخذا من التجريب بعقلية ترافقها التجربة والاطلاع الواسع سبيلا.. فن- التجريب والتطبيق العملي- فن اقتحم به جابر ابن حيان عالم الخلود في ذاكرة الإنسانية، ذكر يحقق للماضين على دربه إعجابا لا يتوقف من غزارة ما يدره من الإنتاج والابتكار والاختراع.
محمود، غالبا ما يلهم ويشعل بها أشواق من حوله بما يحمل من الأفكار الرائعة التي لا يسوّف تنفيذها، وإنما يبادر إلى الفكرة إلى واقع معاش.. مجرد أن تتحدث معه في موضوع، وتختمر فكرته في رأسه، تفاجأ وبصورة بسيطة للغاية أن الأفكار قد تحولت إلى أعمال، والآمال إلى إنجازات،
قصة نجاح
نترك لمحمود فرصة ينقل فيها القارئ الكريم إلى نتائج بحثه في اشكالية شحة الأعلاف، وما توصل إليه من بدائل، ومع محمود وحكاية زراعة (الازولا) والاستنبات الزراعي أو الزراعة المائية بدون تربة، حيث يوضح: بدأت تجربتين ناجحتين، وذلك في إطار البحث عن بدائل لحل شحة الأعلاف التي تواجه مربي المواشي في اليمن، وخاصة في أوقات الجفاف.. الأولى كانت مع زراعة علف (الازولا)، والثانية كانت لاستنبات حبوب الذرة البيضاء (القيرع) بذور محلية بنفس الطريقة التي تتم مع الشعير المستورد والفرق هنا منتج محلي ومحصول من وادي زبيد بالحديدة والنتيجة متقاربة، بل اعتقد أنها الأقل تكاليف، والأكثر جدوى وفائدة، هاتان التجربتان عملت عليهما شخصياً وفي البيت.
في هذه العجالة، سأكتفي بالحديث عن النباتات المائية وبشكل خاص (الأزولا)؛ والتي هي عبارة عن نبات سرخسي صغير يعيش طافيا على أسطح المجاري المائية، وفي الحقول الزراعية المغمورة بالمياه، ولا يكون بمفرده حيث يرتبط بنوعية من الطحالب التي تقيم نوعا من المعيشة التكافلية مع الأزولا، أي من النباتات ذوات أشباه الجذور.
وهي خامة علف رخيصة للدواجن والأرانب والمواشي، وتحل كبديل جزيئى للبروتينات المرتفعة السعر في علائق الدجاج البياض، وتوجد الأزولا فى القنوات والأماكن المبللة سواء في الأجواء المعتدلة أو الحارة الأزولا المجففة بالشمس مصدر بروتيني وكربوهيدراتى جيد.
يستخدم (الأزولا) كعلف للدجاج البياض والتسمين والأرانب والأسماك، ويستبدل بـ 50 % من العلف المركز، ويستخدم للمواشي والبط والأغنام والماعز بنسبه 80 %. كما يعمل على زيادة إنتاج الحليب في الأبقار والماعز والأغنام بنسبة 20 %. ويعتبر الأزولا كبديل جزيئي للبروتينات التقليدية في غذاء المواشي والأرانب والدواجن.
إنتاجية الأزولا:
بينما ينتج فدان البرسيم 3 أطنان شهريا، يحصد ويعاد زراعته، ينتج الفدان الأزولا ما بين طن إلى طن وربع يوميا، 30 طناً شهريا، ويزرع مرة واحدة بالعمر، فيظل يعطي إنتاجه مدى الحياة بحول الله، كما أنه لا يحتاج إلى أي تكاليف إضافية سوى إنشاء المزرعة فقط.
زراعة الأزولا
يتم عمل أحواض خرسانية أو أسمنتية مساحتها ما بين 8 – 10 م2 بعمق 20 سم وتبطن بالبلاستيك، ويلقح الحوض بمعدل 200 جم من الأزولا في م2، وتتضاعف هذه الكمية خلال شهر حتى تصل إلى 15 كجم في م2، كما يكشط المنتج بالأحواض ليكون بمثابة بادئات لإكثار واستمرار النمو. ولا بد أن يراعى تزويد الوحدة بالماء من حين لآخر للمحافظة على مستوى الماء بالأحواض، حيث أن الأزولا حساسة جداً للجفاف ويمكن أن تموت في ساعات قليلة إذا كانت التربة جافة ويفضل أن تكون الأحواض مظللة طبيعياً أو صناعياً.
يجب أن تزود الأحواض بـ10 – 15 جم سماد سوبر فوسفات للحوض الواحد كل 15 يوماً، كما يجب تجنب سخونة ماء الأحواض عند ارتفاع درجة حرارة الجو وذلك بصرف المياه وتجديدها بدرجة الحرارة المناسبة لنمو الأزولا وهى 20 – 30˚م. كما يجب ضبط درجة الحموضة PH فى الحوض والدرجة المثلى للنمو هي 8، وتحتاج الأزولا إلى ملح لا يزيد على 1.3 % أى 33 % من ماء البحر وينخفض النمو بزيادة الملوحة ويقف نموها تماماً مع التركيزات العالية من الملوحة يمكن استخدام الكربومنوران لرش أحواض الأزولا لمنع الانتشار السريع للطفيليات الحشرية التي تدمر حضانات الأزولا.
الأزولا فوق الأسطح
يمكن زراعة نبات الأزولا فوق أسطح المنازل في أوعية من البولي آيثلين، ويمكن استخدام العلف الناتج في تغذية المواشي والدجاج والأرانب والأسماك.
رئيس جمعية الجراحي لمنتجي الحبوب بالحديدة