استمرار المواجهات في السودان لليوم الرابع وحصيلة القتلى في تزايد
قصف الطيران يطال مواقع حول القصر الجمهوري في الخرطوم.. والرئيس الجزائري يدعو للتحرك العاجل لوقف القتال في السودان
الخرطوم / وكالات
تتواصل الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو في العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق عدة لليوم الرابع على التوالي، والتي اندلعت السبت، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين.
وأفادت وسائل إعلام سودانية أمس، بأن قصفاً عنيفاً بالطيران طال عدة مواقع حول القصر الجمهوري في الخرطوم.
وقالت لجنة أطباء السودان: إن الأوضاع تزداد سوءا بخروج عدد من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة بسبب قصفها.. مؤكدة ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين جراء الاشتباكات إلى 144 شخصاً، والمصابين من المدنيين والعسكريين إلى 1409.
وتحتدم المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تخوم القصر الجمهوري ومركز قيادة الجيش، فيما الطائرات الحربية تحلق في أجواء الخرطوم وسط استمرار الاشتباكات.
وتجددت أصوات إطلاق النار في مناطق مختلفة من الخرطوم، فيما قصفت طائرة حربية مواقع لقوات الدعم السريع في مطار مروي.
وأفادت مصادر محلية بأن موكباً دبلوماسياً أمريكياً تعرض لإطلاق نار في السودان.
وكان الجيش السوداني، قد أعلن الليلة الماضية، السيطرة على أحد المعسكرات التابعة لقوات الدعم السريع في منطقة أم درمان.
وأكد الجيش السوداني في بيان له، أن نطاق العمليات العسكريّة التي يقوم بها سيتوسّع.. داعياً المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر.
في الإطار ذاته، كشف الجيش عن استسلام عددٍ كبير من المتمردين وتسليم أنفسهم لقواته – حسب وصفه.
وأشار بيان الجيش إلى أن اشتباكات الاثنين كانت محدودة وانحصرت في تأمين القيادة العامة ومطار الخرطوم.
يأتي ذلك فيما بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، رسائل إلى كل من أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس جمهورية جزر القمر المتحدة عثمان غزالي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وورقنة قبيهو الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد»، دعاهم فيها إلى ضرورة التحرك الفوري لوقف القتال في السودان، والبحث عن حل سلمي للأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع المتواصلة منذ أربعة أيام.
وشدد تبون، في رسائله، على أن التطورات «الخطيرة والمؤسفة» التي يشهدها السودان، بتعقيداتها الداخلية وتداعياتها الخارجية، أضحت تفرض تحديا دوليا مشتركا يتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين، داعيا إلى تحرك مشترك وعاجل لتفادي المزيد من التصعيد، ووقف الاقتتال بين الأشقاء .
كما دعا الفرقاء في السودان إلى تغليب الحكمة والاحتكام إلى الحوار لحل خلافاتهم، وتجنيب الشعب السوداني مخاطر الانزلاق في دوامة العنف الدموي الذي يشكل خطرا على السلم الاجتماعي، وعلى مسار التسوية السياسية في البلاد.
ونوه الرئيس الجزائري – بحسب وسائل إعلام جزائرية – إلى التفكير في مسعى مشترك وموحد بين المنظمات الأربع «الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، جامعة الدول العربية، الهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد»؛ من أجل مساندة السودان لتجاوز أزمته الراهنة، مبرزا أن توحيد جهود الفاعلين الدوليين والإقليميين بشكل جماعي وعاجل يهدف إلى العمل على وقف إطلاق النار، وتهدئة الأوضاع، والتأسيس لحقبة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في العيش الكريم في كنف السلم والوئام والاستقرار.