◄ البعض يقتنيه لأنه يجلب الحظ .. وآخرون يعتقدون أن ارتداءِه يجنبهم الشر
◄ نزار.. أحد عشاق العقيق يكشف لـ«الثورة» امتلاكة مجموعة نادرة من العقيق اليماني
يعتبر العقيق اليماني في مقدمة الأحجار الكريمة تميزاٍ. ورغم وجود العقيق في كثير من البلدان .. إلا أن العقيق اليماني المشهور بجودته وبألوانه الجميلة جعلت محبيه وخاصة من السياح ياتون للبحث عنه واقتنائه فهو من أفضل أدوات الزينة عند الكثير من الرجال والنساء على حد سواء وخاصة العقيق الموجود بداخله أشكال ورسوم مختلفة.
ويلفت الانتباه أن كثيراٍ من عشاق العقيق يحرصون على لبس الخواتم والقلادات المصنوعة من العقيق اليماني لمعتقدات تبدو غريبة بعض الشيء كأن تجلب الحظ أو تجنب صاحبها المكاره وهناك من يقول بأن العقيق يستخدم في علاج بعض المرضى وحكايات كثيرة سمعناها عن العقيق لا نعلم مدى صحتها.
الثورة تجولت في بعض أسواق صنعاء القديمة حيث يتم بيعه هناك ورغم وجود ما ينافسه من العقيق المقلد والمستورد من الصين ودول أخرى إلا أن العقيق اليماني المستخرج من بطون الجبال يظل هو الأفضل والأجود والأجمل بين أدوات وملابس الزينة وعند مشاهدته متربعاٍ في بيوت من الزجاج بأشكال متناسقة تكتشف أن العقيق اليماني يشع من داخله بريق أخاذ وألوانه الجميلة كفيلة بجذب السياح من كل مكان.
العقيق اليماني.. له عشاقه مثلما هناك من يعشق أنواعاٍ معينة من الجنابي هناك أيضاٍ من الرجال من يعشق لبس خواتم العقيق وقلادات وأساورا العقيق عند النساء.
لا يعني ذلك أن العقيق يقتصر أهميته عند ملابس الزينة فقط وإنما هذا النوع المميز من بين الأحجار الكريمة موروث حضاري وثقافي اختص به اليمنيون عن سواهم لذلك يسمى العقيق اليماني نسبة إلى اليمن.. يأتي السياح من أصقاع الأرض ويحرصون على العودة إلى بلدانهم بتذكر جميل من اليمن مثل العقيق اليماني.
كيف يتم صناعة العقيق¿
قبل الدخول في تفاصيل وأنواع العقيق وأجملها وأغلاها لا بد من العودة قليلاٍ لمعرفة من أين وكيف يتم استخراج وصناعة العقيق اليمني¿..
وهنا يحدثنا الأخ علي السريحي بأن العقيق يستخرج من بطون الجبال موجود منها في عنس بمحافظة ذمار وبني حشيش بمحافظة صنعاء يعمل عليها مختصون يقومون بأعمال التنقيب والتكسير في الأحجار الجبلية والصخور وغالبية المنقبين يعملون ليلاٍ لسهولة اكتشاف العقيق ببريقه الذي يلمع في الليل أثناء التكسير والتنقيب وبعد الحصول على العقيق بين الصخور يتم نقلها كأجزاء وقطع صغيرة إلى معامل مختصة بتنقية العقيق ونزعه من بين الأحجار وتنظيفه..وبحسب إحصائيات تحدث عنها بائعو العقيق فهناك قرابة ( 50-40 ) معملاٍ صغيراٍ في العاصمة تقوم بتنقية العقيق يعمل عليها شباب ذو خبرة في هذا المجال وتمر عملية تنقية فصوص العقيق بمراحل أولها تبدأ بالعمل اليدوي بالمطرقة لتكسير ونزع الفصوص من بين الأحجار المستخرجة من الجبال ثم يتم تنظيف الفصوص بشكل دقيق بوضع مواد معينة للتنظيف والتنقية ويأتي بعد ذلك تصفيته بالنار لتشكيله دوائر أو مربعات ومستطيلات ويأتي بعد تكرار عرضها على النار وتحديد أطرافها يتم وضع العقيق في آلة خاصة تسمى “مجر الطباشير” من أجل تلميع الفص العقيق وتنعيمه وإبراز جمالياته .. وبذلك يكون جاهزاٍ لوضعه على الخواتم والقلادات والأساور.
أنواع العقيق
يتميز العقيق اليماني بعدة مميزات فمن حيث الشكل يعتبر العقيق الذي بداخله رسوم طبيعية وأشكال مختلفة باهض الثمن.
ويتحدث إلينا هنا الأخ عبدالكريم نزار أحد عشاق جمع الأنواع النادرة من العقيق اليمني والذي كشف لنا بأنه يمتلك مجموعة من الأحجار الكريمة (العقيق اليمني) فيها رسوم وأشكال مختلفة.
وقال: يْعد العقيق اليماني من أندر وأفضل أنواع العقيق في العالم وهو يتواجد بكثرة في المحويت وذمار وصعدة وشبوة وغيرها وقد قمنا مع عدد من عشاق العقيق اليماني بزيارات بحث واستطلاع لتلك المناطق وحصلنا على مجموعات كبيرة من الأحجار هذه الأحجار بعضها لا يزال قوالب كبيرة بحاجة إلى نحت وفحص وكسر حتى يتم في النهاية الحصول على الأشكال الموجود داخل تلك الأحجار والتي لا يتم الوصول إليها بسهولة أبداٍ بل تحتاج من الحرفي إلى الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى تلك الأشكال.
وأوضح أنه شارك في مهرجان دبي للتسوق أكثر من مرة وكان العقيق اليماني يحظى بإقبال وإعجاب زوار كثر.
ومن أبرز ما جمعه نزار من فصوص العقيق النادر أشكال للكعبة المشرفة والحجر الأسود ورسوم أخرى من فصوص العقيق اليماني ما أكسبها تميزا وشكلا جميلا ونادر الوجود بالإضافة إلى وجود الفص المعجزة الذي يحمل خريطة لإحدى الدول العربية وهذه الفصوص من العقيق النادر حازت على شهادات تؤكد وتوثق لهذه المقتنيات النادرة التي تتبع الأخ/ عبدالكريم نزار.
وتحدث عن عقيق نادر قام ببيعه سابقا وكان مرسوماٍ فيه اسم محمد صلى الله عليه وآله سلم وفص عقيق آخر كان يحمل لفظ الجلالة.
وعن مدى جودة هذه المقتنيات كما يقول نزار أنها تخضع لفحوصات واختبارات محلية ودولية و بعد إجراء الفحوصات يتم منح الشهادات التي تؤكد جودة هذه الفصوص من العقيق اليماني.
السفير اليماني
استحق العقيق اليماني لما له من رواج في بلدان عربية وأجنبية كثيرة أن يطلق عليه تسمية” السفير اليماني” لأنه أي العقيق يروج لليمن باسمه وجودته وكان مجموعة من الشباب بائعي ومقتنيي العقيق اليماني قد بدأوا بتجهيز كتاب يوثق تاريخ العقيق اليماني في اليمن.. لكنه لم ير النور حتى اليوم..رغم أهمية إصدار هذا الكتاب التوثيقي الهام.
ويقول نزار إن الكتاب كان يراد من خلاله أبراز ما يتميز به اليمن من العقيق اليماني وأنواعه وطرق استخراجه ومثل هذا الكتاب مهم لو تعاونت جهات الاختصاص لإنجازه وطباعته وتوزيعه للسياح وفي المعارض التي تقام حول هذا الجانب بالإضافة إلى توزيعه حتى على السفارات اليمنية في الخارج.
معرض للعقيق
ومن الأشياء الذي تمنى عبدالكريم نزار تنفيذها إقامة معرض للعقيق اليماني والذي كان قد سبق تجهيزه وكان جاهزاٍ للافتتاح محتويا على قرابة 200 قطعة عقيق نادر لكنه بعد البدء بالخطوات الأولية لإنجازه لم يجد تفاعلا من جهات الاختصاص في وزارتي الثقافة والسياحة.
في الأخير
يتضح من خلال ما سبق بأن العقيق اليماني رغم جودته وشهرته في اليمن وخارج اليمن إلا أنه مايزال يحتاج إلى التفاتة من قبل جهات الاختصاص في وزارتي الثقافة والسياحة لإبراز هذا الموروث الحضاري الجميل الذي يتفرد به اليمن عن غيره من البلدان.. والتفكير جديا لإقامة معارض ومتاحف للعقيق اليمني داخل اليمن وخارجه والتركيز على الاستثمار في هذا الجانب لأنه سيعود بالفوائد الاقتصادية إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح.
تصوير/ فؤاد الحرازي