معاناة اليمنيين المتفاقمة

عبدالله الأحمدي

 

تزداد معاناة اليمنيين يوما عن آخر في كل المجالات. تقول تقارير المنظمات الدولية واللا إنسانية إن ٨٠ ٪ من مجموع السكان في اليمن محتاجون إلى الإعانة من هنا، أو هناك، لا سيما من المنظمات الدولية التي تجمع المليارات باسم الجوعى في اليمن، ثم تقوم بسرقة أغلبها؛ مساهمة بالفساد الأخلاقي. تعطي هذا كيس دقيق فاسد، ودبة زيت منتهية الصلاحية.

معاناة اليمنيين تزداد، ولا تنتهي في ظل الحرب والحصار، وتحكم العصابات المنفلتة، واللصوص وتجار الحروب والمرتزقة.

أكثر من (٢١ ) مليون مواطن يمني يعانون من انعدام احتياجات الحياة الضرورية، وبالذات المأكل والمشرب والملبس والدواء.

مليون ونصف المليون قضوا جوعا ومرضا جراء الحصار المتوحش والجائر، الذي تقوم به دول العدوان والمرتزقة ومن يقف خلفهم.

حصار خارجي وحصار داخلي، ويضيق الحصار أكثر بإساءة العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء من قبل حكومة المرتزقة.

حكومة المرتزقة ليس لها من هم غير زيادة معاناة اليمنيين من أجل مصالحها الضيقة؛ انتقاما منهم. فتراهم يقدمون مصالحهم على حساب مصالح الوطن، بل إن الوطن ليس له حساب، أو وجود في أجندات المرتزقة. عصابات ترتزق من الخارج على حساب مصالح الوطن والمواطن، وفوق ذاك تنهب موارد البلاد وثرواتها، وتصادر، حتى الإعانات التي تُبقي عليها المنظمات الإغاثية.

البلد مقطعة الأوصال تتحكم به العصابات العميلة؛ لا نظام ولا قانون، فوضى عارمة تتسيد كل مفاصل الحياة. قتل ونهب وسفك دماء، وسرقة في ظل غياب الضمير والمحاسبة.

تحولت البلد إلى إلى غابة؛ القوي يأكل الضعيف.

لا صوت يعلو فوق أصوات العصابات المتغلبة. التحالف العدواني مرتاح لما تعانيه البلاد، ويزيد معاناة البلاد أكثر وأكثر. يريد أن يُوصل البلاد إلى نقطة اللاعودة.

العدو السعودي المتورط في العدوان والحرب والقتل والدمار على اليمن لا يريد لليمن استقرارا منذ أزمنة. يريد أن يتحكم بالقرار اليمني، ويصادر الجغرافيا بما فيها من ثروات ومساحات ترفد توسعه على حساب سيادة اليمن ومصير اليمنيين. يشعل الحروب ويذكي الفوضى، ويسلح العصابات، ويصدر الإرهاب إلى اليمن.

ثماني سنوات من المعاناة، لكنها تزداد أكثر في هذا الشهر الفضيل، ومتطلباته الكثيرة.

أغلب الأسر اليمنية صائمة طوال الأعوام السابقة، وتقتصر في حياتها على وجبة واحدة في اليوم؛ حرمان لم يعرفه مواطنو اليمن في تاريخ حياتهم.

اللصوص وتجار الحروب يسرقون المال العام ويهربونه للخارج، ويزداد جشعهم كلما زاد سعير الحرب والحصار.

تصاعد الأسعار بشكل يومي، وانقطاع المرتبات وتقلص الدخول والأعمال صاعد من تفاقم الأزمات التي يتحمل عبئها المواطن المغلوب.

ثماني سنوات من المعاناة، وهذي التاسعة، ولا أحد ينظر لمشاكل المواطن، بل إن المواطن يتحمل مشاكل العصابات، وأعباء الفوضى.

العالم كله يتفرج للكارثة التي يعيشها اليمن، ولا من حل.

تدخل الحرب والحصار العام التاسع والبلد تنزف، والمواطن باع كل ما تحته وما فوقه،وكل ما لاحت بادرة للحل وقفت دول الاستكبار ومعها دول العدوان لإفشال تلك البادرة.

لا تضامن عربي، ولا إسلامي، ولا نخب يمنية؛ تُرك المواطن اليمني يكابد الكوارث والأزمات، بل إن إخواننا العرب والمسلمين يُساهمون في القتل والحرب والحصار على اليمن !!

لا أحد يُرجى غير الله، اليأس أصاب الناس. المواطن اليمني في خانة النسيان، بل إن اليمن كلها منسية. لم يعد أحد يتذكر اليمن. وهذا ما يفرح الأعداء، لا سيما العدو السعودي الذي لا يريد لليمن خيراً.

لقد أبتلي الشعب اليمني بعصابات الفساد، وبحكام عملاء قادوه إلى ما هو عليه اليوم.

اللهم في هذا الشهر الكريم ارفع عنا مقتك وغضبك، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء من قومنا،

وارفع عنا البلاء والغلاء، وخارج البلاد والعباد من هذه الكارثة.

وشهركم مبارك.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا