هناك من الأقلام الحرة والأصوات النزيهة من دافعت عن مظلومية اليمن وأهلها على مر سنوات العدوان الجائر ، وكان ومايزال من أكبرها أثرا وأعمقها طرحا وأصدقها شغفا وأغزرها تناولا قلم الكاتبة رانيا العسال التي للأسف الشديد تدفع ثمن نزاهتها وموقفها المشرف تجاه مظلومية اليمن؛ فقد تعرضت للاعتقال وهي تؤدي العمرة بإيعاز من النظام السعودي المستبد الذي قض مضجعه لسنوات صوت رانيا العسال التي انبرت تدافع عن اليمن ومظلوميته بحماس يخالطه الشغف وبصدق تدعمه الحجج وبإنسانية مفعمة بالقيم والمبادئ ، ولذلك نجد أن أفكارها وكلماتها وآراءها عما يحدث في اليمن تنساب إلى قرائها ومستمعيها بسلاسة تغوص في أعماقهم وتلامس ضمائرهم ، ناشدت العالم مرارا لإنقاذ اليمن مما يواجهه من ظلم وحصار وتدمير ، جسدت المأساة الحقيقية لليمن في الإطار الإقليمي والعالمي بشفافية وصراحة منقطعة النظير تنتصر فيها لليمن وأهل اليمن وفكر أحرار اليمن ، ولا أصدق على ذلك من قولها لخلاصة ما يحدث لليمن وشعبها “!نهم يقتلون الشرف ليحيا العار” هاجمت أعداء اليمن بدون هوادة كاشفة الحقائق وراء هذا العدوان ، و معرية سخف ووهن حججهم وأكاذيبهم وإعلامهم الزائف.
كلما قرأت كتاباتها عن اليمن شعرت أنها تهيم باليمن أكثر من أهل اليمن أنفسهم ، وتراه بعيون المحب والمشفق المتلهف لإخراجه مما هو فيه، تتألم لحاله ولما وصل إليه بعمق، وترجو له ولأهله النصر والرفعة ؛فتخاطب اليمنيين بنصح المخلص تذكرهم بضرورة رص صفوفهم وسد الثغرات على أعدائهم، رانيا بحق جعلت اليمن محورا تدور حوله الكثير من كتاباتها الإبداعية.
كلامنا يطول فيما قدمته رانيا العسال ؛ ولا غرو في ذلك فهي نجيبة من نجباء مصر وحرة عزيزة تأبى الصمت وهي ترى دماء الأحرار والشرفاء تسفك بدون وجه حق ؛ وبقدر ما يكنه أهل اليمن من ود واحترام وتقدير لكل من وقف معه في هذه الظروف الصعبة، ومن باب الوفاء والأخذ بمبدأ ما جزاء الإحسان إلا الإحسان ؛ نتمنى من قيادتنا الحكيمة أن تجعل فك أسر رانيا العسال جنبا إلى جنب مع مروة الصبري وسميرة مارش ويكون ذلك من أهم أولويات لجنة الأسرى للتفاوض على إطلاق سراحهن ، ومن العار أن يبقين في سجون النظام السعودي الظالم المجرم الذي لا يرقب في مؤمن إلَّاً ولا ذمة .