من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية “المحاضرة الخامسة

عبدالفتاح حيدرة

 

في المحاضرة الرمضانية الخامسة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، واصل الحديث عن أهمية التقوى وما يأتي بعده في مستقبل الآخرة، على ضوء سورة الواقعة، وأصناف الفائزين المفلحين وهم أصحاب اليمين والسابقون السابقون، والفوز برضوان الله تعالى وجنته عظيم والشأن فيه كبير، وفي مقدمة نماذج واقع الجنة انهم في سدر مخضود، وهذا يعني تميز السدر من الشوك وبثماره ونظارته ، وطلح منضود ، وهو الموز المتراكم، وظل ممدود، لكثافة الأشجار بحيث لا توجد معاناة من الشمس في جميع أرجاء الجنة وأنحائها ، الجو المعتدل الملائمة، في مقابل أهل النار الذين يعيشون في حر شديد أينما كانوا ، وماء مسكوب، متوفر بشكل كبير وبشكل دائم غير آسن ولا متغير..

في مقابل كل هذه النعم، هناك الحميم في جهنم والعياذ بالله ، ومن النعم الفاكهة المتوفرة بكثرة في أنواعها وأصنافها وكثرتها، ليست موسمية ومستمرة وليست ممنوعة، قطوفها َدانية، وليس هناك مانع صحي من تناول أصنافها في عالم الجنة ، كل هذا متوفر بالعمل الصالح في الدنيا بالتمسك بالعمل الصالح، وفرش مرفوعة، وحور عين لأصحاب اليمين، وبقدرة الله المصور البارع الخالق، أنشأهن إنشاء إبداعياً بجمال متميز جدا، في خلقهن وخُلقهن، لطيفات التعامل والحديث والتودد لأزواجهن، وهناك أنواع أخرى من النعيم، فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ومتوفر في خلود تام ، وهذه فقط نماذج وإشارات في القرآن عن واقع الجنة العظيمة، مع السلامة التامة من كل الشرور والمنغصات، وهذا نعيم مادي ومعنوي على أرقى مستوى، بحالة نفسية وجسدية راقية بخلود دائم، لا يسمع في عالم الجنة أي لاغية، وحياة طيبة مكتملة وللأبد، ولا يصاب احد بالملل..

إن الله سبحانه وتعالى قد أعد لأصحاب اليمين و”السابقون السابقون” كل أنواع النعيم العجيب، حتى في التنقل، كل شيء سهل وميسر في عالم شاسع ومتنوع يسع السموات والأرض، بل يصل إلى مستوى لا يمكن تخيله، وهذا النعيم يعرضه الله علينا مقابل العمل الصالح والتي ارشدنا الله إليها هي لإصلاح حياتنا في الدنيا وإصلاح مستقبلنا في الآخرة، والحياة السعيدة الأبدية، فما الذي يجعلنا نغفل ونتجاهل هذا العرض الإلهي..؟!! ، و الغفلة والتجاهل لأمر عظيم مثل هذا هو أشد أنواع الخسارة، وهناك تكريم في الجنة هو معاينة الملائكة والتحدث إليهم ، فاذا لم تتجه بأعمالك إلى الجنة فالمصير إلى النار والعياذ بالله، اذا لم تعمل عمل الجنة فأنت تعمل للنار، وهذا دافع عظيم جدا للسعي والعمل من أجل الحصول على الجنة والابتعاد عن النار..

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا