ننتقل إلى مشكلة قلبية أخرى وهي قصور القلب، وبالمفهوم العام يُعد قصوراً تنعدم معه قدرة عضلة القلب على ضخ كمية كافية من الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة؛ لمدها بما تحتاج إليه من الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لإنتاج الطاقة الأساسية اللازمة لهذه الأعضاء من أجل أداء وظائفها.
وهناك أشكال متعددة ومتنوعة لقصور القلب ليس بالضرورة ذكرها، وما يهمنا هنا تعريف المصاب بقصور في القلب واكتشافه في وقتٍ مبكر؛ حتى يتسنى للمريض عرض نفسه على الطبيب المتخصص .
أما أعراض قصور القلب؛ فتبدأ بالشعور بضيق في التنفس عند بذل أي مجهود؛ ولا يظهر هذا في أوقات الراحة، يلي ذلك حصول نوبات ضيق التنفس أثناء النوم مصحوباً ببعض نوبات السعال أحياناً، ثم في مرحلة لاحقة عندما يصيب هذا القصور الجزء الأيمن من القلب؛ يؤدي إلى تورم في الأطراف السفلية واحتقان في الكبد يظهر على شكل انتفاخ في الجانب الأيمن للبطن وألم في منطقة الكبد بسبب احتقان السوائل فيها، وأخيراً استسقاء في البطن، أي امتلاء تجويف البطن بالسوائل.
ويمكن لمن يعاني قصوراً في القلب أن يصوم طالما أن وضعه الصحي مستقراً وسمح بذلك طبيبه المعالج، وغالباً ما يُنصح مريض قصور القلب الصائم أن يبدأ إفطاره بتناول سوائل دافئة بكمية قليلة جداً، وألا يتناول الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح مع اجتناب المخللات.
وعوضاً عنها، يُنصح بتناول كميات كافية من الخضراوات التي تحتوي على نسب عالية من الفيتامينات، كالسلطة بأنواعها (الجزر، الخيار، الملفوف) وغيرها.
كما ينبغي أن تُجزأ وجباته وتقسم إلى عدة وجبات صغيرة، وألا يُكثر من الطعام أو من شرب كمية كبيرة من السوائل على نحو ما جرت عليه عادة كثيرٍ من الصائمين.
وهذه النصيحة – بالمناسبة- تفيد حتى الأصحاء، تفادياً لمتاعب ومشاكل الجهاز الهضمي.
ولا بأس من أن يتناول المريض بقصور القلب كمية قليلة من الحلوى، شرط ألا تضاف إليها دهون حيوانية عند تحضيرها؛ لتلافي زيادة نسبة(الكولسترول)بالدم الذي يؤدي إلى تفاقم أو زيادة تصلب الشرايين، ومنها شرايين القلب التي قد تكون السبب في حالة القصور القلبي الذي يعاني منه المريض.
وكحال مرضى ارتفاع ضغط الدم الشرياني؛ فإن مرضى قصور أو عجز القلب يمنعون من زيادة تناول الأملاح، لكي لا يزيد طلبهم على السوائل التي بدورها تفاقم المرض.
ويجب التنويه بأن الشهر الكريم مناسبة مثالية لترك الكثير من العادات السيئة التي أثبتت دراسات كثيرة تأثيرها الضار على القلوب السليمة، فكيف بمن يعاني مشكلة قلبية كقصور القلب وأمراض الشرايين أو الصمامات أو غيرها؟
إن ثمة عادات سيئة في المجتمع كتعاطي القات والشمة والتدخين؛ مردودها سيئ على صحة متعاطيها، وبمثابة عوامل خطورة للإصابة بتصلب الشرايين، مما قد يؤدي إلى احتشاء عضلة القلب وحدوث جلطة قلبية.
لذا، أدعوا جميع المدمنين سواءً على القات أو الدخان لانتهاز فرصة الشهر الكريم الذي يتغير فيه النظام الغذائي للإقلاع عن هذه العادات المضرة بصحتهم.
ويجب على جميع مرضى القلب ممن يتناولون أدوية خلال رمضان أن يستشيروا الأطباء المعالجين؛ ليبينوا لهم ما إذا كانوا قادرين على تحمل الصيام أم لا، لأن مرضى القلب تتباين معاناتهم ومستويات خطورتها، وكل مريض على حدة بحاجة إلى إعادة تقييم لحالته وإعادة ترتيب علاجه وفقاً لذلك.
وفق الله الجميع لطاعته وأعانهم على نيل مرضاته في هذا الشهر الفضيل وأفاض عليهم فيه معافاةٍ دائمة.
المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان