د.فؤاد دحاني : وضح الأسباب ويقدم نصائح طبية هامة للصائمين في رمضان

العصبية المفرطة في نهار رمضان.. أسبابها والحلول

 

 

على غير عادة روحانية ومشاعر شهر رمضان، ولكن عند كثير من الأشخاص في مجتمعاتنا يكون الأمر مختلفاً ففي هذا الشهر يزداد لدى الكثير من الناس معدل التوتر والعصبية، وما ينجم عنها من خلافات تصل البعض منها للمشاجرات خصوصاً قبل ساعات الإفطار.
الثورة/

على الرغم أن الصيام يتميز بالعديد من المزايا التي تساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق والأرق، وتساهم في إيصالهم إلى حالة من الهدوء، إلا أن هناك خلافات وصلت إلى حد قضايا الجنائية الناجمة عن مشاجرات في نهار شهر رمضان، وفي هذا الخصوص أوضح الدكتور فؤاد حميد دحان، أخصائي الأمراض الباطنية، أسباب العصبية الزائدة في نهار رمضان لتجنبها.
وقال الدكتور دحان: أسباب عديدة للعصبية والانفعال أثناء الصيام خلال شهر رمضان المبارك، منها نقص الماء له دور في عمل الدماغ، حيث يشكل الماء 75 % من مجمل تكوين الدماغ، وقد يكون نقص الماء الشديد الذي يمكن أن يحصل لدى البعض خلال الصيام مسؤولاً عن اضطراب وظائف الخلايا الدماغية، وزيادة العصبية، والانفعال، والتوتر، وضعف التركيز.
وأضاف الدكتور فؤاد: نقص الجلوكوز خلال الصيام، ثبت علمياً اعتماد الدماغ بشكل تام على الجلوكوز في حصوله على الطاقة على عكس غيره من الأنسجة، وأن أي نقص في مستويات جلوكوز الدم سينعكس أولاً على الدماغ، وقد يكون من أسباب العصبية الزائدة.
وأشار دحان، إلى أن الانقطاع المفاجئ عن التدخين، له أسباب في زيادة العصبية لدى الأشخاص المعتادين على التدخين بكثرة يؤدي إلى حدوث أعراض تسمى أعراضاً انسحابية، وهي تشمل كل من الأعراض النفسية كالاكتئاب، والأعراض العصبية كالتوتر العصبي والانفعال.
مشيرا إلى أن الانقطاع المفاجئ عن تناول المنبهات كالقهوة والشاي عند بعض الأشخاص المدمنين عليها عامل مؤثر في زيادة حالة التوتر والعصبية لديهم في رمضان، حيث قد بحثت إحدى الدراسات في العلاقة بين النقص المفاجئ لنسبة الكافيين في الدم خلال الصيام وشدة العصبية عند بعض الأشخاص الذين يكثرون عادة من تناول المنبهات.
وأردف قائلا: اضطراب عادات النوم في رمضان، تشير الدراسات إلى أن التغيير في عادات النوم خلال شهر رمضان لدى بعض الأشخاص يؤثر على الساعة البيولوجية الطبيعية لديهم، مما يؤثر سلباً على المزاج والحالة النفسية، فتصبح لديهم حالة من التوتر والعصبية.
وقدم الدكتور فؤاد، العديد من النصائح التي من شأنها المساعدة في السيطرة على العصبية والانفعال في رمضان، منها: إدراك جوهر الصوم، يعد الصوم فرصة ثمينة لضبط النفس، وتعويدها على السكينة والهدوء، وحب الآخرين واستيعابهم، وليس العكس الذي قد يحدث نتيجة ردود الأفعال العصبية التي قد تؤدي لإفساد الصوم والغاية المرجوة منه، حيث يجب التركيز على استغلال شهر رمضان في الخير والطاعة.
قراءة بعض القصص القرآنية الملهمة، تعتبر القصص القرآنية مصدر إلهام لمساعدتنا في مواجهة أصعب تحديات الحياة، وقراءة بعض من هذه القصص تساعد في تنمية النظرة الإيجابية للتعامل مع المشاكل بشجاعة وصبر.
الإكثار من ذكر الله والدعاء بتضرع، حيث يساهم الذكر في حل المشاكل وتخفيف التوتر والقلق، حيث وعد الله من يدعوه بالإجابة، لذا ينبغي على كل مسلم التأدب مع الله وطلب المساعدة والعون منه.
التنفس بعمق، يجب على الشخص في حال شعر بالتوتر محاولة التنفس بعمق والحصول على وقت للاسترخاء.
ممارسة التمارين الرياضية، تشير الدراسات الحديثة إلى أن ممارسة الرياضة تساهم في تخفيف التوتر، وتعزيز النوم الصحي.
الحصول على قسط كافٍ من النوم، لقد وجدت الدراسات أن النوم الكافي يساهم في تعزيز عمل الدماغ، والتخفيف من التوتر والعصبية.
اتباع نظام غذائي صحي، أن الالتزام بنظام غذائي صحي والمتوازن، وكذلك الالتزام بمواعيد الوجبات يقللان من حالة التوتر والعصبية.
الحصول على مقدار كاف من الماء، تختلف الكمية الواجب شربها من الماء حسب العمر والجنس والوزن، ولكن عموماً تتراوح هذه الكمية بين 5 – 10 أكواب من الماء يومياً، ويتم شربها ابتداء من فترة الإفطار إلى فترة السحور لتجنب التأثيرات العصبية السيئة للجفاف، ومن الجدير بالذكر ضرورة الانتباه إلى طريقة شرب الماء على فترات متباعدة وليس دفعة واحدة، وذلك لتجنب حصول الشبع أو إدرار البول، كما يجب الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات لاحتوائها على نسبة جيدة من الماء. تقليل ساعات العمل، من الممكن أن يساعد تقصير ساعات العمل اليومية في التخفيف من الإجهاد والتوتر الناتج عن الجوع أثناء الصيام في شهر رمضان المبارك.
كما قدم الدكتور فؤاد، نصائح غذائية لتجنب العصبية في رمضان فيما يلي بعض النصائح الغذائية التي تساهم في التغلب على القلق وتقلبات المزاج خلال شهر رمضان المبارك:
الإكثار من شرب البابونج: يساهم البابونج في التقليل من الإجهاد والتعب، ويخفف من التوتر، ويهدئ الأعصاب.
الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين B: تساهم الأطعمة الغنية بفيتامين B مثل التمور على تعزيز الجهاز العصبي للشخص الصائم.
الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: تساهم الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز في تقليل التوتر والتعب الناجم عن الصيام.
الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات: تساهم الأطعمة الغنية بالبروتينات مثل الفاصوليا الحمراء في السيطرة على الانفعالات العصبية والاضطرابات النفسية.
الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين B9: تساهم الأطعمة الغنية بحمض الفوليك (فيتامين B9) مثل الخضراوات الورقية في تعزيز سعادة الشخص.
الإكثار من تناول الشمندر: حيث يحتوي الشمندر على حمض الفوليك والبولينيوم والمغنيسيوم، مما يساعد في محاربة أعراض الاكتئاب.
الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين B6: تساهم الأطعمة الغنية بفيتامين B6 مثل البطاطا الحلوة في المحافظة على الصحة العقلية.

قد يعجبك ايضا