حمل خطاب السيد عبدالملك الحوثي – يحفظه الله ويرعاه – والذي ألقاه ضمن سلسلة الدروس الرمضانية بمناسبة اليوم الوطني للصمود، أبعاداً قوية ودلالات هامة عكست حقائق أكيدة عن قادم الأيام، ولعل أول وأهم بعد لهذه الحقائق هو أن قائد الثورة ألقى هذا الخطاب الهام بنفس أسلوب إلقائه للدروس الرمضانية الأمر الذي عكس ثقته الكاملة في كل ما تطرق إليه في محاور خطابه المتعددة، بما فيها مستقبل الأيام القادمة، حيث بدا في ثقته أن حقائقها باتت ماثلة أمام نظره وأن السعودي والإماراتي إن لم يستغلا هذه الهدنة ويجنحا للسلام الحقيقي فسيريان مفاجأة قادمة لم يتوقعاها ولم تخطر لهما على بال وهو ما نوضحه من خلال تحليل المحاور الرئيسية لخطابه لكشف أبعاده ودلائله كما أوردها وهي كما يلي:-
– احتلال اليمن هو الهدف الوحيد والحصري لتحالف العدوان وهذا الهدف بات اليوم مكشوفا أمام العالم من خلال محاولاته خلال العام الثامن في تعزيز وجوده العسكري في الجزر والسواحل والمحافظات المحتلة وقد فشل تحالف العدوان بتحقيق هذا الهدف رغم تلك المحاولات ولن يجد مبررا بعد استنفاده كل المبررات التي كذبها بنفسه.
– الخيار الذي مضى عليه الشعب اليمني وتمسك به هو خيار المواجهة والصمود وهو الخيار الأمثل والصائب وهو خيار مشروع ويعد حقاً مكفولاً للشعب اليمني بكل الشرائع والقوانين ولو لا هذا الخيار لما جنى الشعب اليمني أي ثمرة من الثمار التي نالها خلال سنوات العدوان الثمان وفي ذلك دلالة على أن الشعب اليمني قيادة وجمهوراً يستحيل أن يحيد عن هذا الخيار الصائب والمشروع.
-العدوان على اليمن عدوان أمريكي خالص بخططه وترسانته وحشوده وأهدافه وما السعودي والإماراتي إلا مجرد أدوات لتنفيذه وضروع مدرة يحتلبها الأمريكي طوال سنوات العدوان ونشاطه خلال الشهور الماضية وتعزيز تواجد قواته أكبر وأوضح دليل على ذلك ولا يستطع خداع الشعب اليمني مستقبلا.
-الاستمرار في إبراز بشاعة وفظاعة جرائم تحالف العدوان التي لا حصر لها ومجازره الكثيرة ركن أساسي من أركان صمود الشعب ويجب أن يظل الجميع في إبرازها ونشرها وإظهارها للعالم بشكل مستمر، فهي أبرز واهم الثمار البشعة التي جنتها دول تحالف العدوان ولن تجني أي ثمرة غيرها وفي ذلك دلالة على أن الشعب اليمني لن يتنازل عن قطرة دم واحدة سفكها العدوان ولن يقبل إلا بحقوقه كاملة لا متجزأة.
– تجلى صمود الشعب، اليمني بمظاهره الكثيرة في شتى مناحي حياته وعلى جميع قطاعاته، كما بينها في خطابه واثبت بها وهو يجني اليوم ثمار صموده وثباته بكل فئاته،
صوابية الخيار الذي مضى عليه وسيجني الثمرة النهائية لهذا الصمود انتصارا عظيما في قادم الأيام وفي ذلك دلالة على أن اليمن أصبح يمتلك جيشا قويا مجهزا قادرا على انتزاع حرية الشعب واستقلاله ولا ينتظر غير التوجيه من قائده.
– في خطابه كعادته قدم السيد عبدالملك الحوثي – يحفظه الله- نصحه للسعودي والإماراتي واعلن تحذيره لهما ودعاهما للجنوح للسلام الحقيقي بهدوء ودون انفعال وفي ذلك دلالة على أن اليمن اليوم اصبح بجيشه وقدراته قادرا على تحرير كل أراضيه المحتلة وطرد الغزاة والمحتلين منها ومن مياهه الإقليمية بجدارة واقتدار وفي أتم الجهوزية لتحقيق ذلك في أي لحظة وهذا ما يجب على السعودي والإماراتي أن يعياه ويستوعباه خصوصا وقد اكد -يحفظه الله ويرعاه- في خطاب سابق أن هذا الوضع ليس هدنة وإنما يشهد حالة من عدم التصعيد تقديرا واحتراما للوساطة العمانية، وبالتالي فركون السعودي على هذا الوضع واستغلاله له في محاولة إظهار نفسه بالوسيط لن يجديه نفعا ولن يحقق منه أي نتيجة.
– من خلال شكره لكل من وقف وساند ودعم الشعب اليمني في محنته دلالة على أن الشعب وقائده لا يجحدون صنائع المعروف ويحفظون الجميل وفي ذلك دلالة منه -يحفظه الله ويرعاه- على امرين، الأول أن محور المقاومة أصبح اليوم قوة حقيقية وواقعا مفروضا في المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى ويجب على أنظمة العمالة وأسيادها أن يدركوا هذه الحقيقة، أما الثاني فهو رسالة إلى كل من ناصر العدوان ولم يقف مع الشعب اليمني ولم يناصره حتى بالكلمة مفادها خسرتم إنسانيتكم ولن تنجيكم من بطش المستكبرين.
– أكد قائد الثورة من خلال فقرة «قادمون» أن الجيش اليمني أصبح بفضل الله قوة فاعلة ورادعة في المنطقة وأن هناك مفاجأة كبيرة لا يتوقعها تحالف العدوان في التصنيع الحربي وخصوصا في القوة الصاروخية والبحرية والدفاع الجوي والطيران المسيَّر لم يكشف عنها وهي في أتم الجهوزية للاستخدام.