هكذا كان العدوان .. وهكذا كانت مقاومتنا

عبدالله صبري

 

 

ثمانية أعوام من الصمود والثبات والبأس، يقابلها ثمانية أعوام من العـدوان والحصار والإفك والتضليل.. ثمانية أعوام ويمن الإيمان يجود بعطاء الدم في سبيل الحرية والسيادة والكرامة، فيما تحالف العـدوان السعودي الأمريكي لم يوفر جرما صغيرا أو كبيرا إلا وارتكبه بحق شعبنا وأرضنا، مستبيحا الدماء والحرمات، ومتنصلا عن القيم والمسؤولية الأخلاقية تجاه كارثة إنسانية صنعتها أيادي الإثم والبغي والعـدوان.

هكذا كان العـدوان على اليمن.. وحشية وانتهاكات بلا قيود، إمعان في الفساد والاستكبار، ونكران لحقوق الإنسان على الإنسان وحقوق المسلم على المسلم وحقوق العربي على العربي وحقوق الجار على جاره.. استضعفوا اليمن وظنوه لقمة سائغة، فذبحوه من الوريد إلى الوريد، تكالبوا عليه قتلا وتجويعا وتسفيها دون أن يرف لهم جفن، أو يقشعر لهم بدن، أو تخالجهم ذرة من ضمير!.

حشدوا كل أنواع الصواريخ والطائرات والبارجات والمدرعات، وشنوا آلاف الغارات الجوية وارتكبوا الآلاف من المجازر الدموية بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل والأبرياء، أهلكوا الحرث والنسل في كل محافظة وعزلة، وأتوا على البنية التحتية في كل مدينة وقرية استهدفوا المستشفيات والطرق والشبكة الكهربائية، ولم يوفروا الأسواق والآثار وتجمعات العزاء والأفراح، ووصل بهم الحقد الدفين أن وزعوا الموت على الأموات في المقابر والمقامات.

هكذا كان العـدوان.. وهكذا كنا نحن.. عطاء وتضحيات وصمود بلا حدود.. شموخ رغم الجراح والوجع، وصبر جميل رغم الآلام والأحزان.. ثبات وبأس شديد في ساحات النزال، وأخلاق نبيلة حين الظفر بالأعداء..

هكذا كان صمودنا.. شدة وغلظة مع العدو ورحمة وتكافل في ما بيننا، الآلاف جادوا بأرواحهم دفاعا عن الأرض والعرض، وعشرات الآلاف جادوا بأموالهم وممتلكاتهم حتى تبقى راية اليمن شامخة، وهامتها عالية، وثغرها باسم، ووجهها وضاح.

المسيرات المليونية هي الأخرى كانت حاضرة في مختلف المنعطفات، بجموعها الهادرة، وعناوينها الحاسمة، ورسائلها التي قلبت الموازين، فأكدت معادلة أن شرعية الشعب فوق كل شرعية، وأن إرادة الله من إرادة الشعوب، أو كما قال الشاعر: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.

جاءنا العـ ـدوان بقضه وقضيضه مختالاً بأمواله وأسلحته وحلفائه ومرتزقته، مغرورا بفارق كبير في كل الإمكانيات المالية والعسكرية والسياسية والإعلامية.. وجئناه بيمن الإيمان والتاريخ والحضارة، جئناه بالجبال والأبطال، ورجال الرجال الذين ما وهنوا ولا استكانوا.. كيف لا وقد عرفوا معنى معية الله، وتشربوا ثقافة الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، وهيهات هيهات منا الذلة.

هكذا كنا نقاوم في مختلف الجبهات بإرادة فولاذية لا تعرف المستحيل.. كيف لا وقد أعلن شعبنا أنه ماض في مسيرته متوكلا على الله وحده، فنعم المولى ونعم النصير.. بعون الله أولا ودائما، ثم بالإدارة والقيادة ثانياً، وبالعزيمة والإرادة ثالثا، أمكن لشعبنا أن يسطر ملحمة الصمود والتحدي وأن ينتقل من الصبر الاستراتيجي إلى الخيارات الاستراتيجية، وإلى عمليات توازن الردع وكسر الحصار مروراً بالبنيان المرصوص ونصر من الله، وحتى فتح قريب إن شاء الله.

” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ” صدق الله العظيم

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا