بين صمود اليمن وسياج ابن سلمان!

يكتبها اليوم/ حمدي دوبلة

 

حمدي دوبلة

 

من اعتقد أنه سيجتاح العاصمة صنعاء ويُحكم سيطرته على ثروات اليمن ويحتل أراضيه ويكسر إرادة شعبه في غضون أسبوع، بدون أي مقاومة، أصبح اليوم مع بدء أول لحظات العام التاسع من عدوانه يبحث عن خطة لبناء سياج على طول الحدود مع اليمن، على غرار جدار الكيان الصهيوني الشهير ليتوارى خلفه، ولعله يقيه من غضب وثأر شعب اقترف بحقه أبشع الجرائم والمجازر طوال ثماني سنوات.

-البارحة أحيا اليمنيون في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات البلاد وبحشود جماهيرية غفيرة، فعاليات اليوم الوطني للصمود في نسخته السنوية الثامنة.. مجددين العهد بمواصلة الصمود والثبات في مقارعة عدوان كوني قادته إمبراطوريات المال والسلاح والطغيان والاستكبار، بدءا من واشنطن وصولا إلى ممالك النفط والفساد في صحراء الأعراب ممن ارتضت تقمّص دور القائد في العدوان وتنفيذ رغبات السيد الأمريكي في قتل اليمنيين وانتهاك حرمة أراضيهم وسيادتهم الوطنية والاستيلاء على ثرواتهم، وهو ما تجلّى – كما قال السيد القائد عبدالملك الحوثي في خطابه أمس الأول بمناسبة الذكرى الثامنة للصمود – في ممارساته الإجرامية اليومية التي لم تخرج عن إطار الظلم والاحتلال ولن تستطيع كل شهادات الزور والعناوين المرفوعة، أن تُبرّر أو تشرعن جرائمه الوحشية بحق الشعب اليمني.

-النظام السعودي ألّب العالم بأسره على اليمن وأنفق المليارات في شراء الذمم والمواقف وتجييش الجيوش وجرّب كل الوسائل الممكنة لتحقيق أهداف ومطامع أسياده في البيت الأبيض، غير أنه لم يحصد سوى الذل والعار والهزيمة والخسران المبين، وها هو اليوم بعد ثماني سنوات من غطرسته وجنونه، يطرق من جديد كل الأبواب الممكنة حول العالم، يستجدي طريقة تضمن خروجه من اليمن بشيء من ماء وجهه المهدور.

-ما بين غرور وخيلاء ابن سلمان في الأيام والأسابيع الأولى من العدوان – وما بات يفكّر فيه حاليا من إقامة جدار عازل على طول الحدود مع اليمن – أنهار من الدماء وأسفار من البطولات والتضحيات التي سطرها الشعب اليمني، ومسلسل طويل من الجرائم والانتهاكات والمجازر والجراحات الغائرة في قلب كل يمني، ولن تندمل أبدا، وسيبقى نداء القصاص والثأر يؤرق ضمائر ووجدان أحرار وبواسل هذه الأرض الأبية.

-ما كشفته وكالة “ستاندرد آند بورز” العالمية الأمريكية مؤخرا، بشأن مساعي السعودية لبناء سياج بطول 900 كيلو متر بهدف إغلاق حدودها البرية مع اليمن، لن يوفر لها الأمن المنشود ولن يكون بمقدور أي من وسائل وألاعيب الرياض تحقيق شيء مما تصبو إليه، وليس أمامها غير باب وطريق واحد، وهو ما ورد في النصيحة الذهبية للسيد القائد عندما خاطب السعودية والإمارات مساء أمس الأول، بالقول “طريق السلام يتمثل بإيقاف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار واستكمال عملية تبادل الأسرى والتفكير بمصالحهم بعيدا عن مصالح أمريكا والتعامل بجدية مع الحوارات والمفاوضات الحالية ”

-بدون هذا المسلك، سيبقى النظام السعودي ومعه حلفاؤه وداعموه يدورون في حلقة مفرغة من الأوهام وسيكررون الخطأ القديم يوم ظنّوا أن بإمكانهم اجتياح صنعاء واحتلال اليمن خلال أيام أو أسابيع على أكثر تقدير .

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا