ثمان سنوات وما بعدها مختلف

يكتبها اليوم / وديع العبسي

 

النتيجة التي أرادت وخططت أمريكا ومجموعتها لتحقيقها واشتغلت عليها لثمان سنوات عدوان وحصار ونهب للثروات ستظهر اليوم في الخروج المتوقع بأن يكون استثنائيا وهادرا وبرسائل استثنائية، وسيكون الإحباط رد الفعل الأمريكي البارز تجاه الحشود التي ستكتظ بها ساحات المحافظات.
استثنائيتها تأتي لكونها تأتي بعد سلسلة طويلة من الانتهاكات التي مورست بحق الشعب اليمني، ولم تنجح في إخضاعه للإرادة الأمريكية، ولكونها التي تأتي بعد شد وجذب أمريكي كان الهدف منه صياغة معادلة تتوافق مع المصالح الأمريكية لإقرار هدنة طويلة.
سيؤكد اليمنيون اليوم أن التداعيات الكارثية التي تسبب بها عدوان التحالف وحصاره لن تثنيهم عن مسارهم لتنفيذ مشروع التحرر، وأن إمعان أمريكا في إبادة المجتمع اليمني لم يعد هناك مجال لأن يجد له مساراً للتحقق على أرض الواقع.
وسيؤكد الشعب اليمني اليوم رفض أي حلول جزئية، واستمرار الصمود، ودخول العام التاسع بصلابة أكثر وقوة أكبر في المواجهة، ورفد الجبهات والجهوزية لأي مواجهة قادمة مع العدوان حتى تحقيق النصر.
فالعدوان الذي حمل الكثير من العناوين الزائفة والمراوغة، عزز جدوائية الثورة التي قامت على ثوابت التحرر من الهيمنة والوصاية، وامتلاك القرار في تسيير الحياة اليمنية بالكيفية التي يرى فيها اليمنيون عزتهم واستقلالهم بعيدا عن أي تأثير خارجي.
وثمان سنوات أكدت المعطيات خلالها أن الغباء الأمريكي كان سيد سلوكه، إذ تمادى بحماقة لشرعنة وجود مرفوض قامت الثورة من أجل دحره  نهائيا، وخلالها أيضا لم تقرأ واشنطن دلالة النهوض من لا شيء، والاقتدار بعد الضعف.
فأهداف ثورة ٢١ سبتمبر باتت ثوابت عمل لا حياد عنها، ومحاولات العدو قياس القدرة اليمنية بعد أكثر من ٢٧٠ الف غارة وبعد حرب اقتصادية ضروس، ما هي إلا جلد للذات، وقد ثبُت أن المجتمع اليمني يصير أقوى كلما زاد الأعداء في مؤامراتهم ضده.
والأسابيع الماضية شهدت تصعيداً من هذا النوع، فإلى جانب استمرار قصف الجيش السعودي للمناطق الحدودية، عادت طائرات التجسس في محاولات لاستكشاف ما يجري في الأرض وهو الفعل الذي يعكس حالة الإحباط الأمريكي العاجز عن الحصول على أي معلومة استخباراتية وكانت نتيجتها إسقاط  طائرة تجسسية مقاتلة من نوع وينغ لونغ2 صينية الصنع تابعة لتحالف العدوان، عادت تحرشات التحالف من خلال مرتزقتها بالقوات المسلحة كما حدث قبل أيام في مارب وكانت نتيجتها خسران مواقع حساسة إلى جانب الخسائر البشرية.
هذا على مستوى الجبهات العسكرية، أما على مستوى الجبهة الداخلية فستؤكد الحشود الهادرة اليوم فشل الخطط الاستراتيجية التي وضعتها أمريكا طيلة ثمان سنوات للسيطرة على اليمنيين.
وسيكون للكلمة في هذا اليوم الاستثنائي وقعها في تأكيد تمسك كل اليمنيين بحقهم في التحرر وطرد الغزاة المحتلين ، ولن تكون الهدنة طموحا أو هدفا وإنما إنهاء حاسم ونهائي للعدوان ورفع الحصار، تماما كما طرح وأكد السيد قائد الثورة في كلمته يوم امس بأن إنصاف القضية اليمنية يقتضي بكل وضوح إيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال، واستمرار ذلك غير مقبول وسيعلن الشعب اليمني اليوم دعمه ومساندته للقوات المسلحة بصواريخه الباليستسة، وطائراته المسيَّرة، التي سيظهر التحول في تصنيعها مع العام التاسع من العدوان.
ثمان سنوات من الصمود، لا تشير فقط إلى قدرة تجاوز الأثر الآني للقصف والحصار وإنما صاغت معادلة مختلفة لن تمكن أمريكا وكل القوات الأجنبية من أن تمارس ذات البلطجة التي كانت قائمة، كما ستقدم نموذجاً للتحرر من هيمنة القوة والحاجة لما تنتجه بلدان الصف الأول.

قد يعجبك ايضا