الثورة نت|
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الشعب اليمني يترجم صموده في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بشكل عملي في صبره وتماسكه وثباته وجهاده ومرابطته في الجبهات.
وأوضح السيد القائد في كلمة له مساء اليوم، بمناسبة الذكرى الثامنة للعدوان السعودي الأمريكي “اليوم الوطني للصمود”، أن شعبنا الذي اعتمد على الله ووثق به لمس كل هذه السنوات الرعاية العجيبة والتأييد والمعونة من الله.. قائلا: نشكر الله الذي أعاننا وثبتنا وله الفضل أولًا وأخيرًا في صمود شعبنا.
وأضاف أنهُ وفي مقابل ما عاناه شعبنا من تخاذل محيطه العربي والإسلامي باستثناء أحرار الأمة لمسنا أهمية التوكل على الله، فالكثير من أبناء الأمة وقفوا متخاذلين ومتفرجين وساكتين بالرغم من وضوح مظلومية شعبنا.
وجدد قائد الثورة التأكيد على حق شعبنا المشروع بكل الاعتبارات في الصمود ومواجهة العدوان الإجرامي الظالم.. قائلا: إن من توفيق الله أن تبنّى شعبنا موقف الصمود والتصدي للعدوان من منطلق المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية.
وأشار إلى أن حرب تحالف العدوان على الشعب اليمني هي عدوان ظالم لا مبرر له وممارساته إجرامية منذ اللحظة الأولى، فالعدوان هدف إلى احتلال بلدنا والسيطرة التامة على شعبنا والمصادرة لحريتنا واستقلالنا بغية استعبادنا.
ولفت السيد القائد إلى أن الممارسات اليومية لتحالف العدوان طوال السنوات الثماني لم تخرج عن إطار الظلم أو الاحتلال أو العدوان.. مؤكدا أنهٌ لا يمكن لشهود الزور ولا لأي مسميات وعناوين أن تشرعن الجرائم الوحشية المرتكبة بحق شعبنا.
وأكد أن العدوان على الشعب اليمني بالأساس هو عدوان أمريكي شنته أمريكا عبر عملائها الإقليميين لتتفادى هي الخسائر.. لافتاً إلى أن الدور البريطاني والإسرائيلي مساهم في التحريض والدفع والتخطيط للعدوان تحت الرعاية الأمريكية.. مجددا التأكيد على أن شعبنا يمتلك الشرعية القرآنية في التصدي للعدوان بالاستناد إلى آيات الله وكتابه.
وأوضح السيد القائد أن لا قيمة للغطاء الأمريكي ولا للمؤسسات الدولية التي تتغاضى عن العدوان وجرائمه ومساعيه الباطلة.. مبينا أن موقف شعبنا جهاد مقدس بكل ما تعنيه الكلمة، وهو الموقف المشرف الذي نصمد ونثبت عليه باعتباره مسؤولية وجهادا في سبيل الله.
وأضاف أن تصوير العدوان على أنه مشاكل داخلية يمنية هي محاولات مفضوحة مقابل وضوح العدوان الخارجي المعلن من واشنطن، فإعلان العدوان من واشنطن كشف طبيعة الدور الأمريكي بأنه الأساس في العدوان على بلدنا.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن معظم السلاح الذي قتل أبناءنا أمريكي شنته مقاتلات أمريكية بتدريب وإشراف أمريكي حتى في مجال تحديد الأهداف على الأرض، فالأمريكي عبر أدواته يسعى إلى احتلال بلدنا والسيطرة على منابع الثروة النفطية فيه ومواقعه الاستراتيجية ليتخذها قواعد عسكرية.
ولفت إلى أن دور الخونة من أبناء الوطن هو في إطار التجنيد في صف العدوان في سبيل تمكين التحالف من احتلال البلد، فدور هؤلاء الخونة يشبه من وقفوا مع بريطانيا سابقا في احتلال جزء من بلادنا.. مجددا التأكيد أن موقف شعبنا هو الموقف المشروع في مواجهة عدوان خارجي من قبل أعداء الأمة الإسلامية بكلها.
وقال السيد القائد إن الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بحق شعبنا وصلت لدرجة استحالة إنكارها رغم الأموال التي دُفعت للتغطية عليها، فالجرائم أثبتت للعالم أجمع أن التحالف هو الظالم مقابل مظلومية شعبنا الذي يقف موقف الحق في الدفاع عن نفسه وأرضه واستقلاله وحقوقه المشروعة.
وأضاف أن تحالف العدوان سعى من خلال جرائم الإبادة الجماعية إلى قتل أكبر عدد من أبناء شعبنا، كما سعى إلى حرمان شعبنا من كل ثروته الوطنية وتجفيف الإيرادات وسرقة الثروات وحرمان الموظفين من المرتبات.
وتابع قائد الثورة بالقول: شملت جرائم تحالف العدوان منع المواطنين من السفر والتنقل للعلاج جوا وبرا وتسبب ذلك في معاناة كبيرة من بينها وفاة الآلاف من المرضى، وشملت جرائم تحالف العدوان الاستهداف للصحة والتعليم وقصف الكثير من المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية، واستهداف خزانات المياه والآبار وهدف إلى صناعة معاناة للمواطنين حتى في الحصول على مياه الشرب، ومراكز إيواء المكفوفين ورياض الأطفال ومدارس تحفيظ القرءان والآثار الإسلامية وبيوت الله المقدسة وحتى المقابر.. قائلا: إن كل جرائم العدوان واضحة ثابتة وموثقة بالصوت والصورة، فبأي منها تكذبون ولأي منها تبررون؟
وأشار إلى أن جرائم العدوان موثقة بالصوت والصورة والإحصاءات، والشعب اليمني والعالم راقب ذلك بما لا يدع مجالا للنكران والتبرير.
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي أن يوم الصمود الوطني هو مناسبة لإظهار صمود شعبنا وتمسكه بموقفه في التصدي للعدوان والتصدي للطابور الخامس.. مبينا أن انعكس موقف شعبنا في الرفد للجبهات والتجاوب مع التعبئة العامة وحضور المسيرات والتجمعات بشكل واسع كما انعكس في مواجهة مثيري الفتنة في الداخل.
وأضاف أن الصمود الشعبي انعكس في الجبهات والمواقف البطولية للجيش واللجان الشعبية وتابع العالم مشاهد البطولات حتى باتت مضرب المثل.. موضحا أن من مظاهر الصمود الوطني والشعبي، المرابطة في الجبهات رغم طول سنوات العدوان والأعباء الاقتصادية.
وقال إن من مظاهر الصبر والصمود، موقف أسر الشهداء الذين قدموا أروع الأمثلة في صبرهم ورضاهم واعتزازهم بما قدموه من تضحيات ومثلهم أيضا الجرحى وأسرهم والمرابطين وأسرهم.
وأشار إلى أن التصنيع العسكري رغم الصعوبات والإمكانات المحدودة أحد مظاهر الصمود الوطني.. كما أن صمود الموظفين واستمرارهم في أداء مهامهم رغم المعاناة الاقتصادية عكس إخلاصهم وصمودهم.
وأكد قائد الثورة أن محصلة الصمود لشعبنا هو فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه ومساعيه لاحتلال كل بلدنا والسيطرة التامة دون أي نوع من الجهاد والمقاومة.. موضحا أن من أهداف تحالف العدوان التي أفشلها الصمود الشعبي إنشاء قواعد عسكرية في كل جغرافية اليمن وسرقة الثروة.
ولفت إلى أن فشل العدوان في احتلال العمق الاستراتيجي للبلاد الذي تحول إلى منطلق لتحرير المناطق المحتلة.. مضيفا بالقول: مع تحقق فشل العدوان، صمود شعبنا يجب أن يتواصل لتحقيق الثمار والحفاظ على المكاسب فلا حلول لدول العدوان سوى وقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال.
وبين السيد القائد أنهُ ومع الفشل الواضح يسعى تحالف العدوان إلى خيارات أخرى وتكتيك بديل، فالدول الإقليمية المنفذة للعدوان، السعودية والامارات، يدركون تورطهم وخسائرهم دون الحصول على مكاسب، بينما تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا وكيان العدو الإسرائيلي إلى إبقاء الرياض وأبوظبي عالقة في العدوان.
وأوضح أن أمريكا تريد إبقاء السعودية مستمرة في الحرب رغم الإدراك بأن ذلك يؤدي إلى مزيد من الخسائر والتبعات الاقتصادية والأمنية، فالولايات المتحدة الأمريكية لا تهتم باستمرار تورط السعودية والإمارات وينصب تركيزها على مصالحها ومكاسبها.
وأكد قائد الثورة عدم القبول بالاستمرار في الحرب والحصار وحالة ما بين الحرب والسلم إذا كان هذا الأمر تكتيكا لتحالف العدوان.. مشيرا إلى أن الحصار جزء أساسي من الحرب على بلدنا وحرمان شعبنا من حقه في الثروات الوطنية جزء من العدوان ولن يكون مقبولا.
ولفت إلى أن إثارة الفتنة في الداخل واستهداف أمن البلد جزء من العدوان وإذا كان ذلك من خياراته فسنتعامل معها كحالة حرب.
وتقدم السيد القائد بالنصح للسعودية قائلا: أنصح السعودية والإمارات بعدم الاستمرار في العدوان لمصلحة أمريكا والتفكير بمصالحكم عبر التعامل بجدية في الحوارات وأنجزوا اتفاق الأسرى وارفعوا الحصار.. موضحا أن طريق السلام هو بإيقاف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار واستكمال عملية تبادل الأسرى.
وجدد قائد الثورة التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية والإسلامية وقضايا أمتنا وأولها فلسطين ولن يرغمنا أحد على التخلي عنها.. شاكرا كل الذين وقفوا مع قضيتنا وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية في إيران رسميا وشعبينا وإنسانيا في ظل خذلان وصمت عربي وإسلامي.
وتوجه السيد القائد بالشكر لحزب الله في لبنان وسماحة أمينه العام السيد حسن نصر الله على مواقفه المناصرة لشعبنا.. مشيد بمواقف الأحرار في العراق والأحرار في المنطقة الذين ساندوا شعبنا ورفضوا العدوان والحصار والاحتلال.
ودعا قائد الثورة الشعب اليمني العزيز للخروج عصر الغد والمشاركة الواسعة في مسيرات الذكرى الوطنية الثامنة للصمود الوطني.. قائلا: قادمون في العام التاسع بجيش مؤمن منظم اكتسب الخبرة الميدانية من تجربة ثماني سنوات وتربى التربية الإيمانية.
وأضاف: قادمون في العام التاسع بترسانة صاروخية فتاكة بعيدة المدى دقيقة الإصابة قوية التدمير تطال كل منشآت الأعداء التي يعتمدون عليها.
وقال: قادمون بالطيران المسير متجاوزة كل الدفاعات الجوية، وبقدرات بحرية تطال كل هدف في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وكافة الجزر.. قادمون في العام التاسع بالتوكل على الله والثقة به وبوعي شعبنا وتماسكه الداخلي وبتظافر الجهود لقطف ثمرة الانتصار.