يكمل اليمنيون اليوم، العام الثامن من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلدهم ، ويدلفون إلى العام التاسع بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين ، عام جديد من الصمود والثبات والمواجهة والتحدي والإصرار على تحرير كافة الأراضي والجزر والسواحل اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين ، واستعادة السيادة اليمنية المنتهكة، والمضي في تنفيذ مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة ، عام تلوح فيه بإذن الله بشائر النصر والتمكين بعد ثمان سنوات من الصبر والصمود والمعاناة غير المسبوقة في تاريخ اليمن .
ثمان سنوات من العدوان الغاشم الذي أتى على كافة مقدرات البلد ، وألحق الدمار والخراب ببنيته التحتية ومنشآته الحيوية ، وأغرق في استباحة الدماء اليمنية وارتكاب المجازر والمذابح الدموية في حق النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء ، ثمان سنوات من الحصار الجائر الذي انتهك كافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة بالجوانب الإنسانية وحقوق الإنسان وفي مقدمتها حقه في الحياة ، ثمان سنوات من الوجع والألم والحزن والأسى ، قدم خلالها الوطن كوكبة من خيرة ابنائه الشرفاء العظماء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والسيادة والكرامة .
ثمان سنوات من معاناة الجرحى والأسرى وذويهم ومعهم السواد الأعظم من أبناء شعبنا الصابر الصامد الوفي ، ثمان سنوات من الصلف والإجرام والتوحش لتحالف البغي والعدوان بقيادة أمريكا ووكلائها في المنطقة من آل سعود وآل نهيان وأذرعهما وأدواتهما من خونة وعملاء ومرتزقة الداخل، ثمان سنوات من التآمر على يمن الإيمان والحكمة وشعب الأنصار، ثمان سنوات من الانحياز والتواطؤ الأممي والدولي القذر للجلاد على حساب الضحية ، ثمان سنوات من المتاجرة بدماء وأرواح اليمنيين من قبل حثالة البشرية على مرأى ومسمع العالم بأسره ، ثمان سنوات من المظلومية اليمنية التي يندى لها جبين الإنسانية .
ثمان سنوات من الصمود الأسطوري والتحولات النوعية التي طرأت على معادلة الصراع والمواجهة ، انتقل خلالها أبطال قواتنا المسلحة اليمنية البواسل من الدفاع إلى الهجوم ، ومن الاستضعاف إلى القوة والتمكين بقوة الله وعونه وتأييده ، فصرنا نمتلك من قوة الردع ما تقر به أعيننا وتطمئن به نفوسنا من قدرات وإمكانيات عسكرية يمنية الهوى والهوية من طائرات مسيرة مختلفة الأنواع والاستخدام ، وصواريخ باليستية متعددة المسافات قادرة على استهداف العمق الاستراتيجي لدول العدوان ، وتنفيذ عمليات فائقة الدقة .
ثمان سنوات وثرواتنا النفطية ومواردنا المالية في المحافظات المحتلة منهوبة ، ومرتبات الموظفين مقطوعة ، ومطالباتنا واستغاثاتنا خلالها غير مسموعة ، والرحلات الجوية عبر مطار صنعاء ممنوعة ، في ظل استغلال أممي ودولي قذر لمعاناتنا ، وتوظيفها لخدمة مصالحها والعاملين فيها ، فلا التزامات بهذا الخصوص نفذت ، ولا وعود تحققت ، مراوغة ، مماطلة ، تسويف ، ترحيل للقضايا ، تمديد للمهمة ، لجان وجودها مثل عدمه ، زيارات ولقاءات متكررة الهدف منها الحصول على بدل السفر والامتيازات ، مبعوث بعد آخر ، ولا محصلة يلمس أثرها ويجني ثمارها المواطن اليمني على أرض الواقع ، حتى الهدنة الأممية ظلت مجرد حبر على ورق ، وبدت الأمم المتحدة في موقف العاجز عن تنفيذ بنودها رغم التمديد لها لفترتين .
ثمان سنوات كانت وما تزال القيادة الثورية والسياسية الحكيمة ، والبرلمان والحكومة ، والقوات المسلحة اليمنية ، وأبناء الشعب اليمني الشرفاء الأحرار، هم صمام أمان واستقرار الوطن رغم مدلهمات الخطوب والأحداث التي عصفت به منذ ٦٢مارس ٥١٠٢ وحتى اليوم ، لم يخنعوا ، ولم يخضعوا ، ولم يرفعوا رايات الاستسلام، ولم يسلموا رقابهم لمقاصل داعش والقاعدة ومليشيات العمالة والخيانة والإجرام في المحافظات المحتلة، بل كانوا أكثر صبرا وتحملا ، وأشد وأقوى بأسا وفتكا ، وأكثر وعيا وإدراكا واستيعابا للمؤامرة الكبرى التي تحاك ضدهم ، تسلحوا بالإيمان والثقة بالله ، ركنوا إلى القوي الذي لا قوة تفوق قوته ، ولا مشيئة غالبة على مشيئته ، ولا ناصر ولا معين سواه ، كانوا مع الله ، فكان الله معهم ، ومن كان الله معه فلا أحد ضده .
ثمان سنوات وها نحن ندلف في التاسعة وما نزال وسنظل على العهد ، نعم للسلام لا للاستسلام ، أيادينا ممدودة للسلام ، والأخرى على الزناد ، حاضرون للسلم ، وجاهزون للحرب ، لن نخسر أكثر مما خسرناه في ثمان سنوات ، سنواصل الصمود ، وسنواجه التحدي بالتحدي ، والتصعيد بالتصعيد ، حتى يستعيد الوطن سيادته واستقلاله ، و تتطهر البلاد بطولها وعرضها من دنس الغزاة المحتلين ، هذا هو عهدنا للشهداء العظماء ، لا تفريط بتضحياتهم العظيمة ، ولا مساومة على حقوقنا المشروعة ، ما دامت قلوبنا تنبض بحب اليمن .
الرحمة والخلود للشهداء ، الشفاء للجرحى ، الحرية والخلاص للأسرى ، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين ، والخزي والذل والعار للغزاة البغاة المعتدين والخونة العملاء المنافقين .