ثمانية أعوام من العدوان والصمود (ملحمة يمانية بطولية .. ووصمة عار في جبين أعداء الإنسانية)
صلاح الجوحمي
■ في السادس والعشرين من مارس من العام 2015م دقت طبول الحرب وأسرجت خيولها مؤذنة بتأهب سحائب الموت الداكنة والمريبة التي ما لبثت تختزنها كثيرا نتيجة لحمولتها الكبيرة التي أثقلت كاهلها ؛ حتى وصلت إلى أجواء العاصمة صنعاء بفعل ريح عاصفة قوية وشديدة ؛ وهناك بدأت تقطر من حمولتها المرعبة والمميتة ما قدر لها بفعل مجرم أرادها وسيرها، وكان ذلك في وقت متأخر من مساء الأربعاء ؛ وبالتحديد في الساعة الثانية ما قبل الفجر من صبيحة يوم الخميس آنذاك ، متوسعة في نثر رذاذها القاتل إلى بعض المحافظات اليمنية وعلى رأسها صعدة الشموخ والثورة والعنفوان المحاذية لمملكة الشؤم ومنبت قرن الشيطان من الجهات الغربية والشمالية ؛ والشمالية الشرقية بالنسبة لحدودها مع مملكة الشرور.
ورويداً رويداً أصبحت زخاتها تتكاثر حتى وصلت تفيض منهمرة وغزيرة وبلا توقف على الكثير من مناطق الجمهورية ريفاً وحضراً، مدناً وقرى ، حتى عم ذلك الإعصار القاتل معظم تضاريس اليمن جبالا وهضابا ، سهولا وسواحلا وصحاري ، نتج عنه طوفان هائل أدى إلى سيول جارفة من دماء الأبرياء التي لا زالت الأرض كلها متشبعة بحمرتها شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا.
نعم هكذا كانت بداية العدوان الظالم على بلدنا العزيز منذ الوهلة الأولى.
• وللتوضيح أكثر ؛ فلم تكن الحرب وليدة يومها أو ساعتها وإنما كانت نتيجة طبيعية لتراكمات سياسية يشوبها الحقد الدفين لمملكة الرمال على شعبنا العزيز.
• ولنذكر أمثلة بسيطة وحساسة لبعض تلك التراكمات والتي تعتبر الأسباب الحقيقية لشن هذا العدوان؛ ما يلي :
1- معرفتها بنجاح ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة.
2- نجاح الثورة بالقضاء على رموز عمالتها وسقوط أوراقها في الداخل اليمني.
3- انهيار التيار الوهابي المتمثل بحزب الإصلاح وشركاه.
4- معرفتها بالتوجه الثوري المتحرر قيادة وشعبا المتمثل بقائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله).
5- إضافة إلى ما تلى الثورة من مصالحات وطنية والتي كان آخرها مخرجات الحوار الوطني الذي مثل لها صفعة قوية أصم أسماع أمرائها وأعمى بصائرهم وأخرس ألسنتهم وأبواقهم الناعقة في الداخل والخارج.
• ونتيجة لهذه الأسباب وغيرها فقد عمدت إلى تنفيذ ضربة استباقية تكمم بها أفواه المنتصرين الحوثيين (حسب زعمها) وتحبط مخططاتهم ، متجاهلة أنه قرار شعب ودولة متكاملة الأركان.
– لكنها خابت ولم تفلح فيما أقدمت عليه، وذلك ربما لأن ملكها الذي أضناه داء الزهايمر الناتج عن الإسراف في تناول المشروبات الروحية (كما يقال) ، استعجل في الإمضاء على اتخاذ القرار الخاطئ الذي أقرته وزارة الدفاع بإملاءات من سيادة ماما أمريكا ، حيث لم يتسن لقيادة المملكة المتهورة دراسة النتائج الكارثية بشكل صحيح ؛ وما ترتب عن فعلتها الشنيعة وتخبطها الهستيري الذي وصلت إليه خلال سنوات العدوان المنصرمة.
– وقد أقدمت في عدوانها على اليمن بعدة ذرائع واهية لا تمت للحقيقة بصلة ومنها :
1- نصرة اليمن والحفاظ على أمنه واستقراره ؛ حيث حصل ذلك بناء على طلب من الرئيس المخلوع مسبقا عبدربه منصور هادي ووزير خارجيته رياض ياسين بانقلاب الحوثيين – حسب زعمهم – على الشرعية.
2- ردع عناصر القاعدة وداعش من العبث بأمن واستقرار البلد.
3- إضافة إلى تهديد ميليشيات الحوثي حسب زعمها لأمن السعودية بذريعة المناورات التي أجروها في تلك الفترة في الحدود اليمنية السعودية.
علما أن جميعها لم تكن حججا مقنعة لدى العالم بأكمله لو كان فيه ذرة من المصداقية والإنصاف.
• وبالرجوع إلى بداية العدوان؛ ولأسباب بعيدة عما تذرعت به مملكة الخراب والدمار كالحقد التاريخي التي عرفت به تجاه بلدنا طوال تاريخها الأسود منذ نشأتها؛ ولغرور وكبرياء المملكة السعودية فقد استمرت في تماديها وتكثيف ضرباتها الجوية على محافظات يمنية عديدة ابتداء من العاصمة صنعاء وصولا إلى جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة (أنصار الله) وعلى رأسها صعدة كما أسلفنا حيث حازت النصيب الأوفر منذ اندلاع الحرب وحتى اللحظة وذلك لتصنيفها منطقة عسكرية من قبل العدوان.
كما ركزت ضرباتها على المناطق الحدودية بشكل كبير مستغلة الصمت المريب وعدم ردة الفعل اليمنية في الأسابيع الأولى من العدوان ، ظانة بذلك أنه مؤشر على الإحباط ودليل على الهزيمة والاستسلام.
• وبعد أربعين يوما بالتحديد ، أطل قائد الثورة المباركة السيد العلم المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي(يحفظه الله) ناصحا لجارة السوء بوقف الحرب والكف عن العنجهية وقتل اليمنيين واستعداد الشعب اليمني للعفو عما صدر منها ، واستعداده أيضا لفتح صفحة جديدة بيضاء معها في حال تعقلها وتراجعها عما أقدمت عليه ؛ وذلك انطلاقا من مبدأ التسامح والتعايش باعتبار الروابط الدينية والتجاور بين البلدين. ومحذرا إياها في نفس الوقت من العواقب الوخيمة المحتومة لها في حال استمرت في تماديها وغطرستها، ومصرحا بأن الشعب اليمني لن يسكت وأنه قادر على الدفاع عن نفسه ومواجهة أعدائه ليس لشهور أو سنين بل إلى يوم القيامة ، معقبا كلمته المشهورة بقول الله سبحانه وتعالى (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) صدق الله العظيم.
وفعلا لقد تحقق أمر الله وظهرت دلائله جلية للعيان خلال الثماني سنوات المنصرمة من العدوان.
– وبعد هذه الكلمة التاريخية تغير الوضع بشكل كبير في الداخل اليمني من قبل المواطنين ؛ حيث شعروا بالفرحة والاعتزاز وعبروا عن بهجتهم وافتخارهم واعتزازهم بأنفسهم وبقيادتهم الحكيمة والربانية التي رفعت رؤوسهم عاليا وضاهت عنان السماء، وكان ذلك ملحوظا من خلال المقابلات الميدانية للقنوات الوطنية الحرة التي أجرتها مع المواطنين في الشارع اليمني ؛ وكذلك خروجهم في المسيرات المليونية المؤيدة لقيادتهم الحكيمة ؛ وتفاعلهم الكبير على شبكات التواصل الاجتماعي آنذاك.
إضافة إلى التصريحات التي أطلقها الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين حينما وصفوا صبر اليمنيين بعدم ردهم عن أعمال السعودية لمدة أربعين يوما ، «بالصبر الأسطوري» أو «الصبر الاستراتيجي» ، وفعلا لقد كان كذلك بل ولربما أكثر من ذلك.
• وللغباء الفاحش بحكام مملكة البداوة فلم يعيروا لذلك التصريح أي اهتمام ، بل تمادوا وجاروا أكثر وأكثر في قتلهم للمدنيين واستهداف مساكنهم وممتلكاتهم ؛ واستهداف الطرقات والمنشآت الحكومية والمدنية على حد سواء ، وكل ما لا يمكن ضربه أو استهدافه من قبل أي دولة تعرف أصول الحرب وفنونه، سواء كانت شيوعية أو اشتراكية أو ماركسية، أو مهما كان نظامها، في حرب معادية لنظام أو دولة معينة ، بمعنى أنها عمدت إلى تدمير الإنسان كإنسان وكذا البنية التحتية المدنية والعسكرية بشكل كامل وغير مسبوق في تاريخ الحروب ، وهي استراتيجية بهيمية اتخذتها منذ اندلاع الحرب وما زالت تنتهجها حتى يومنا هذا.
• ونتيجة لتلك الأعمال الإجرامية ، أعلن الشعب اليمني حالة النكف القبلي والنفير العام رفدا للجبهات بالمال والرجال والسلاح بشكل كبير وغريب وغير مسبوق ، وهي استراتيجية حربية مقدسة تميز بها أبناء الحكمة والإيمان منذ بزوغ فجر الإسلام إلى يومنا هذا ؛ نعم إنها استراتيجية فريدة قلّ أن نجدها في أي شعب من شعوب العالم وخصوصا في العصر الحديث.
• علما أن فترة الأربعين يوما المنصرمة آنذاك ؛ كانت تعتبر مدة كافية ، استطاع خلالها الجيش اليمني واللجان الشعبية ترتيب صفوفه بشكل جيد ، حيث بدأ بعدها يصب جام غضبه على جارة السوء ؛ ويكيل عليها وعلى جنودها ومرتزقتها ما رآه مناسبا من أنواع السلاح باختلاف أنواعه وأحجامه ابتداء من الرصاصة وحتى الصاروخ وبشكل مدروس ومنظم ودقيق وذلك لدرايتهم بحجم المؤامرة واحتمالية استمرارها لفترة زمنية طويلة ، كما أشار إلى ذلك قائد الثورة بتسميتها حرب (النفس الطويل) ؛ وقد تجسد ذلك من خلال الترشيد في استخدام السلاح بغرض استنزاف العدو بشريا ولوجستيا.
• وهكذا استمرت الحرب يوما بعد يوم ؛ وشهرا بعد شهر ؛ وعاما بعد عام ، واتسعت رقعته الجغرافية ومديات الاستهداف على الأراضي السعودية والإماراتية من قبل الجيش اليمني ولجانه الشعبية ، وذلك وفق مراحل مدروسة وخطى ثابتة ووثيقة وقوية مدركين نوع الحرب وفنونها القتالية ؛ بجدية وشجاعة رجال خلقوا للحرب ؛ وبرزانة قائد محنك صقلته التجارب من سلالة خير الخلق؛ وبصمود جيش ولجان شعبية استلهمت صمودها وثباتها من صمود الجبال الراسيات ، بشكل منقطع النظير أذهل الصديق وشهد به العدو منذ اندلاع شرارة الحرب وحتى يومنا هذا.
• وما تجدر الإشارة إليه هو حجم هذا العدوان الكبير على بلد ما فتئ يلملم جراحاته من فترة لأخرى نتيجة للحروب والصراعات والاقتتال الداخلي التي كان يمارسها النظام السابق العميل إرضاء وتنفيذا لأجندة خارجية تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وإضعاف البلد حكومة وشعبا تمهيدا لاحتلاله والسيطرة عليه ونهب خيراته وثرواته بشتى أنواعها.
– ومنذ استهلال السعودية لهذا العدوان الإجرامي؛ فلم تكن وحدها من تبنت الحرب وبدأته، حيث حدث بإملاءات أمريكية بحتة بالدرجة الأولى؛ دليل ذلك أنه تم إعلان عاصفة الحزم من العاصمة الأمريكية واشنطن آنذاك؛ وذلك على لسان السفير السعودي عادل الجبير.
– إضافة إلى دول عربية كثيرة وعلى رأسها الشريكة الأساسية للسعودية في جرائمها المهولة خلال العدوان الظالم على بلدنا وهي الإمارات العربية المتحدة التي لعبت دورا إجراميا كبيرا وبارزا خلال الثمانية أعوام الماضية وأكبره احتلالها للجزيرة اليمنية «سقطرى». – كما عمدت السعودية إلى شراء الولاءات والمواقف على المستويين الداخلي والخارجي، وذلك من خلال ضخ الأموال لمنعدمي الضمير من مرتزقة الداخل وبالأخص النافذين منهم كبعض المشائخ وبعض الشخصيات الاجتماعية والكثير من القادة العسكريين ؛ الذين قاموا بتسجيل عشرات الآلاف من المرتزقة اليمنيين للقتال ضد وطنهم وأبناء بلدهم مستغلين بذلك ظروفهم المعيشية وجهلهم اللعين.
– أما على المستوى الخارجي فقد استطاعت بأموالها إغراء الكثير من الدول العربية والأجنبية للمشاركة في الحرب والتواطؤ معها في المواقف والجرائم الإنسانية ؛ وإسكات الأمم المتحدة(UN) عن الإفصاح بآثامها ومجازرها ؛ حيث رأيناها في الكثير من المرات تنحاز إليها من خلال رفعها من القائمة السوداء تارة ؛ والتستر على فظائعها الكثيرة تارة أخرى.
– كما لا يجب أن ننسى مشاركة المنظمات العالمية الإرهابية كـ(BLACK WATER) و(DIAL GROUP) التي استطاعت تمويلها للاستعانة بأعضائها الإجراميين والمصنفيين عالميا بالدرجة الأولى “الأكثر خطورة” على الإطلاق، وذلك إيمانا منها بقدرتهم على حسم المعركة لصالحها في اليمن.
– إضافة إلى آلاف المرتزقة السودانيين الذين جلبتهم للحدود اليمنية ليقوموا بالدور المنوط بهم في القضاء على الحوثيين حسب زعمها.
– ولم تقتصر على ذلك فحسب ؛ بل قامت بتجميع عناصر القاعدة من كل البلدان العربية والأجنبية باعتبارهم قوة مقاتلة لا يستهان بقدراتهم.
• بمعنى أنها عملت كل ما بوسعها من تجميع مرتزقة العالم وشراء أحدث الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة واستخدام أحدث الطائرات والفرقاطات البحرية والاستعانة بأحدث الأقمار الصناعية الفرنسية والبريطانية والأمريكية والإنسية والجنية.. إلخ.. وذلك لتوظيفها في العمل الاستخباراتي لجمع المعلومات عن الحوثيين وتحركاتهم ولمعرفة مخازن السلاح وثكنات الجنود واستهدافها.
– ومع كل ذلك فلم ينجح العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في أي شيء من ذلك عدا استهدافه للمدنيين والمنشآت الحكومية والمدنية من منازل ومدارس ومستشفيات وطرقات وصالات أعراس وعزاءات ..الخ..
• وما يجب التنويه إليه أن الجيش اليمني ولجانه الشعبية لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الصلف السعودي الإماراتي الأمريكي منذ البداية.
حيث رأيناهم خلال كل تلك الفترة يقتحمون الجبهات المعادية ويحتلون المعسكرات المضادة ويدخلون إلى العمق السعودي ويجندلون بجنودهم وينكلون بهم ويأسرون أفرادهم وضباطهم وقياداتهم ويحرقون دباباتهم ومجنزراتهم ويعطبون آلياتهم ويغرقون سفنهم الحربية ويسقطون طائراتهم الأحدث من ناحية التصنيع عالميا ويسومونهم سوء العذاب.
علما أن تلك العمليات البطولية والانتصارات العظيمة لم تقتصر على جانب عسكري محدد ؛ وإنما شملت جميع الجوانب والقطاعات بأنواعها البرية والبحرية والجوية والشواهد البطولية لا يمكن إيجازها في سطور.
– كما أن الجيش اليمني بقيادته الحكيمة ولجانه الشعبية استطاع أن يحقق ما كان يمكن أن يطلق عليه مستحيلا في بداية العدوان ، حيث استطاع تصنيع السلاح بجميع أنواعه من الرصاصة حتى الطائرة والصاروخ كما أشرت إليه سابقا ؛ إضافة إلى النجاح الكبير في الجانب المعلوماتي والاستخباراتي الذي أثبت فاعليته في عدة مجالات ومنها قدرته على كشف المواقع والأهداف المعادية الأكثر حساسية وإيلاما بالنسبة للعدو واستهدافها بدقة متناهية ، وكذلك من خلال كشفه للكثير من الخلايا الإجرامية والاستخباراتية في الداخل اليمني وفضحها وكشف مخططاتها ومعاقبتها.
■ وخلاصة الموضوع ؛ فمن المستبعد جدا نسيان آلاف الجرائم التي ارتكبها العدوان وعلى رأسها على سبيل التمثيل لا الحصر ، جريمة عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى في العاصمة صنعاء التي راح ضحيتها المئات ما بين قتيل وجريح ، وجريمة عرس قرية سنبان بذمار ؛ وجريمة أطفال ضحيان ؛ وجريمة استهداف فج عطان بالقنبلة الفراغية التي أسموها أ»م القنابل» والتي خلفت أكثر من ألف قتيل وجريح ، إضافة إلى جريمة استهداف الرئيس صالح الصماد رحمه الله ؛ وغيرها الكثير جدا جدا من الهولوكوستس الوحشية التي ارتكبها خلال الثماني سنوات الماضية.
– وكل ذلك ليس إلا غيضا من فيض؛ فجرائم العدوان لا يمكن حصرها في مقالة لا تتجاوز كلماتها صفحة أو صفحتان من السطور.
– أما في سياق الحديث عن حرب استمرت ثمانية أعوام فلا يتسع المقام والمقال لسردها في سطور ؛ بل تستوجب تأليف مجلدات بغية الإيفاء بأحداثها على كلا الصعيدين الأسود والجائر المتعلق بالعدوان ، والأبيض البطولي الذي خلده اليمنيون الأحرار.
• وخلال هذه الفترة الطويلة التي تعتبر كفيلة باجتثاث بلدان وشعوب كقوة بحجم ما حشد العدو وأعد له وعلى رأسه مملكة القتل وسفك الدماء، فلم تجن منه سوى وصمة عار ستظل شاهدة عليها بالخيبة والخزي والشنار مدى الحياة ولن تنسى مع التقادم، وبالمقابل فإن هذا الصمود والثبات الذي أبداه اليمنيون الأحرار سيظل شاهدا وراية بيضاء ناصعة وملحمة يمانية أسطورية بطولية تُدرَّس في الجامعات العالمية وتتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.