اليمن حرة بقوة أبنائها وصمودهم سيظل حافزاً للشعوب العربية كي تسترد كرامتها المهدورة

شخصيات برلمانية وشوروية ومحلية في محافظة الحديدة تتحدث لـ”الثورة ” بمناسبة الذكرى الـ8 لليوم الوطني للصمود: اليمنيون صنعوا من صمودهم إبداعاً ونوراً يضيء الطريق نحو القدس والأقصى الأسير

رغم الصعاب وكثرة الشدائد على الشعب اليمني، إلا أن الصمود يحيا في نفوس الصغار قبل الكبار، والتحدي خلخال يزين القلوب، وروائح المسك تنبعث من دماء الشهداء لتنشر في العالم عبق الشهادة والانتصار.
هذه اليمن الصامدة لن تنكسر، رغم الآلام، ورغم الجراح والمصائب العظام .. في اليمن الصامدة الأمل ليس بعيداً، والنصر قريب، والصمود لحن الزمن العجيب.
عام يمضي وعام يقبل واليمنيون أشد بأسا وتماسكا، ثمانية أعوام سطروا خلالها أعظم الملاحم البطولية في مواجهة تحالف الأشرار بقيادة أمريكا والصهيونية العالمية ومهما تعاظمت التحديات أمام مسيرة هذا الشعب، فذلك يدل على عظمة المشروع القرآني الذي يسير على نهجه أحفاد الأنصار.
وفي خضم احتفالات شعبنا بالذكرى الثامنة لليوم الوطني للصمود وتدشين العام الـ9 من الصمود التقت “الثورة” في محافظة الحديدة عدداً من الشخصيات البرلمانية والشوروية والمحلية الذين تحدثوا عن مسيرة الصمود اليماني في مواجهة الطغيان المعاصر.. وإليكم حصيلة ما جاء في اللقاءات :
الثورة / استطلاع / أحمد كنفاني

البداية كانت مع أعضاء مجلس النواب عبدالله حسن خيرات، ومنصور واصل، وأسامة قاسم عمر، وعلي بغوي الذين تحدثوا قائلين :
يحتفل اليمنيون بذكرى العدوان 26 مارس الذي حولوه إلى يوم وطني للصمود يؤكدون من خلاله على التمسك بحقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم، والتصدي لكافة المؤامرات التي تستهدف وطنهم وتتهدد أمنه واستقراره وسيادته وثرواته ومقدراته، ويجددون في هذا اليوم العهد للشهداء الأبرار بالسير على خطاهم والوفاء لتضحياتهم التي قدموها في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة، لا تراجع ولا تخاذل حتى يكتب الله النصر.
مشيرين إلى أن من اليمن تنبعث اليوم رياح الصمود والكبرياء والتحدي ومصنع الرجال، على مدار التاريخ أثبت شعب اليمن الصامد قدرته وقوته وصلابته ، فلن تنتصر “إسرائيل” و”أمريكا” ولا غيرهما على إرادة هذا الشعب، ولن يُجبرنا المحتل على رفع الراية البيضاء وسنواصل المسيرة.
هاهي اليمن تحيي يوم الصمود في عامه الثامن وتدشن عاما جديدا بالرغم من كل المؤامرات التي تستعر على هذا الشعب الفقير، فما الذنب الكبير الذي ارتكبه شعب اليمن ليعاقب هذا العقاب البربري الغاشم ؟!! ذنبه أنه شعب يعشق الحرية، وإرادته تهزم الجيوش .. ذنبه أنه لن ولم يخضع لدول الاستكبار .. ذنبه أنه لن يتنازل عن حقوقه ومبادئه .. ذنبه أنه يقدم الآلاف من الشهداء والجرحى على طريق النصر والتحرير المبين.
هاهي اليمن الصامدة تسطر اليوم ملحمة جديدة من ملاحم الصمود في وجه المحتل الغاشم، هاهي ترسم خارطة النصر التليد، وتشع نوراً وضياءً من وسط ظُلمات المحتل .. لن تنكسر إرادة هذا الشعب ولن تنهزم العزيمة والكبرياء اليمنية.. رغم استمرار العدوان والحصار سيحيا شعب اليمن، وستعلن ساعة النصر، وسيبزغ فجر الحرية، لهذا الشعب الصامد، الذي صنع من صموده إبداعاً ونوراً ويضيء الطريق نحو القدس والأقصى الأسير.
لافتين إلى أن صمود أبناء شعبنا اليمني يحمل رسالة إلى العالم أجمع مفادها أن اليمنيين يقفون في موقف الحق ضد الطغيان ويدافعون عن أرضهم وهويتهم الحضارية والتاريخية في مواجهة أشرس هجمة في التاريخ المعاصر.
مؤكدين أهمية توحيد الصف الوطني والجبهة الداخلية وإحباط مشاريع التخريب والإرهاب التي تستهدف المجتمع الصامد، وقد لجأ تحالف العدوان إلى استخدام ورقة الضغط الاقتصادي و الإرهاب المجتمعي بعد فشل عدوانه العسكري وانكسار زحوفاته المتواصلة في مختلف الجبهات.

“السلوك الإجرامي الأمريكي”
فيما أضاف أعضاء مجلس الشورى جبران الرازحي، وعبدالرحمن مكرم، وإبراهيم العيدروس قائلين : واليمن يستقبل الذكرى السنوية الثامنة للعدوان بجملة من الفعاليات الثورية الاحتفائية التي تعكس صورة فريدة من الصمود واجتراح الصعاب والنهوض كل مرة من تحت ركام المعاناة بعزيمة لا تلين، يتخلق كل يوم وعي وطني جديد وبصيرة ثاقبة لدى اليمنيين بأن قضيتهم عادلة لأنهم يدافعون عن الكرامة والاستقلال والوحدة ويواجهون التبعية والارتهان بقوة التضحيات الجزيلة لشعب مكافح وصابر.
موضحين أنه منذ الوهلة الأولى للعدوان يوم الخميس 26 مارس 2015م تكشف للجميع حجم الحقد الكبير الذي تكتنزه دول العدوان لليمن الأبي الحر المسالم وبالذات قادة تلك الدول من خلال فصول المؤامرة التي أحيكت على اليمن عبر خطط خبيثة هدفت إلى تركيع الشعب اليمني وكسر عزيمته وتدمير مقدراته ومكتسباته وتبدى ذلك من حجم الآلة العسكرية الجوية والبرية والبحرية الهائلة التي حاولوا من خلالها اقتحام العاصمة صنعاء وتنفيذ المخطط التآمري بالاعتماد على الدعم العسكري اللوجستي الأمريكي ودول حلف شمال الاطلسي والكيان الصهيوني الإسرائيلي إلى جانب القوات الخليجية المشاركة في العدوان بقيادة السعودية، ليشترك الجميع في جريمة حرب كبرى تولد عنها طيلة ثمانية أعوام جرائم حرب متتالية أثقلت كاهل القتلة بكل فعل مشين وأكدت مشاركتهم في أقذر عدوان وحشي شهده العصر الحديث تجاه شعب حر كريم محب للخير والسلام.
لافتين إلى انه بتذكر بدايات المشهد الصارخ للأسف يحز في النفس انجرار قوى مسلحة يمنية ومليشيات إرهابية مصنفة عالميا في قوائم الإرهاب ارتمت في أحضان العمالة والارتزاق ورضيت بأن تكون بيادقا وسهاما مسمومة بيد الأجنبي المتآمر على بلدها، في جريمة خيانة عظمى لأنها شاركت في إراقة دماء أبناء اليمن وتهديد وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي وتدمير مقدراته ومكتسباته.. معبرين عن اسفهم أن تلك القوى ساهمت في تنفيذ ذلك المخطط الخبيث المرسوم بدقة وبشكل مسبق والذي ركز على تدمير البنية التحتية الأساسية التي اقتطع اليمنيون من قوتهم لبنائها، وتدمير البنية التحتية العسكرية والأمنية بهدف إضعاف اليمن وتحويله إلى صيد سهل بيد الأعداء لإبقائه في دائرة التبعية والإذلال، وتجهيل اليمنيين وتحويلهم إلى فقراء عبر استهداف الجامعات والمدارس والمصانع والمعامل وكل سبل المعيشة لتركيعهم والقبول بالهيمنة والوصاية من جديد، وتشديد الحصار الاقتصادي لتعميق معاناة أبناء الشعب اليمني عبر إغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء لقتل اليمنيين بشكل متعمد دونما رادع أخلاقي أو إنساني، والذهاب إلى أسوأ من ذلك بنقل البنك المركزي إلى مدينة عدن، لخنق الاقتصاد أكثر وأكثر وقطع المرتبات إمعانا في قتل اليمنيين بمختلف الوسائل وتدمير اقتصاد البلد وإيقاف عجلة الإنتاج، وتدمير وحشي للبنى التحتية العامة والخاصة في كل الاتجاهات، مطارات ومرافق صحية وأنفاقاً وجسوراً وصالات أعراس ومدارس ومستشفيات ومصانع ومعامل في حفلة جنون لا يمكن أن تحدث إلا في الجحيم وليس مع دولة ذات سيادة ومن قبل جيران وأشقاء انسلخوا من عروبتهم وقوميتهم وتحولوا إلى مخالب تدمير بيد الامبريالية الجديدة والصهاينة.
وأضافوا: بفضل الله وثبات شعبنا الحر الأبي وقيادته الثورية والسياسية ومعها القوى الوطنية الشريفة في الداخل التي كلها تمثل نقاط قوة تظهر كل يوم وتتشكل ملامح التبدل في حصيلة التوازنات والشواهد الصارخة، التي تحملها يوميات الحرب، وتؤكد أن بلوغ الضربات اليمنية للعمق في شبه الجزيرة العربية، وتراكم التغيرات في جبهات القتال اليمنية لصالح الجيش واللجان الشعبية المقاتلة، يؤسس لهزيمة قوى العدوان وانتصار اليمن، الذي يكتسب قيمته وأهميته من حجم الاحتشاد المعادي الذي جمع شذاذ الآفاق وأصحاب المشاريع الاستعمارية المكشوفة، ويرى اليوم الجميع شواهد ذلك بالعين المجردة دونما حوائط صد أو موانع.
منوهين بأنه بالرغم كل ذلك ظل الداخل الوطني حريصاً على من ذهبوا بعيداً عن الخط الوطني واستهوتهم مصالحهم الذاتية وأبقى على أبواب التوبة مفتوحة أمامهم رغم جرم المغرر بهم تجاه وطنهم مكررا الدعوات لهم للعودة إلى جادة الصواب، وذلك انطلاقا من علو قامة اليمنيين في التسامح والتصالح والتسامي على الجراح.
مقدمين النصح لأولئك المتماهين مع مشاريع العدوان حتى اليوم ولم يستغلوا فرصة العودة إلى الصف الوطني المقاوم للعدوان، أن يفهموا أن من يحاصر الشعب اليمني ويقتل المدنيين في مختلف مناطق اليمن سيدفع الثمن غاليا في عقر داره وأن اذياله من مرتزقة الداخل سيحظون بنفس القدر وربما أشد من ذلك العقاب، ولمن لا يزال يعتقد أو يصدق تلك الأسطوانة المشروخة التي ظل العدوان يرددها بتحويل المناطق التي احتلها إلى جنة دانية عليه أن يرى بالعين المجردة مشاريعه في المحافظات الجنوبية المحتلة حيث لم تهنأ مدينة عدن بلحظة استقرار واحدة منذ أن وطأتها أقدام المحتلين الجدد في العام 2016م، بل دخلت في دوامة من الفوضى والأزمات اللامتناهية أمنيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا ومعيشيا، حتى وصل الناس فيها إلى البحث عن الخبز والذي كان عنوانا بارزا للأزمة الاقتصادية مؤخرا.
مؤكدين أن ذلك ليس بالغريب ولا بالعجيب بل هي نتيجة طبيعية في ظل استحكام قبضة تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني، وسماسرة وتجار الحرب والنفط، وهوامير وحيتان المال، وغياب الدولة واختطاف مؤسسات الدولة، بما فيها فرع البنك المركزي في عدن، الذي بات يفتقر إلى أدنى مقومات السياسة المالية والاقتصادية، وبات أشبه بملهى للقمار والمقامرين على حساب العملة الوطنية وقوت المواطن المغلوب على أمره، حتى وصل الأمر إلى حد لا يطاق ، ولا يقف الأمر عند مدينة عدن، بل يكاد يشمل كلّ المحافظات المحتلة والمرتهنة لدول العدوان، بما فيها المديريات المحتلة في تعز ومارب، التي تعاني أزمات معيشية مركبة أثقلت كاهل الناس وبعضها فوضى أمنية تهدد السكينة العامة إلى جانب أزمة نقدية تعد الأسوأ في تاريخ اليمن على الإطلاق، بسبب التضخم النقدي الكبير للعملة غير القانونية التي طبعتها حكومة الفنادق.
كما أكدوا أن انتصار اليمن الكبير يقترب بهزيمة مبرمة لحلف العدوان، وهي صفحة جديدة قادمة في تاريخ المنطقة، ستشع بنتائجها وتداعياتها في الوطن العربي برمته ، وأن شعبنا اليمني الصامد، شعب الحرية والكرامة والأمجاد، يعلن للعالم أجمع أن مسيرة العطاء والإيثار والدفاع عن ثوابت الهوية الإيمانية، هي خيار لا يقبل المساومة، ولن تفلح مؤامرات أعداء اليمن، أعداء الإنسانية في إخضاع هذا الشعب أو النيل من تطلعاته المشروعة.
واصفين الشعب اليمني بأنهم أهل المدد، وبأنهم الصامدون في زمن التحدي، والشامخون في زمن الضعف والصامتون في زمن الأراجيف والأكاذيب والقابضون على الجمر في هذا الوطن التليد.
مشيرين إلى أن وحدة الصف الوطني وثبات الجبهة الداخلية على مدى السنوات الماضية شكلا ملحمة خالدة في مسيرة كفاح الشعب وهو يواجه الوصاية الاستعمارية، وما تعيشه المحافظات اليمنية الصامدة من استقرار مجتمعي هو ثمرة هذا الكفاح المقدس، وعلى مسار بناء القدرات وتنمية الموارد.
مثنمين دور القيادة الثورية والسياسية وحكومة الإنقاذ الوطني في تقديم النموذج الساطع للصمود البطولي في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي من خلال استمرار الأداء الخدمي لمؤسسات الدولة وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

“انتصار اليمنيين”
بدورهم أكد مدراء مديريات بيت الفقية حسين سهل، والصليف عبدالرحيم شامي، وباجل عبدالمنعم الرفاعي، والميناء عبدالله الهادي قائلين : ندشن اليوم العام التاسع من الصمود اليمني في وجه العدوان والتحالف الأمريكي السعودي السلولي والذي يطل بعد ثمان سنوات من العدوان والحصار، 8 سنوات من الحرب العالمية التي يتعرض اليمن الأرض والإنسان والإرث والتاريخ والحضارة والثروة، ثمان سنوات أغرق خلالها العدوان في غيه وإجرامه وتوحشه، قتلوا النفس المحرمة، قصفوا كل ما هو جميل في هذا الوطن المعطاء، دمروا البنية التحتية، واستهدفوا كل مقومات الحياة، شنوا مختلف أشكال الحروب على شعب أعزل، لم يطلهم منه أي أذى، ولم يرتكب في حقهم أي جريمة.
مشيرين إلى أنه من تحت الركام، ومن تحت أزيز الطائرات، ورغم الظروف المريرة والأوجاع الخطيرة، والأحزان المتجددة، إلا أن الشعب اليمني أبى الضيم والخنوع والتقهقر والذل والهوان، وأصر على المضي في معركة الشرف والرجولة والسيادة والكرامة التي يخوضها جنبا إلى جنب مع أبطال القوات المسلحة اليمنية.
مؤكدين أنه مع نهاية العام الثامن للصمود وإطلالة العام التاسع يجدد أحرار اليمن الثقة للقيادة الثورية والسياسية لمواصلة معركة التحرير والكرامة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية بإسناد شعبي منقطع النظير، ويؤكدون على رفضهم المطلق لأي مبادرات للسلام لا تتضمن في مقدمتها إيقاف العدوان وإنهاء الحصار، وتمسكهم بحقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم والذود عن حمى وطنهم والرد على الإجرام والعربدة والتوحش السعودي الذي لم يتوقف يوما واحدا طيلة السنوات الماضية من عمر العدوان.
واختتموا قائلين : الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، النصر والتمكين لليمن واليمنيين، والخزي والعار للبغاة المعتدين والمرتزقة المنافقين.

قد يعجبك ايضا