نهاية شطحات ابن سلمان

عبدالله الأحمدي

 

 

المشهد العالمي يتغير، وقوى عالمية تبرز إلى العلن، والأقطاب تتعدد، ولم يعد القرن الحادي والعشرون قرناً أمريكياً، كما زعم منظرو الرأسمالية.
أقل من ثلاثين عاما منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وتربع أمريكا على عرش القوة الكبرى، وإشعال الحروب من أوروبا الشرقية إلى العراق وسوريا وليبيا واليمن. وانتهاج سياسة تفكيك البلدان، وإعادة رسم الخرائط لصالح الاحتكارات العالمية والشركات العابرة للقارات. الآن بدأ انهيار القطب الأمريكي ومعه دول أوروبا العجوز. الحرب الأوكرانية هي الفاصل بين عصرين. تلك الحرب فضحت أمريكا ودول أوروبا، وكشفت أنهم نمور من ورق، أو قش. كما قال العظيم ماو توسي تونغ مؤسس الصين الحديثة.
وبوساطة الرئيس الصيني عادت العلاقات بين الجمهورية الإسلامية في إيران ومملكة بني سعود التي تخلت عن الوهابية، وتقوم بخطوات لتحرير النساء من قيود الإرهاب الوهابي.
عودة العلاقات بين إيران والسعودية تمثل ضربة لأمريكا وإسرائيل، وبداية انحسار المشروع الأمريكي/ الصهيوني في الشرق الأوسط، وهزيمة نكراء سلسة للجماعات الوهابية والطائفية التي تتربح وترتزق على التطبيل للحروب والنزعات الطائفية.
الآن كُسر قرن الشيطان. ولم يعد محمد بن سلمان قادراً على الشطح والتبجح بنقل الحرب إلى العاصمة الإيرانية طهران. ولم يعد قادرا على غزو صنعاء في أسبوع، أو شهر، ولم يعد قادرا على المطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
قالوا الذي ما يؤدبه الزمن يؤدبه اليمن. تلك مقولة تكتب بماء الذهب. وقد كتبها اليمنيون بالدم.
الشكر لكل أبناء اليمن الذين قاوموا العدوان وكسروا عنجهية آل سعود الإرهابية، ومرغوها في الوحل.
قلنا للعصابات الإرهابية منذ البداية: أنتم تحاربون شعباً عريقاً ضاربة أقدامه في عمق التاريخ، ولن تقدروا على كسره مهما صرفتم من أموال الدنيا.
قلنا لكم منذ البداية إن أمريكا تستخدمكم كأوراق التواليت، وأنها لا ترحم عملاءها، وإن المتغطي بثوب أمريكا عريان، لكنكم لم تتعظوا من الذين سبقوكم في طريق العمالة لأمريكا من أمثال : الشاه والسادات وحسني مبارك وبن علي. والقائمة تطول.
قلنا لكم إن الثورة الإسلامية في إيران هي ثورة تحررية تقف في الخط الأول المواجه لإسرائيل ومشاريع أمريكا، وإنها الداعم الرئيس للمقاومة الفلسطينية، وإن إيران هي جار ورديف للأمة، لكنكم اتبعتم أهواءكم في تنفيذ المخطط الأمريكي في إشاعة الطائفية، بين الشيعة والسنة، رغم أنهما جناحا الأمة. المشروع الطائفي هو مشروع الاستعمار الغربي.
عندما كان الشاه يحكم إيران وينفذ مشاريع أمريكا لم تكن إيران شيعية، لكن عندما قامت ثورة وأزاحت الشاه ووقفت إلى جانب الحق العربي، لاسيما في فلسطين أصبحت إيران فارسية مجوسية. ارجعوا إلى أحاديث المصطفى إذ يقول : ( يأتي قوم من الشرق يحملون العمائم السوداء يحررون بيت المقدس ) وبعد قيام الثورة الإسلامية جاء حرس الثورة ليقاتلوا في جنوب لبنان.
بعد عودة العلاقات بين إيران ومملكة بني سعود سيخسر أولئك الذين يتاجرون بالأكاذيب، ويخدعون محمد بن سلمان، ويبتزون أموال المملكة بالباطل. أولئك الذين قالوا : ( اضرب يا سلمان ) وخسروا أنفسهم، وخسروا بلدهم.
أيها الأعراب الأشد كفرا ونفاقا : إيران دولة لها مشروع، ومن حقها أن تدافع عن مشروعها، لكن المشكلة أنتم الذين ليس لديكم مشروع، بل تفرقتم بين الولاء لأمريكا والغرب الإمبريالي والصهيوني، والتركي، بل أصبحتم أكثر ولاء لأعداء الأمة، لاسيما أولئك الذين طبعوا مع الكيان المؤقت في فلسطين.
مملكة بني سعود التي تنتج (12 ) مليون برميل نفط يوميا ليس لها مشروع غير إشعال الحروب والفتن والتكفير والإرهاب والانتحاريين والسيارات المفخخة.
محمد بن سلمان أحس بالورطة، وبدأ يخرج من العباءة الأمريكية، ويعود إلى رشده، ويتصرف لمصلحة بلده. ولم يبق له إلا الخروج من ورطة الحرب في اليمن، والتدخلات في شؤون البلدان الأخرى.
استمعوا قليلا إلى ما يقوله العلماء والخبراء، إذ يقولون : إن إسرائيل زائلة، وأمريكا منتهية ( وإن الأرض يرثها عبادي الصالحين ) والعاقبة لمن اتقى.

قد يعجبك ايضا