الاحتلال الأمريكي للمهرة والمحافظات الشرقية لليمن.. الذرائع والمبررات والأكاذيب
إسقاط الأكاذيب الذرائعية التي تروّجها أمريكا لاحتلالها هذه المحافظات والمناطق
تقرير/ الثورة
مؤخرا ظهر قائد الأسطول الأمريكي الخامس وهو يتجول في المهرة مع ضباط أمريكيين، ومعهم السفير
الأمريكي المعين لليمن، ومجموعة من المرتزقة، ظهور قائد الأسطول الخامس في المهرة له مقدمات وله
دلالات أيضا، والأهم من ذلك أن ظهوره هو إفصاح أمريكي عن احتلال المهرة .
ظهور الجنرال الأمريكي لم يكن الظهور الأول من نوعه لمسؤولين أمريكيين في مناطق يمنية بهذا الشكل
السافر، فجولات السفراء الأمريكيين وحضورهم وتوجدهم منذ العام 2017م في حضرموت والمهرة وشبوة
تكرر لعشرات المرات، لكنه الأول لقائد عسكري بمستوى قائد الأسطول الخامس، وكان واضحا من الترويج
الأمريكي لهذا الظهور أن الهدف منه هو إشهار احتلال المهرة بشكل خاص وعلى نحو يمكن اعتباره تحديا
سافرا.
خلال السنوات الماضية أنشأت أمريكا قواعد عسكرية ومطارح وثكنات أمريكية في هذه المحافظات، هناك
أيضا مارينز وقوات بحرية تتمركز في عدد من المناطق، ولهذا الاحتلال الأمريكي أهدافه، فأمريكا تريد أولا
السيطرة على البحر العربي والتحكم فيه من خلال احتلال المحافظات الساحلية لليمن.
وهناك أهداف أخرى تتعلق بنهب الثروات، ولعلكم تتذكرون حين ظهر ليندر كينغ ومعه القائمة بأعمال السفير
الأمريكي كاثي ويستلي، وجنود أمريكيون في منشأة بلحاف بمحافظة شبوة في العام الفائت، وكان معهم ضباط
إماراتيون وأيضا مسؤولون في شركة توتال الفرنسية، وعقدوا اجتماعاً مع المرتزقة ، تحت عنوان تصدير
الغاز اليمني.
كان ظهور ليندركينغ في شبوة كتتويج لمسار طويل من المخططات الأمريكية التي تتعلق بنهب الثروات
اليمنية، وقد جاءت عمليات منع نهب النفط لتفشل المخططات الأمريكية التي تتعلق بهذه النقطة.
ليندر كينغ هو مبعوث الرئيس الأمريكي بايدن الخاص إلى اليمن، هكذا يتم توصيفه؟ لكن ما حكم ظهوره في
شبوة وفي مناطق أخرى، هل له علاقة بالمفاوضات أو بالِشأن السياسي؟، العكس من ذلك، إنما يعمل بصفته
ليكرس الاحتلال الأمريكي للمناطق الاستراتيجية ومناطق الثروة اليمنية.
قبل ظهور قائد الأسطول الأمريكي الخامس في بداية الشهر الحالي بمحافظة المهرة، ، كان قائد الثورة السيد
عبدالملك بدر الدين الحوثي قد كشف في خطابه بالذكرى السنوية للشهيد الصماد، أن الإدارة الأمريكية تسعى
إلى تأجيل مسألة انسحاب القوات الأجنبية من اليمن، ومنها الأمريكية التي تحتل بقواعد وثكنات وتواجد
عسكري في شبوة والمهرة والمكلا، وتريد أن تبقي هذه المسألة مؤجلة، وهو الأمر الذي اعتبره السيد القائد
غير مقبول ووصفه بالعدوان، وقال إن التعامل معه سيكون باعتباره عدوانا، وفي ذلك الخطاب كرس قائد
الثورة معادلة استراتيجية تتعلق بالاحتلال الأجنبي لليمن، تشبه معادلة منع نهب الثروات النفطية التي تكرست
بتحذيرات من قائد الثورة في البداية، ثم أصبحت عملا عسكريا أنجز معادلة استراتيجية لحماية نهب النفط
والثروات النفطية.
أما كيف يعمل الأمريكي لتأجيل مسألة انسحاب القوات الأجنبية ومنها الأمريكية؟، فمن خلال ترويج دعايات
وأكاذيب تسعى من خلالها الإدارة الأمريكية إلى تبرير احتلالها، وإبعاد أي مفاوضات أو حوارات عن هذه
المسألة.
أكاذيب وتناقضات
في العام 2017م ومع بداية وصول المارينز والقوات الأمريكية إلى المهرة والمكلا، بدأت الإدارة الأمريكية
تروج لكذبة أن في حضرموت وفي المهرة عناصر إرهابية، لتبرر بتلك الدعايات احتلالها لهذه المحافظات، ثم
افتعلت بعض الأحداث الإجرامية لتثبيت تلك الكذبة، جاء هذا التبرير لتلافي فضيحة أن هذه المناطق لا توجد
فيها جبهات حرب، وبعيدة عن الاشتباكات، فيما تحالف العدوان بقيادة أمريكا يدعي أن حربه على اليمن هي
لإعادة الشرعية فما هو المبرر لإنشاء قواعد عسكرية في مناطق لا تشهد أي حرب؟، فبدأت أمريكا بترويج
كذبة وجود إرهابيين.
ولمعرفة الناس بأن المهرة وحضرموت مناطق مسالمة وتلفيق كذبة وجود عناصر إرهابية لم تكن مقبولة ، بدأ
الترويج لاحقا عن وجود قراصنة يستهدفون السفن التي تمر في بحر العرب، وروجت أمريكا وبريطانيا
لأحداث أمنية زعمتا أن عددا من السفن تعرضت لهجمات من سواحل المهرة.
لم تتوقف أمريكا عن ترويج دعاية تهريب السلاح عبر المهرة، وأعلنت عشرات المرات إلقاءها القبض على
شحنات أسلحة، أشهرت هذا العنوان وروجته كذريعة لتبرير احتلالها للمهرة وحضرموت وغيرها.
وحين ظهر قائد الأسطول الأمريكي الخامس ومعه عشرات الضباط الأمريكيون بداية الشهر الحالي في
المهرة، كانت الآلة الإعلامية للأمريكيين وأدواتهم في المنطقة تروج عن إلقاء القبض على شحنة أسلحة قادمة
من إيران، وكان واضحا من العنوان الذي روجته الألة الإعلامية للأمريكيين بأن حضور قائد الأسطول
الخامس والضباط والسفير الأمريكي في المهرة هو تحت عنوان مكافحة التهريب ومواجهة التهديدات الأمنية
المشتركة.
محافظة المهرة أو ما يطلق عليها البوابة الشرقية لليمن والمطلة على بحر العرب بشريط ساحلي يعد الأطول
في اليمن، بطول 560 كم والمحاذية لسلطنة عمان من الشرق والسعودية من الشمال، وفضلا عن موقع
المهرة الجغرافي الاستراتيجي، فإنها تحتضن في باطنها الثروات الهائلة النفطية والغازية والمعدنية ، وهذا
تلخيص للمطامع الأمريكية.
وباتت القوات الأمريكية تسيطر على كافة مديريات سواحل المهرة، وهناك قامت بإنشاء عشرة معسكرات في
تلك المديريات، إضافة إلى قاعدة العسكرية داخل مطار الغيضة ويضم قوات بريطانية أيضا، وآليات
ومروحيات ودبابات أمريكية وغير ذلك والمعلومات تؤكد وجود مروحيات وآليات عسكرية وقوة أمريكية
بريطانية ضخمة.
وأكثر من مرة كانت القوات الأمريكية تظهر بشكل ملاحظ ومشهود في أحياء مدينة الغيضة، فمثلاُ في الثالث
من يونيو 2019م ظهرت في أحد أحياء مدينة الغيضة عاصمة المهرة قوات أمريكية تتجول في المدينة، حينها
قالت إنها تلاحق أمير داعش الذي لم تذكر أسمه!
وقد ردد السفير الأمريكي تصريحات ومزاعم تهريب السلاح إلى اليمن ، وبدا واضحا من التركيز الأمريكي
على ترويج شماعة “مكافحة التهريب” بهدف تثبيت تلك “الذريعة” لتبرير احتلال المهرة ، أما حضرموت فلها
قصة أخرى.