يحيى اليازلي
في ٢٠٠٢م قبل عشرين سنة، أشار الدكتور عبدالعزيز المقالح -رحمه الله- في يوميات صحيفة “الثورة” إلى صدور ديوانين الأول “مقام العروج”.. ومما قال إن الشاعر يحيى اليازلي في مجموعته الشعرية الأولى يكتب خارج النمط السائد والمألوف، وكنت كما وصف، وأظنني سأكون كذلك في قراءاتي في الشعر، وفي هذا الذي خصصته له، وقد تحاشيت الكتابة عن شعره تلك المدة إجلالا وخشية أن لا أوفيه حقه وأنا القائل في ابتهالاته:
ولكن شعر المقالح سبح
ملء السماوات ملء الخبوت.
من ديواني الثاني “وصايا الخروج”.
وتأسيا بالمثل الياباني: ابتعد عن المعلم سبعة أقدام
لكي لا تدوس على ظله بالخطأ.
حاولت أن لا ألم بكل المنتج وأن لا أستوعب كل الشاعر ولا حتى أبرز ما لديه لأني لو فعلت ولن أستطيع لاحتجت لطاقة هائلة ولكني كتبت وفقا للا وفق، أو قرأت ما وقع في يدي وما ألفه مزاجي ولهذا لا أنزعج من وصف كتاباتي بالانطباعية، هي انطباعية بلا منهج ومحاولات خاصة ومساع من خارج الاختصاص.
منذ ديوان (لا بد من صنعاء) الصادر عام 1971م وهو باكورة أعماله الشعرية إلى آخر أعماله (بالقرب من حدائق طاغور) الصادر عام 2018م وخلال فترة ما بين الإصدارين الشعريين الأول والأخير، قرابة 47 عاما كانت هناك ولادات شعرية متوالية جميعها 15 ديوانا، خلفها الشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح إضافة إلى قرابة 20 كتابا في النقد الأدبي وفي الفكر الإسلامي والإنساني وفي التاريخ.. وسنكتفي بإطلالة خاطفة على بعض عناوين إصداراته الشعرية.. ولكن قبل أن نطرقها لا بد أن نؤكد على أننا في مقام عبدالعزيز المقالح الشاعر الحساس والناقد الأكاديمي والمفكر العربي، سنشرع في قراءة عناوينه أو نصوصه الشعرية ونضع في الاعتبار أننا إزاء شاعر رمزي حداثي متمكن ممارس للكتابة الشعرية بكل أشكالها. وقد كتب بعض نصوصه مستخدما أكثر من شكل شعري عمودي وتفعيلي ونثري في نفس النص.. كما في (هوامش يمنية على تغريبة ابن زريق البغدادي) والتي صاغها ما بين العمودي والتفعيلي وكذلك.. أما في دواوينه (كتاب صنعاء) و(كتاب القرية) و(كتاب المدن) فقد زاوج فيها ما بين التفعيلة والنثر، لكي يحقق بذلك ما يمكن أن نسميه بالنص العابر.. ليس للأشكال الشعرية وحسب، بل والعابر لأكثر من مدرسة شعرية، لأن المقالح وإن كان يبدو رمزيا أو سرياليا إلا أنه يمتزج في نصه أكثر من تيار شعري.. فهو متعدد الوجوه.. فقد تجده رومانسيا في موضع ويراه غيرك في نفس الموضع واقعيا.
(الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل)..
قد نظن أن لديه نسقا قرمطيا ولكن عندما نعاود قراءة الديوان بعد حين سنلمس لديه نزعة عروبية.. ولا بأس فنصوص المقالح كلها موغلة في المضمر من وجه، وموغلة في العروبة من وجه آخر.. مع إمكانية قراءتها من عدة وجوه.
النزعة العروبية لدى المقالح نجدها لدى البردوني في استحضاره لأبي تمام أو للمتنبي في قصيدة وردة من دم المتنبي مع قدرة على تقمص الشاعر والتعامل بحذر مع مضمراته في النص، فيبدو البردوني عارفا بمضمرات المتنبي ومع ذلك فلا نقطع بأن لديه نسقا قرمطيا.. نفس الشيء ينطبق على نص المقالح مع علي بن الفضل والذي يتضح من خلال العنوان، فالكتابة بسيف علي بن الفضل لا تعني بالضرورة الكتابة بمضمرات علي بن الفضل، لأن انساق السيف غير أنساق القلم.
(رسائل إلى سيف بن ذي يزن)..
هذا الديوان صدر في 1973م… يقول المقالح في مقدمته للديوان: (ومن خلال سيف بن ذي يزن _ الرمز والقناع_ قدمت في هذا الديوان أطيافا من حزن جيلنا).. ويضع المقالح بين عارضتين جملة “الرمز والقناع”، وهذا تأكيد على ما رأيناه آنفا بأن المقالح شاعر رمزي بدرجة كبيرة، ليس هنا فقط ولكن رمزياته في معظم أعماله.. كشخصية “وضاح اليمن” و”علي بن الفضل” و”سيف بن ذي يزن” و”ابن زريق البغدادي” وشخصية “مالك بن الريب” وغيرها… وقد وظف كلا منها بحسب ما يتطلبه الحدث والنص، الجدير ذكره أن المقالح لا يعتبر سيف بن ذي يزن قد ذهب إلى بلاد فارس لطلب النجدة.. كما تحكيه بعض كتب التاريخ.. ولكنه يرى أن سيف بن ذي يزن ومثله امرؤ القيس قد لجآ كلاهما إلى إمارتين عربيتين كانتا قد هاجرتا من اليمن.. وكونتا إماراتيين على حدود الدولتين الكبريين فارس والروم، ومن هنا وبعد أن تعرفنا على هذه العتبة المهمة في هامش النص الأول من الديوان.. سنقرأ النص بوعي مختلف عما هو سائد، لأن سيف بن ذي يزن هنا لم يعد ذلك الذي ذهب لاستدعاء الخارج كما يحكى، ولكنه استجداء لأبناء جلدته من المهاجرين اليمنيين القدامى الذين هاجروا قديما وكونوا إمارة متاخمة لبلاد فارس.. ما يعني أنها كانت موالية للفرس وليست خاضعة لسيطرتها.
(أبجدية الروح)..
ديوان يحتوي على نصوص موغلة في الغنوص ويجمع بين التفلسف والتصوف والعرفان، وكانت قصيدة ابتهالات هي النص الملفت والمعبر عن جوهر المجموعة وأبعاد عنوانها.. أبجدية الروح قصيدة تفعيلية مدورة قال أحد أصدقاء المقالح إنها -أي قصيدة ابتهالات- لولا التفعيلات لقرأها في القنوت، المقالح استطاع تجاوز النغم العروضي ومصاهرته بالنغم الروحي، ما يؤكد على أن الدعاء لا يقتصر على الصياغة النثرية لكنه أيضا بإمكانه أن يعبر بحور الخليل إلى معارج رب الخليل.
هوامش عبدالعزيز المقالح التي يضعها أسفل قصائده جديرة بالاهتمام على اعتبار أنها عتبة نصية ذات مؤدى مهم لفهم النص مع قلتها، وفي نص ابتهالات هامش وحيد يشير إلى مؤلف كتاب “منطق الطير” لـ”فريد الدين العطار” وهو من أهم مراجع الصوفية.. ويحتوي على منظومة صوفية كبيرة من آلاف البيوت الشعرية، ما يؤكد على نزعة صوفية لدى المقالح وهو هنا إذ يتقاطع مع رمز لاهوتي كبير لكنه أتى ضمن سياق رموز المقالح في شعره، لأنه في غير موضع من الديوان ومن الدواوين الأخرى لا يخلو من هذه النزعة العرفانية، ومع ذلك فقد صوَّر حوارية لطيفة خاطفة في مقطوعة من النص:
( إلهي
تسللت ذات مساء شديد الظلام
إلى “منطق الطير”
كان “الفريد” هناك يحدث أنصاره وتلاميذه
بعد أن عاد من مدن العشق ممتلئا بالمحبة للناس والطير والكائنات القريبة
والكائنات البعيدة
… قال لي:
أيها الجاهل الجاحد الحق إن التعصب أفعى
وأنك مهما ارتقى بك جدك لست سوى حفنة من تراب).
والملاحظ في المقطوعة هذه من قصيدة ابتهالات أنه كان يكلم الإله بمشهد تسلله إلى كتاب “منطق الطير” يصوّر نفسه وكأنه يتسلل إلى حلقة علم الشيخ الفريد مع الأخذ في الاعتبار أنه يرمز بالمساء شديد الظلام إلى ظرف ما، وفي خضم تصويره المشهد ينتقل من وضعية السارد القصصي إلى وضعية السالك المتجلي فيستحضر أسلوب “النفري” في الدراما الشعرية والعبارة المكثفة مع إنه في باحة فريد الدين العطار.. مما يؤكد الزخم الصوفي والعرفاني في وعي الشاعر المقالح:
( …قال لي:
أيها الجاهل الجاحد الحق إن التعصب أفعى…)
في ديوان أبجدية الروح نص عنوانه “خمس قصائد للصداقة”… هذا النص مع روعته وكثافته إلا أنه لم يرض شغف الشاعر.. فظل يكبر داخله حتى صار نواة لديوان صدر لاحقا تحت عنوان “كتاب الأصدقاء”.. عام 2002م.
أبجدية الروح والذي صدر في عام 1998م انبثق عنه ديوان “كتاب صنعاء” والذي صدر سنة 1999م.. ما هي العلاقة بينهما حتى قلنا أن أحدهما انبثق عن الأول.. هذا ما سنتعرف عليه عندما نتعرض لكتاب صنعاء.
قبل أن ندخل إلى ديوان كتاب صنعاء والذي صدر بعد عام من صدور أبجدية الروح سنحاول أن نودع إطلالتنا على أبجدية الروح بمقطوعة من قصيدة (مفاتيح إلى ثكناث الروح)، من خلالها سنلمس العلاقة بين هذه المفاتيح وبين الأبواب التي تنتظرها في كتاب صنعاء.
(مولاي
لففت بلادي
أحزاني في القلب
وجئت إليك
دمي يتحسس وجهك في الأشياء
وفي زمن الأشياء يبايع سوسنة
ويسير على أجنحة الماء
أتقبلني درويشا يجلس فوق رخام الكلمات
غدا تتوضأ روحي
تمسح أوجاع كهولتها بمناديل التوبة
بعد غد تخرج من تابوت الجسد الآثم
تصعد في أكفان قميص صوفي).
إذا كانت مهمة النقد الثقافي هي كشف أغوار المؤلف في ظل موته وإثباتها كمضمر مريب، فإن من المتوقع أن تكون وستكون الأيديولوجيا معيارا مستقبليا لتأويل النصوص اعتمادا على النظرة المنمطة.. لأن النسق على اعتباره طارئا على النص لا يكون قطعي الدلالة بل ظنيا.. وإذا فقد تكون التوهمات سببا في وقوع المؤول في شرك التدليس باتخاذه موضع الماكر والواشي النمام.. سيحضر أيضا كطرف محلل ثالث فرويد الأيديولوجي.. وستكون الكتابة عنه أيضا وفقا لتلك المقدمات، سيصبح لدينا نسقان أحدهما في نص المؤلف وآخر في نص الناقد.
وتحت مبرر خشية تأثيراتها السلبية مستقبلا على التفكير الجمعي ومن ثم سلوكيات المجتمع.. فإن هذه الغاية ستؤدي بالضرورة إلى استغلال النظرية سياسيا في القمع الفكري وتحت حيثيات عدة منها مناهضة الأنظمة القامعة وبتسويغات دينية غالبا أهمها التكفير.
إذا قلنا أن قصيدة النثر آخر مراحل تطور القصيدة.. قلنا إنها تكون كذلك في حالة عبر الشاعر إليها من قصيدة التفعيلة.. وبالتالي لا بد أن تكون قصيدة العمود سلَّما لعبور قصيدة التفعيلة.. وإلا عدينا القفز إلى قصيدة النثر مباشرة ضربا من الادعاء.. نحاول أن نتفهم أنه لا بد أن يمر الشاعر بمراحل صياغة الشعر منذ أبجدية الصياغة الأولى للشعر إلى أن يعي كل مفاهيم الشعرية ويمارسها في تجربته الآتية.
إن شعورك باللذة وأنت تكتب هو الدليل على أن ما تكتبه إلهام… ويبقى أن لا نجعل ردة فعل القارئ أو رأيه معيارا لاعتباره إبداعا… وأنك طالما وقد شعرت بنشوة الكتابة فإن ما جئت به سيكون بلا شك هو ما ينبغي أن يكون إبداعا.. ستعرف أنك مررت بتلك النشوة واللذة أثناء كتابتك.. سيمكنك أن تلمس ذلك في النص الذي كتبته.
لاحظ هنا:
(كانت امرأة هبطت في ثياب الندى ثم صارت مدينة)..
هكذا يفتتح عبدالعزيز المقالح ديوانه “كتاب صنعاء” والذي يمثل أبهى ما أنتجه من الضوء وبهذه الومضة الشعرية يكشف الشاعر الكبير عن عنوان بديع وعبارة كثيفة… إن أنثى كمثل صنعاء لا يجب إلا أن تكون حورية.. في الأصل هبطت في فستان من ماء الندى، هذا الندى الماء هو أنقى وأصفى ما يمكن تصور حدوثه عن تحولات الماء.. وبالتالي فإن امرأة ترتدي ثوبا بهذا النقاء والرقة واللطف لا يمكن إلا أن تكون مخلوقا من شيء هو أصفى وأرق وألطف وأعبق من كل ذلك الذي ترتديه.. ثم وهي إذ جاءت كذلك وفي كل ذلك وعن كل ذلك لا بد أن يتبجس عنها كائن خرافي بل أسطوري الجمال وهي مدينة صنعاء… بمثل هذا الانثيال رأينا مدى اللذة وإلى أي عمق لامس شغاف قلوبنا.. لأن علاقة مع صنعاء بهذه الإيغالات من العشق والشوق والعطر والندى والجمال هي عين اللذة ولب النشوة مما نعنيه.. ومن أننا لمسناه في ثنايا الحروف من النص بمجرد أن توقفنا قليلاً عند مفتتح النص/ الكتاب/ الديوان.. فما بالنا لو توغلنا أو سحنا في أروقة وبهاءات صنعاء الأنثى/ المدينة/ الحورية.
في ديوان “كتاب القرية” كان عبدالعزيز المقالح رساما شاعرا وفي ديوان “كتاب صنعاء” كان شاعرا رساما، لذلك جاءت عناوين كتاب القرية هكذا: اللوحة الأولى.. اللوحة الثانية.. اللوحة الثالثة… إلى اللوحة السابعة والسبعين، ولكنها في كتاب صنعاء جاءت هكذا: القصيدة الأولى… القصيدة الثانية.. إلى القصيدة الخامسة والخمسين… لأنه في ديوان القرية كتب من وحي الذاكرة الطفولية.. فالحضور الكهولي، وفي ديوان صنعاء كتب من وحي الشاعر العاشق الكهل.. فالحضور الطفولي، فالخيال هناك في الريف مسافر في الماضي وفي المدينة مسافر في المستقبل، وفي الحقيقة إن عنونة النصوص بهذه الكيفية الترقيمية تعني أن الديوان كله نص واحد وحين ننهي قراءة كل العناوين لكل الدواوين ابتداء هي كلها نص واحد ممتد منذ القصيدة الأولى في الديوان الأول إلى القصيدة الأخيرة في الديوان الأخير.. مشروع متكامل..
يقول في مطلع القصيدة الأولى/ النص الأول:
(هي عاصمة الروح أبوابها سبعة والفراديس أبوابها سبعة) .. يربط بين صنعاء ذات الأبواب السبعة التي هبطت في ثياب الندى، كما يحكي مفتتح الكتاب وبين الفراديس/ الجنة التي هي بأبواب سبعة.. هذا الربط هو ما نعنيه في فقرة آنفة من أن ديوان أبجدية الروح انبثقت عنه دواوين تالية، منها “كتاب صنعاء” انبثاق العرى من النجم. ديوان أبجدية الروح .. نقطة تحول كبرى في شعر المقالح.. وانفجار شعري نجم عنه ضوء كبير على مساحات شاسعة من الإبداع العربي المعاصر، كتاب القرية وكتاب صنعاء وكتاب الأصدقاء وكتاب المدن.. من تجليات ذلك النجم.
النص المكون من نصين التفعيلي يليه النثري الذي تتكون منه كل قصيدة من قصائد الديوان الخمس والخمسين في كتاب صنعاء وغيره كديوان كتاب القرية يمكن وصفه بالنص المظفور.. مظفور بهذه الكيفية الشعرية تفعيلة فنثر ومتواشج بشعرية عناوينه وعتباته وخلفيات لوحاته الشعرية وظل معزوفاته الشجية… النغم والشجن… ومتضافر بوحدته الموضوعية وموضوعاته الموحدة.. تعالق وتعانق التاريخ والمسند والسفح والفلاح والجبل والمدينة والجبل والوادي والروحاني الهامس والفرائحي الراقص.. العمود والتفعيلة والهامش والعنوان والكتاب والدواوين.. كل ذلك يسوغ لنا وصفه بالنص المظفور.
وفي حين تأتي البنى النثرية في مثنى النص ذات شعرية عالية وانسيابية وعذوبة عجيبة في القصيدة الثانية من كتاب صنعاء يحضر النسق التحقيقي أو صوت المحقق متصدرا النص التفعيلي ومضمرا في البنى الشعرية التي تريد أن تصحح مسار اسم الجبل المطل على صنعاء “نقم” في السائد الثقافي:
هو “غيمان” كان اسمه هكذا تستريح الغيوم على كتفيه العواصف في سفحه تتكسر وهو الحبيب وحارسها الأزلي، يداعبها حين تصحو، يقبلها حين تغفو، يصير مخدتها إذ تنام، ولكنهم ظلموه فقالوا له نقم وهو غيمان، هل يسترد هويته واسمه ويرى الناس ظل ابتسامته حين تومئ إليه أصابعهم؟ ذاك غيمان يضرب عمق الفضاء بهامته والقصائد تحرس أحلام طفلته الرائعة.
التكامل والانسجام بين رأس القصيدة التفعيلي وسفحها النثري يجيزنا لأن نصف بأننا إزاء صدر وعجز للقصيدة، مما يحيلنا إلى تأملها كبيت شعري كبير في إطار قصيدة شعرية كبيرة هي الديوان، ولنقرأ القصيدة الثانية عشرة والتي تحكي في قالبها الموزون عن مجذوب صنعاء الذي يمشي على قلبه ويسافر فوق بساط من الشطحات الجميلة لا أصدقاء له غير توت البيوت…. ثم في قالب منثور تحكي بشعرية عالية وتصوير بديع القدرة على تحويل المعنى من حالته المادية إلى التجريد: سألته عجوز في الحارة لماذا تتحدث إلى الأحجار “إنها لا تسمع”؟ ابتسم ونظر نحو الجدار في حزن وقال: “الحجر غيمة مجمدة”.. سحابة لا تتحرك، أغنية محملة بحنين القرون.