سنوات عجاف عاشها اليمن تحت طائلة العدوان الغاشم العسكري والاقتصادي على شعبنا اليمني طيلة ثمان سنوات وحصار مطبق براً وجواً وبحراً وقد قابل شعبنا تلك المعاناة بصبر وثقة بالله وبصمود منقطع النظير في العالم ولم يرفع راية الاستسلام، بل واجه العدوان والمؤامرات والعمالة وأعاد ترتيب أوضاعه وقاتل وحقق انتصارات ساحقة في الميادين العسكرية والجبهات المختلفة على دول تحالف العدوان ومرتزقته، هذا في الجانب العسكري.
أما في الجانب الاقتصادي:- ها هو اليوم يتحقق الانتصار في الجبهة الاقتصادية وينحصر نوعا ما الحصار المفروض من قبل دول تحالف العدوان على ميناء الحديدة وتبدأ إعادة واستعادة نشاط ميناء الحديدة مرة أخرى كما تحدثنا في المقالات السابقة بهذا الخصوص ونعتمد على مصادرنا المؤكدة من الجانب الحكومي أولا بأول.
وبالإشارة إلى البشارة التي صرح بها الأستاذ اللواء/ محمد عياش قحيم – محافظة الحديدة كجانب رسمي بعودة النشاط التجاري لميناء الحديدة بشكل كامل وأصبح العمل داخل الميناء يمضي على قدم وساق لاستقبال السفن التجارية المحملة بالبضائع المختلفة للكثير من التجار ممن أصبح ميناء الحديدة هو ميناء الوصول لبضائعهم بدلا عن ميناء عدن المحتلة.
وهذا يشير إلى أن اليمن انتصرت بفضل الله وتعد هذه مؤشرات على أن اليمن قادم إلى مستقبل زاهر ومشرق بفضل الله والقيادة الحكيمة وما نلاحظه اليوم من تخبط للمرتزقة الموالين للاحتلال في المحافظات الجنوبية ليس إلا دليلاً على حقارة مشروعهم الانغماسي تحت قيادة الاحتلال الإماراتي والسعودي أحذية دول الغرب.
لم يكونوا عند مستوى الدفاع عن الوطن ومقدراته، بل ذهبوا إلى الارتزال والعمالة والخيانة وضحوا بشعب الجنوب بأكمله مقابل المال المدنس، وكان القرار برفع الدولار الجمركي إلى 750 دولاراً يعتبر القشة التي قصمت ظهر الحركة التجارية في ميناء عدن ونتج عنه ما يتجرعه شعب الجنوب من مجاعة وقهر جراء الارتفاع الكبير في السلع التجارية والمواد الغذائية التي يرتكز عليها المواطن.
وحذرنا من كارثية ذلك القرار الخبيث حبا وحرصا على إخواننا في عدن والمحافظات الواقعة تحت الاحتلال ولكن لا فائدة ولا حياة لمن تنادي.
اليوم محافظة الحديدة بكامل قياداتها في السلطة المحلية من محافظ ومدراء عموم الأجهزة الأمنية ومدراء مؤسسة موانئ البحر الأحمر ومدراء مكاتب الجمارك وجميع الطواقم الجمركية، الجميع يعملون ليل نهار لتلبية كافة الخدمات التي تسهل عملية استقبال السفن التجارية والتفريغ والجمركة، وصولا إلى الشحن للبضائع إلى المخازن أو نقلها إلى المحافظات لمخازن التجار المستوردين. فلله الحمد والمنَّة أن افرح شعبنا اليمني الكريم والصامد بهذه الخطوات المبشرة بخير وعودة الرخاء للمواطن وتحسن مستوى المعيشة بشكل كلي بإذن الله .
وتعافي اليمن قاطبة وتعافي مدينة الحديدة خاصة ونستدل من تلك المؤشرات الاقتصادية على تعافي الاستيراد والتصدير مستقبلاً وسيعود ذلك بالخير على اليمن ..
وقد أثلجت صدور اليمنيين سروراً تلك البشائر التي تأتي من مدينة الحديدة تباعاً على شكل تصريحات من قيادة المحافظة ولا يسعنا ذكر السفن التي رست في ميناء الحديدة والصليف سواء كانت مواد إنشائية أو غذائية أو نفطية ولا يسعنا ذكر الإحصائيات إلا القليل بسبب الظروف الأمنية والسياسية لآن العدو ومرتزقته مازالوا متربصين لتلك الاخبار بكثير من الغيظ والحقد، ولا يخلو الأمر من محاولتهم القيام بأي أعمال عدائية، وفي الوقت نفسه سيجدون الرد المزلزل لهم ولن يسمح لهم رجال الجيش ورجال الأمن ونحن في جاهزية كاملة لقطع الأيادي العميلة من المساس بأي منجز يحققه شعبنا وقيادته للدفاع عما تحقق من نصر ونجاحات تصب لصالح الوطن والمواطن وبقوة الله.
مستشار رئاسة مصلحة الجمارك