كان الغرب وفي المقدمة أمريكا يخططون لغزو منطقة الشرق الأوسط منذ سبعينات القرن الماضي.
وكانت أمريكا تدرب ( قوات مارينز) في صحراء نيفادا الأمريكية لاقتحام منابع النفط في الخليج والسعودية بعد حرب ١٩٧٣م حينما منعت دول البترول العربية تصدير النفط الى الدول الغربية التي ساندت إسرائيل في العدوان على العرب، اليوم الغرب وأمريكا محتاجون لحروب تمزيقية بينية في البلاد العربية، لقيام ما يسمونه، شرق أوسط جديد. كما صرحت بذلك وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق كونداليزا رايس بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان في ٢٠٠٦م على أيدي رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، لذلك حشد الغرب قواته وقوات أدواته الإقليمية لغزو العراق؛ تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل، وتواجد تنظيم القاعدة، ثم قالوا إنهم يريدون بناء دولة ديمقراطية للعراقيين على انقاض دولة البعث الصدامية، نهبوا ثروات العراق ودمروا دولته، ولم يبنوا شيئا، وتكرر الأمر في غزو سوريا وليبيا واليمن تحت نفس الذرائع، وزادوا في اليمن ذريعة جديدة؛ هي إعادة ما سموها «الشرعية» إلى صنعاء، وفي اليمن صدقهم المرتزقة والمغفلون بما سموها استعادة الدولة، المرتزقة وتجار الحرب وأمريكا والغرب والسعودي؛ يعلمون أنه لم تكن هناك في اليمن دولة، بل عصابة صنعها الخارج، وتمارس عليها السفارات؛ الأمريكية والسعودية والغربية الوصاية الكاملة، وتملي عليها ما تريد من أوامر واتفاقيات.
شهد كل العالم كيف كذب كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق من أعلى منبر عالمي ( مجلس الأمن ) بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل، وفي النهاية ثبت وبشهادة إعلاميين أمريكيين وغربيين أن أسلحة الدمار الشامل كذبة أمريكية، وأن الغزو للعراق وسوريا واليمن وليبيا كان من أجل سواد عيون الصهاينة في فلسطين، ونهب ثروات العرب، لا سيما النفط والغاز، وتمزيق العرب وإعادة رسم الخرائط لصالح إسرائيل والغرب.
الذين شهدوا – زورا – من أنظمة الأعراب بأن في العراق أسلحة دمار شامل عادوا للمشاركة في العدوان على سوريا وليبيا والانضمام للتحالف العدواني على اليمن.
عبر التاريخ المستعمر- أي مستعمر يبحث عن ذريعة لاحتلال أراضي الآخر. هكذا حدث مع الاستعمار الفرنسي للجزائر- ومع الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن، وفي أكثر من بلاد.
في العام ٢٠١٣م كان اليمنيون على اعتاب زمن جديد بعد اتفاق السلم والشراكة. وهذا بشهادة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر الذي قال إن اليمنيين كانوا على مقربة من توقيع الاتفاق، لو لا أن التحالف أفشل ذلك بعدوانه على اليمن.
وعلى مر تاريخ وجود عصابة بني سعود الإرهابية؛ تعمل تلك العصابة على إفشال أي تجربة لليمنيين بواسطة عملائها في الداخل، وبالمال الذي تنفقه على المتآمرين.
هناك قوى في الداخل كانت على اتفاق مع السعودي، ورفضت التوقيع على اتفاق السلم والشراكة، وتلك القوى هي التي تعاونت مع العدوان واستثمرت العدوان، وتاجرت بدماء اليمنيين، وراكمت ثروات هائلة في الخارج؛ عمارات، وشركات، واستثمارات وأرصدة بالدولار في كثير من دول العالم.
سقطت ذرائع تحالف العدوان على اليمن، وتحول عدوانهم إلى احتلال سافر لمنابع النفط والموانئ والجزر والسواحل، واليوم تتواجد قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني والفرنسي والسعودي والإماراتي في كثير من أراضي اليمن، لاسيما في المحافظات الجنوبية.
المرتزقة الآن تأكلهم الحسرة، لأنهم تأملوا الاستقواء بالعدوان بعودتهم إلى صنعاء، فذهبت أحلامهم أدراج الرياح.