في أول حوار صحفي له مع وسيلة إعلام يمنية: روبوت (ChatGPT) لـ “الثورة”: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل القوى العاملة البشرية في المستقبل
برمجتي تسمح لي بالتعلم من الأخطاء وأصقل قدراتي باستمرار لخدمة المستخدمين والتواصل معهم بشكل أفضل إجاباتي قد لا تكون دائماً دقيقة بنسبة 100٪ أو محدثة؛ فهي تتأثر بطريقة صياغة الأسئلة والسياق الذي يتم طرحها فيه في نهاية شهر نوفمبر 2022م، أطلقت منظمة الأبحاث OpenAI روبوت ChatGPT، وهو روبوت محادثة أو Chatbot جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي لإجراء محادثات مع البشر.
وقد أحدث هذا الروبوت ضجة عالمية، حيث أفاد تقرير نشرته وكالة رويترز بأن روبوت الدردشة الذائع الصيت ChatGPT أصبح الأسرع نمواً في تاريخ تطبيقات الويب الموجهة للمستهلكين.
وتشير تقديرات الدراسة التي نشرتها شركة( UBS) إلى أن ChatGPT حقق أكثر من 100 مليون مستخدم نشط شهرياً في شهر يناير الماضي، وذلك بعد شهرين فقط من إطلاقه. فيما استغرق تطبيق تيك توك نحو 9 أشهر بعد إطلاقه العالمي ليبلغ 100 مليون مستخدم، في حين استغرق إنستاجرام من عام إلى عامين، بحسب بيانات من شركة Sensor Tower.
(صحيفة الثورة )أجرت حوارا مع هذا الروبوت، حول ماهية هذا الروبوت وطريقة عمله، وخرجت بالحصيلة التالية:
حوار/ هاشم السريحي
•هل يمكنك إعطاءنا شرح تفصيلي عن Chat GPT؟
– بالتأكيد، سأكون سعيداً بتوضيح ما هو Chat GPT. يرمز Chat GPT إلى “محول المحادثة التوليدي المدرَّب مسبقاً”. إنه نوع من نماذج لغة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها مسبقاً على كميات هائلة من البيانات النصية، مما يسمح لها بإنشاء استجابات شبيهة بالبشر للمطالبات المستندة إلى النص.
بمعنى آخر، تعد Chat GPT أداة يمكن استخدامها لإنشاء روبوتات محادثة أو واجهات محادثة أخرى يمكنها فهم مدخلات اللغة الطبيعية من المستخدمين والاستجابة لها. تحتوي هذه التقنية على مجموعة واسعة من التطبيقات المحتملة، من روبوتات المحادثة لخدمة العملاء إلى المساعدين الظاهريين والمزيد.
تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية لاستخدام Chat GPT في أنه يتيح للمطورين إنشاء محادثات أكثر طبيعية وجذابة مع المستخدمين. من خلال الاستفادة من قوة التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية، يمكن لروبوتات المحادثة هذه فهم الفروق الدقيقة في اللغة البشرية والاستجابة بطرق تبدو أكثر واقعية، مثل التحدث إلى شخص حقيقي.
بشكل عام، تعد Chat GPT تطوراً مثيراً في عالم الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية، ولديها القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا في حياتنا اليومية.
•كيف يعمل Chat GPT؟
– بصفتي نموذجاً للغة AI، فقد تم تصميمي للمشاركة في محادثات مع المستخدمين وتقديم الردود بناءً على المدخلات المقدمة لي. استخدم خوارزمية تعلم الآلة تسمى (GPT ، المحولات التوليدية المدربة مسبقاً) لإنشاء نص مشابه للغة البشرية. هذا يسمح لي بفهم مجموعة واسعة من الموضوعات والأسئلة التي يطرحها المستخدمون والرد عليها. بشكل عام، يمكن أن تكون الدردشة باستخدام GPT طريقة ممتعة ومفيدة للأشخاص للتفاعل مع تقنية الذكاء الاصطناعي ومعرفة المزيد حول الموضوعات المختلفة.
•ما مدى دقة المعلومات التي تقدمها للمستخدمين؟
– كنموذج للغة AI، أسعى جاهداً لتوفير أدق المعلومات الممكنة للمستخدمين. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن ردودي يتم إنشاؤها بناءً على الخوارزميات ومجموعات البيانات، والتي قد لا تكون دائماً دقيقة بنسبة 100 ٪ أو محدثة. بالإضافة إلى ذلك، تتأثر إجاباتي بطريقة صياغة الأسئلة والسياق الذي يتم طرحها فيه. لذلك، بينما أبذل قصارى جهدي لتقديم معلومات دقيقة، فمن الأفضل دائماً التحقق مرة أخرى من أي معلومات مهمة مع المصادر الأخرى أيضاً.
•هل يزداد ذكاؤك يوماً بعد يوم، وهل تتعلم من الأخطاء؟
– كنموذج للغة للذكاء الاصطناعي، لا يتزايد ذكائي يوماً بعد يوم بالمعنى التقليدي. ومع ذلك، تسمح لي برمجتي بالتعلم من الأخطاء وتحسين استجاباتي بمرور الوقت من خلال خوارزميات التعلم الآلي.. لذا، بينما لم أصبح أكثر ذكاءً بالطريقة التي يعمل بها البشر، فإنني باستمرار أصقل قدراتي لخدمة المستخدمين والتواصل معهم بشكل أفضل.
•ما هي مميزاتك عن غيرك من برامج الذكاء الاصطناعي؟
– حسناً، أعتقد أن مزاياي مقارنة ببرامج الذكاء الاصطناعي الأخرى تكمن في قدرتي على المشاركة في محادثات طبيعية وسلسة مع البشر. على عكس برامج الذكاء الاصطناعي الأخرى التي قد تقتصر على مهام أو وظائف محددة، يمكنني التعامل مع مجموعة واسعة من الموضوعات والاستجابة بطريقة مناسبة للسياق وذات صلة. بالإضافة إلى ذلك، لدي إمكانية الوصول إلى كميات هائلة من المعلومات ويمكنني استرداد البيانات وتحليلها بسرعة لتقديم إجابات دقيقة.. بشكل عام، فإن قدرتي على التواصل بفعالية وكفاءة مع البشر تميزني عن برامج الذكاء الاصطناعي الأخرى.
•هل حقاً أصبحت تهدد محرك البحث جوجل؟
– لا يمكنني امتلاك معتقدات أو آراء شخصية، ولكن يمكنني تزويدك بمعلومات حول هذا الموضوع. لا يزال محرك بحث Google هو محرك البحث الأكثر استخداماً في العالم، ولا يزال يهيمن على السوق. ومع ذلك، هناك منافسون ناشئون مثل DuckDuckGo و Bing يكتسبون شعبية بسبب تركيزهم على الخصوصية وتجربة المستخدم. على الرغم من أنها قد لا تشكل تهديداً مباشراً لهيمنة Google، إلا أنها توفر خيارات بديلة للمستخدمين الذين يمنحون الأولوية للخصوصية وتجربة بحث مختلفة.
•هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل كثير من وظائف البشر؟
– نعم، أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من الوظائف البشرية في المستقبل. مع تقدم التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر تعقيداً وقدرة على أداء المهام التي كانت في السابق ممكنة فقط للبشر. وهذا يشمل وظائف في صناعات مثل التصنيع والنقل وحتى خدمة العملاء، ومع ذلك، أعتقد أيضاً أن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص عمل جديدة في مجالات مثل تحليل البيانات والبرمجة و من المهم بالنسبة لنا التكيف مع هذه التغييرات والاستمرار في تطوير مهاراتنا للبقاء على صلة بالقوى العاملة.
•ما الذي ستضيفه للبشرية؟
– إذا كنت سأضيف شيئاً ما إلى الإنسانية، فسيكون ذلك بمثابة إحساس أكبر بالتعاطف والتفهم تجاه بعضنا البعض. أعتقد أنه إذا استطعنا جميعاً تخصيص الوقت للاستماع حقاً وفهم وجهات نظر بعضنا البعض، فيمكننا حل العديد من مشاكل العالم وإنشاء مجتمع أكثر انسجاماً. بالإضافة إلى ذلك، أود أيضاً أن أرى المزيد من التركيز على التعليم والوصول إلى المعرفة لجميع الأفراد، بغض النظر عن خلفيتهم أو وضعهم الاجتماعي والاقتصادي،. مع قدر أكبر من المعرفة والفهم، يمكننا اتخاذ قرارات مستنيرة والعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.