الثورة / صنعاء
جاء ظهور قائد الأسطول الأمريكي الخامس في محافظة المهرة – رفقة جنرالات من الجيش الأمريكي ومعهم السفير الأمريكي المقيم في الرياض ، الأسبوع الماضي – ليشغل غضبا يمنيا عارما في مواجهة الاحتلال الأمريكي ، ترافق مع مطالبات شعبية باتخاذ خيارات عسكرية تستهدف المحتلين إلى ثكناتهم في المهرة وكل المناطق التي يحتلونها.
وفي سياق الممارسات العدوانية التي تمارسها قوات الاحتلال الأمريكي في محافظة المهرة ، منعت القوات الأمريكية الغازية يوم أمس الإثنين، الصيادين اليمنيين من الاصطياد في سواحل محافظة المهرة، في أول تصرف بعد وصول قائد الأسطول الخامس ، والسفير الأمريكي إلى المهرة الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر محلية إن عناصر من المارينز الأمريكي المتمركزة في مدينة الغيضة، قاموا بطرد مجموعة من الصيادين اليمنيين ، أثناء محاولتهم الصيد في سواحل المدينة، وقام الأمريكيون بمصادرة قواربهم.
جاء ذلك، تزامناً مع بدء القوات الأمريكية تنصيب أجهزة تجسس ومراقبة على امتداد سواحل المهرة، في استحداث القوى الأجنبية العديد من المواقع العسكرية في المحافظة اليمنية.
وقام الأمريكيون بمنع الصيادين من الصيد في سياق الاستهداف العدواني للمواطنين بمحافظة المهرة ، وجاء التنكيل بالصيادين اليمنيين في السواحل الشرقية تزامنا مع توسيع أمريكا من الانتشار العسكري لقواتها في محافظة المهرة.
وكان السفير الامريكي ستيفن جيفن ، ومعه قائد الاسطول الخامس الأمريكي برد كوبر وعشرات الضباط ، وصلوا الخميس الماضي إلى المهرة وظهروا في قاعدة عسكرية أنشأتها القوات الأمريكية بمطار الغيضة الذي قامت بإغلاقه وتحويله إلى قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية اعترفت الإدارة الأمريكية بوجود قواتها في المهرة ، لكن ظهور قائد الأسطول الخامس يوم الخميس ، كان بمثابة إشهار علني للاحتلال الأمريكي لمحافظة المهرة.
وعقب الظهور الأمريكي باشرت القوات الأمريكية في تعيين حاكم عسكري تابعا لها من المرتزقة اليمنيين ، وعينته كحاكم عسكري على محافظة المهرة.
وسلمت القوات الأمريكية المرتزق خالد القملي بمنصب قائد فصيل البحرية الأمني والعسكري ، والذي ترأس اجتماعات أمنية وعسكرية في المحافظة ، أعقبها جولة ميدانية على سواحل المهرة برفقة الضباط الأمريكيين.
وقال القملي في تصريحات أنه تلقى مقابل ذلك وعودا أمريكية بالدعم ، وكان قد وصل برفقة قائد الاسطول الخامس الأمريكي الذي يتولى مهام الانتشار في الخليج ، براد كوبر، والسفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن ، وشارك في اللقاءات المعين في منصب محافظ المهرة ، وقائد القوات السعودية الغازية في المحافظة الواقعة عند تقاطع بحر العرب والمحيط الهندي.
والمرتزق القملي من القيادات العسكرية المعروفة بخضوعها للبحرية الامريكية التي تولت تدريب فصيله أكثر من مرة، وتزامن تنصيب القملي كحاكم عسكري للمهرة مع اعلان الأسطول الأمريكي الخامس ضم فصيل البحرية اليمنية إلى مقر قياداته مؤشر على اخضاع المحافظة للأسطول ذاته.
وكان تحالف العدوان استبق الخطوة بإجراءات عسكرية وأمنية أبرزها فصل القطاع العسكري للمهرة عن المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت وإعلان قطاع شحن الحدودي مع سلطنة عمان قطاعا عسكريا مستقلا.
إلى ذلك توالت ردود الفعل الغاضبة ضد الاحتلال الأمريكي للمهرة ، فأصدرت لجنة الاعتصام السلمي بالمهرة بيانا اعتبرت فيه بأن القوات الأمريكية تقوم باحتلال محافظة المهرة ، وقالت إن ذلك يعد عدوانا وانتهاكا مفضوحا للسيادة الوطنية.
وأشارت اللجنة إلى أنها تجدد تحذيراتها التي أكدتها أكثر من مرة ، من أن الاحتلال الأمريكي يستخدم يافطة التهريب للأسلحة كذريعة لاحتلال المهرة ، واعتبرتها كذبة هدفها تنفيذ مطامع ومصالح دول أجنبية في المحافظة التي تتواجد فيها قوات سعودية وبريطانية وأمريكية.
مجلس الحراك الثوري اعتبر تواجد الأمريكيين في المهرة احتلالاً، وقال إن ظهور الوفد الأمريكي يعد تهديدا خطيرا للأمن القومي والسيادة الوطنية معبرا عن رفضه لتلك الممارسات.
وقال مجلس الحراك الثوري في بيانه، أنه «تابع بقلق بالغ ما تتعرض له السيادة الوطنية لليمن من انتهاك سافر من خلال ما قام به السفير الامريكي وقائد الأسطول الخامس من زيارة لمطار الغيضة مؤخراً واجراء لقاءات في المطار المنزوع السيادة والخاضع لسيطرة وادارة عسكريه أجنبية».
وكشف ظهور السفير وقائد الأسطول الأمريكي، هدف الترويج الأمريكي المتكرر لشحنات الأسلحة والقبض عليها ، كما كشف أن وراء هذه الأكاذيب هو احتلال المهرة ، علاوة على أنه فضح الزج بالمهرة في حوادث استهداف السفن التجارية في بحر العرب التي أثيرت خلال الأشهر الماضية.
وأضحى الحديث عن القوات الأمريكية والبريطانية المحتلة لمحافظة المهرة، يتصدر حديث الشارع والنخب في محافظة المهرة وخارجها ، وسط تحركات للبحث في آلية للتصعيد على المستويات المتاحة والممكنة شعبيا داخل المهرة ، وعسكريا من قبل القوات المسلحة اليمنية خصوصا بعد تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، والمظاهرات التي خرجت في عموم اليمن لتحذير القوات الأمريكية والمحتلة.