إعداد وتوثيق/محمد العمري
قبل ظهور الستارة الصنعانية ، كانت هناك ما تسمى بـ”المصون”، وهي عبارة عن قطعة قماشية قطنية مربعة الشكل ذات لون ابيض بزخارف وأشكال هندسية ملونة باللون الأحمر والأسود في الوسط والحواف، لكن “المصون” بتلك المواصفات تغيرت بمرور الزمن، واقتصرت تلك المواصفات على الستارة الرداعية الحالية.
فيما حلت بدلاً عنها الستارة الهندية المصنوعة خصيصاً لليمن والتي أضيفت لها ألوان نباتية الأخضر والأصفر والأزرق إلى الألوان القديمة، وتم إنتاج أول ستارة بالمواصفات الهندية في مصنع الغزل والنسيج بصنعاء قبل جلبه من الهند.
ولا يوجد توثيق حقيقي لبداية استخدام الستارة الصنعانية، إلا أن هناك بعض القصص عن البداية ،أبرزها أن أحد الأئمة عندما دخل صنعاء أمر النساء بلف أجسادهن بقطعة قماش عند الخروج من المنزل، حيث عكست الستارة الصنعانية زي المرأة الصنعانية على نحو الخصوص لتميزها عن بقية مناطق اليمن.
الشرشف هو الحجاب الذي كانت ترتديه النساء في شمال اليمن وقد قدم مع التواجد العثماني في اليمن رداء الشرشف بالتركية العثمانية: چارشف )يتكون من ٣ قطع)، العلاو يتكون من الجناح وهو القطعة التي تُرتدى على الرأس وسميت بالجناح، لأن قصتها تشبه الجناح خاصة عندما تهب الرياح تبدو كجناحين والخنة أو المغموق هي قطعة شفافة مستطيلة الشكل من قماش الشيفون أو الجورجيت يغطى بها الوجه فوق اللثمة وهي من قماش الحرير الملس كما كانت تسمى .
والسفال عبارة عن أزار مزموم الكسرات يشبه التنورة أو الجونلة وتتفنن المرأة في اختيار القماش والكسرات حسب الموضة المتداولة في ذلك الوقت حينما كان الشرشف هو السائد ،أما اليوم فقد حلت محلة العباية الخليجية.
لكن مازالت بعض النسوة فيما ندر يرتدين الشرشف وهو شبه منقرض وحسب احدى الدراسات شاع ارتداؤه في نهاية القرن التاسع عشر، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876 – 1908م)، كشكل من أشكال رفض التأثيرات الغربية، ومنذ ذلك الحين، استمر استخدامه بشكل منتشر في الأجزاء البعيدة من الإمبراطورية العثمانية السابقة مثل اليمن، حيث لا يزال منتشرًا حتى اليوم.
ووفقاً لبحث اجري عام2012 م فإنها ترتديه أقل من 2 ٪ من النساء في تركيا و5 ٪ في العراق، ووفقًا لدراسة استقصائية أخرى، فإن نسبة 0.1 ٪ فقط من النساء التركيات ارتدين الشرشف في عام 2012 م.