ونحن نقترب من الذكرى التاسعة للصمود أمام العدوان والحصار:حرائر اليمن.. سر الصمود ورمز العطاء والشريك في صنع الانتصار

 

أيام قليلة ويدخل العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على الشعب اليمني عامه التاسع بينما يواصل اليمنيون بمختلف أطيافهم وشرائحهم الاجتماعية صمودهم الأسطوري، ليصبح العدو أمام هذا الصمود وبعد كل هذه السنوات من عدوانه الهمجي وحصاره الجائر ضعيفا خائرا يتوسل ويستجدي السلام وهو الذي اقترف جرائم مروعة بحق اليمن وشعبه لثمانية أعوام متواصلة.
الاسرة /خاص

المرأة اليمنية مثل أخيها الرجل سجلّت حضوراً بارزاً في مختلف المجالات، وتغلبت على كافة العوائق والتحديات بكل جدارة واقتدار، وسطرت اسمها بحروف من ذهب في سجل صانعي النصر العظيم .
وخلال السنوات الماضية من عمر العدوان، ضربت المرأة اليمنية أروع الأمثلة في الصبر والصمود والعطاء، بتقديم أغلى ما تمتلك من أموال ومجوهرات وحليّ لدعم المرابطين في الجبهات، بما يعزز من الثبات في مواجهة العدوان.
كما رسمت نساء اليمن ملامح الصمود والتماسك باستقبال الشهداء من ذويهن الذين ضحوا بدمائهم وبذّلوا أرواحهم دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
ورغم الجراحات واصلت حرائر اليمن مسيرة الوفاء لله والوطن وكان لهن الدور المشهود في رفد الجبهات بقوافل العطاء، وفي تشكيل فرق عمل في الأحياء والتجمعات السكنية لإعداد وتحضير قوافل الغذاء والكساء وجمع المال للمساهمة في صناعة النصر الذي بات قاب قوسين أو أدنى.
ويؤكد متابعون للشأن اليمني أن المرأة اليمنية لم يقتصر دورها على دعم ومساندة المرابطين في جبهات العزة والشرف، لكنها تحملت المسؤولية بترسّيخ مفهوم وثقافة الجهاد والاستشهاد في نفوس الأجيال وتعزيز الهوية الإيمانية في أوساط المجتمع، مفوتة الفرصة على قوى العدوان النيل من النسيج المجتمعي.
مشيرين إلى أن عظمة المرأة اليمنية تجلَّت خلال الثماني السنوات الماضية في إدارة شؤون الأسرة ورعاية الأطفال، وغرس معاني الصبر والصمود وحب الوطن في نفوسهم، وإحاطتهم بالدعم المعنوي للتغلب على الصدمات النفسية جراء قصف طيران العدوان.. لتكون شريكة رئيسية في صنع النصر وكسر شوكة العدو وإفشال كل مخططاته ومؤامراته القذرة.

نجاحات متعددة
حرائر اليمن نجحن في أداء دورهن الديني والوطني والاجتماعي في هذه المعركة المصيرية وتمكنّ في إيصال الرسالة لقوى العدوان بصمودهن ووقوفهن ومشاركتهن في الفعاليات المناهضة للعدوان، وتنظيم المسيرات والأنشطة المنددة بقوى الاستكبار وما ترتكبه من جرائم بحق اليمنيين من الأطفال والنساء واستهداف مقومات الحياة وتدمير البنية التحتية. كما سجلن حضورا مميزا في تنظيم العمل الطوعي وتقديم خدمات الرعاية لأسر الشهداء والجرحى، وكذلك المشاركة البارزة في نقل صورة مجريات الأحداث وكشف جرائم العدوان ومخططاته من خلالها عملها في المجالات الثقافية والعلمية والإعلامية والتربوية، وتعزيز الوعي المجتمعي بما يرتكبه العدوان من انتهاكات بحق اليمن أرضاً وإنساناً.
ولم يثن المرأة اليمنية استمرار العدوان والحصار وما خلفه من تداعيات كارثية، عن القيام بدورها في المجالات الطبية والإنسانية بالمستشفيات والمراكز الصحية رغم شحة الإمكانات نتيجة استهداف العدوان للقطاع الصحي وتدمير بنيته التحتية.
وعملت حرائر اليمن في ظروف مقعدة وأوضاع غاية في الصعوبة، في مجال التعليم لإيجاد جيل متسلح بالعلم والمعرفة رغم قصف طيران العدوان للمدارس والمنشآت التعليمية بصورة مباشرة، فضلاً عن دورها الحيوي في المجالات الخدمية والإدارية.
وبعزيمة لا تقهر، تغلبت المرأة اليمنية على تحديات العدوان بتسخير الإمكانات وتنمية المهارات بتأسيس مشاريع صغيرة كالخياطة والتطريز، والأشغال الحرفية اليدوية وصناعة العطور والبخور، وعمل المعجنات والحلويات وغيرها من المشاريع التي تكفل لها مردوداً مالياً يساعدها على تحسين مستواها المعيشي ويحميها من العوز في ظل توقف المرتبات.
وبرهنت اليمنية المرأة اليمنية خلال سنوات العدوان الثمان أنها صخرة قوية أمام غطرسة العدوان الأمريكي السعودي ومخططاته التآمرية، مجسدة أنموذجاً بعطائها ونهجها الإيماني، حيث أضحت عنواناً للتحدي والإباء والشريكة في صناعة النصر ومواجهة أعتى عدوان في التاريخ المعاصر.

شريان المقاومة
يؤكد باحثون اجتماعيون أن المرأة اليمنية مثلت خلال معركة التصدي لأعداء اليمن الشريان الرئيسي في تغذية المقاومة، لتثبت بصمودها وثباتها وتعدد أدوارها الجهادية أنها سر الصمود ورمز العطاء والقوة والطهر والنقاء والشرف والعزة..
لقد وقفت المرأة اليمنية شامخة قوية صامدة وتمسكت بموقفها القرآني الثابت على نهج سيدتها وقدوتها السيدة زينب – عليها السلام – في مجابهة العدوان الذي عجز عن ردعها وفشل في نشر الشائعات الزائفة التي تثبط دورها وحاول استهدافها بالفساد الأخلاقي والفكري وحاربها حربا أخلاقية تحت مسمى الحرب الناعمة عندما عجز عن صدها وردعها عن المقاومة والصمود والثبات، ولكن فشل العدو في كل مناوراته ومؤامراته الدنيئة للنيل من نساء اليمن وعزائمهن الصلبة، فكن الصخرة الصماء التي تكسرت عليها جميع المؤامرات والشائعات التي حاكها الأعداء وجندوا كل إمكانياتهم وأنفقوا الأموال الطائلة لتمريرها، غير مدركين أن حرائر اليمن أقوى من تلك الترهات والمشاريع الصغيرة.

قد يعجبك ايضا