المهندس والخبير الزراعي أحمد السروري لـ”الثورة”: منتج “زيو فاروا” مكافح عناكبي محلي الصنع يقضي على الفاروا في النحل
بهدف مقاومة أهم آفة تهدد النحل اليمني الذي يعتبر من أهم الموارد الزراعية بعد البن اليمني، وبمنتج محلي آمن وفعّال بعيداً عن المبيدات الكيميائية التي لا ندري ما هي آثارها المستقبلية، ولدعم فكرة «صنع في اليمن».. ابتكر المهندس اليمني والخبير الزراعي أحمد غيلان السروري مبيد «زيو فاروا».. لمزيد من المعلومات حول هذا المشروع يمكنكم قراءة السطور التالية:
لقاء/
هاشم السريحي
هل يمكنك إعطاء القارئ الكريم نبذة عن مشروعك؟ وكيف توصلت إليه؟
– اسم المشروع زيو فاروا مبيد حشري خاص بعلاج الفاروا في النحل، والفاروا المدمرة هي طفيل صغير يرى بالعين المجردة يغزو خلايا النحل ويقتل ملايين النحل على المستوى العالمي.
ونتيجة لظروف عملي كمهندس تصاميم هندسية وخبير زراعي؛ وبسبب جلوسي واحتكاكي مع بعض النحّالين المحلين وجدت أنهم يشكون من أهم معوق لهم في مجال الاستثمار الزراعي بمجال تربية النحل وإنتاج العسل وهي: آفة الفاروا ومرض النوزيما، ففي تحدي الحالات وجدت نحّال فقد نصف الخلايا بسبب هذه الآفة وأقصد آفة الفاروا وتسمى قراد النحل.
العلاجات أو المكافحات المتوفرة بالسوق المحلية عدد ما يقارب 12 منتج كلها كيميائية مستوردة، ولها سلبيات كبيرة فهي تقضي على آفة الفاروا ولكن لها آثاراً جانبية تتمثل في موت بعض النحل وخاصة الضعيفة، كما أن هناك أثراً متبقياً لهذه المواد الكيميائية في العسل، تخيل أن يكون هناك عسل فيه متبقيات، وهذه المشكلة لم ينتبه لها سوى مختصي حماية المستهلك، فالعسل اليمني يتمتع بأنه غذاء وعلاج وهذا هو مصدر شهرته.
نأتي إلى الابتكار الخاص بي، يجب أن أكون منصفاً هنا وأوضح أن الابتكار هو خلاصة جهد لجمع المعلومات ودراسة كل مكوناته مع كوكبة من خبراء النحل ومهندسين زراعيين لفترة كبيرة، بدأت في عمل التجارب الأولية في محافظه إب وأقدم شكري هنا من خلالكم لمربي النحل الأخ عثمان الدلالي الذي فتح لي مناحله الخاصة وتم عمل التجارب لفترة 5 أشهر مرت على وزن المنتج وتغيير مكوناته وتنقيص وزيادة تراكيز معينة حتى توصلت بعد سنة ونصف إلى مركب طبيعي من خامات محلية وبفاعلية كبيرة تضاهي المنتج الكيميائي المستورد، يقضي على الآفة بنفس اليوم ويبدأ تساقط الفاروا في اليوم الثاني أو الثالث؛ كون المنتج طبيعياً ولكن الفوائد كبيرة من حيث استمرارية تساقط الفاروا بدون متبقيات أو آثار سلبية سواء على النحل أو النحّال أو المستهلك.
ما الذي يمكن أن يقدمه هذا المشروع للمجتمع؟
– الابتكار يُعالج ويُكافح آفة دخلت اليمن وأصبحت معظم خلايا النحل اليمني مصابة بهذه الآفة (الفاروا)، بهذا المنتج المحلي يمكننا منع استيراد المبيدات الكيميائية التي لا ندري ما هي آثارها المستقبلية، كما يمكننا من خلال هذا المنتج المحلي حماية النحل والعسل من الآثار السلبية للمبيدات المستوردة من الخارج.
فمميزات هذا المنتج أنه مبيد آمن، فعالية قوية ضد هذه الآفة التي تصيب النحل، لا يترك آثاراً أو متبقيات في العسل أو الشمع مما يحافظ على جودته، لا يسبب هيجاناً للنحل عند استخدامه، كذلك إمكانية استخدام المنتج قبل وأثناء حصاد العسل.
كيف تقيم مشاركتك في المسابقة الوطنية.. وما الذي تنصح به المشاركين في هذا العام؟
– مشاركتي في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية التي تنظمها الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار كانت بداية الانطلاقة، وقد تزودت بالمعارف وعملت بالملاحظات التي قدمها لنا الخبراء حتى وصلنا بالمنتج لمرحلته النهائية، وهذا المنتج سيلحقه منتجات أخرى بإذن الله.
أنصح كل من لديه فكرة أو ابتكار، يعالج مشكلة موجودة في السوق اليمنية، ويمكن أن تحقق لنا الاكتفاء الذاتي، أن يتقدم بها للمسابقة الوطنية وسيتم توفير الإمكانيات له من قبل الهيئة لتوجيه وتطوير هذه الفكرة لتكن منتجاً على أرض الواقع.
حتى يصبح هذا الابتكار متوفراً في جميع الأسواق الخاصة بالنحل، ماذا تريد؟
– أتمنى دعمي بخط إنتاج بسيط أستطيع من خلاله إنتاج هذا المنتج وغيره بأقل التكاليف، كما أطالب بتعميم وايصال هذا المنتج إلى جميع الأسواق اليمنية من خلال دعمي ببرنامج تسويقي عبر الوسائل الإعلامية بشكل عام والبرامج الزراعية بشكل خاص.
كلمة أخيرة؟
– أدعو إلى تسهيل بيع هذا المنتج بفاتورة الآجل للنحّالين كون إيراداتهم المالية تتوفر في موسم محدد، وكوني في بداية مشروعي لا أستطيع بيع المنتج بالآجل، وهنا يأتي دور بنك التسليف التعاوني والزراعي لتسهيل بيع المنتج للنحّالين؛ كون المشكلة كبيرة وأصبحت تهدد النحل اليمني الذي يعتبر من أهم الموارد الزراعية بعد البن اليمني.
كما أطالب رئاسة الجمهورية والجهات المختصة بتوجيه المنظمات بأن تكافح هذه الآفة بالمنتجات المحلية الآمنة وبإشراف وزارة الزراعة، هذه الخطوات ستعمل لمنتجي استقراراً مالياً أستطيع من خلاله تطوير عملي.