إنسان اليمن دمه مهدور وحريته مصادرة منذ أن ترك أمره للعصابات.
القوانين هنا،حتى وإن وجدت فهي لا تعمل.
تطورنا من العرف القبلي الذي كان فيه شيئ من الحياء إلى عرف العصابات التي تقتلك وتنهب ما معك، أو تعتقلك وتصادر حريتك وتخفيك إلى الأبد؛ يعني قتل بالتقسيط ودون حياء !!
يوم ١٩ فبراير الحالي نفذ صحفيون وناشطون ومواطنون في تعز وقفة احتجاجية أمام ما يسمونها المحافظة؛ وصولا إلى إدارة الأمن احتجاجا على اختطاف ثلاثة ناشطين أحدهم مدير مدرسة عصيور ان ( فهمي قاسم المذحجي ) قيادي في المؤتمر الشعبي، والذي تم اختطافه وهو عائد إلى بيته من العمل. والثاني أمين سلطان حزام. والاثنان معلوم مكانهما. والثالث الناشط طه الجلال الذي هاجم منزله طقمان من العصابات المنفلتة ليلا؛ مروعين أسرته وأهله. وقد تم ذلك دون أي مسوغ قانوني، ومازال مختطفا منذ أكثر من شهر دون أن تعرف أسرته مكان احتجازه، أو مصيره. وتحمل أسرته جماعات الإخوان مسؤولية اختطافه، وما يترتب على ذلك.
الدفاع عن الإنسان والحرية والحقوق هو مهمة كل شرفاء هذا البلد؛ الذين لم يسقطوا في مستنقع الارتزاق والعمالة، ولم يتلوثوا بالمال المدنس.
محافظة تعز تعيش حالة انفلات أمني وغياب للقانون والدولة التي تضبط أوضاع الناس، منذ أن وقعت في قبضة العصابات. هناك عصابات وسلاح منفلت؛ والجريمة والقتل والسرقة والنهب على مدار اليوم.
ولو أن أهالي المختطفين والمخفيين رفعوا أصواتهم لما تجرأت العصابات وسلطة الأمر الواقع على قطع الطرقات، ونهب أموال الناس وفرض الجبايات واختطاف الناشطين. الدفاع عن الحرية والإنسان هو واجب مقدس. دفاعك عن حرية الآخر هو دفاع عن حريتك وحرية الوطن، وتأصيلا لتقاليد ديمقراطية في مدماك البناء والحقوق والممانعة.
هناك مخفيون قسرا بالعشرات، إن لم يكونوا بالمئات تنكر عصابات الأمر الواقع والمليشيات وجودهم منذ سنين.
أيوب شاهر الصالحي وأكرم حميد الزبيدي مخفيان منذ ست سنوات، وذنبهما عند تلك المليشيات التي اختطفتهما أنهما من ثوار فبراير، ومن المدافعين عن المصالح العامة، وفضح النهابين.
العصابات المنفلتة ورثت أسوأ ممارسات نظام عفاش، بل قل كانوا هم أدوات عفاش في الأجهزة الأمنية، وكانت مهمتهم التعذيب والاختطاف والإخفاء؛ وهل نذكرهم بما كان يقوم به اليدومي من تعذيب للمعتقلين، وقتل وإخفاء للناشطين في الجهاز، بل قيل إنه كان يترك المعتقل معلقا، ويذهب لأداء الصلاة !!
الصحفي علي قاسم هادي قيل إنه قتل على يديه تحت التعذيب.
ناشطو تعز وزعوا بيانا على منصات التواصل الاجتماعي أدانوا فيه الاعتقالات والاختطافات والإخفاء خارج القانون وحذروا من مغبة التدخل في الحياة المدنية ومضايقة الناشطين من قبل المليشيات وسلطة الأمر الواقع؛ واعتبروا أن ممارسة الإخفاء يرسل إشارات مقلقة عن محاولات لتأسيس نهج سلطوي قامع للحريات الفردية والسياسية ومخالف لكل القوانين والأعراف والدساتير. وهو عمل يشكرون عليه، ويجب أن يتواصل من كل الفعاليات.
إننا ندعو إلى إطلاق كل المعتقلين في عموم اليمن، والكشف عن المخفيين قسرا، وعدم انتهاك الحريات، وتقييد السلاح المنفلت لأي عصابة، كما ندعو المواطنين إلى رفع أصواتهم وعدم السكوت على الباطل، وأن يصرخوا في وجه كل متسلط، فإنه من خاف من شيء سلطه الله عليه.
الحرية لكل المعقلين والمخفيين قسرا، والديمقراطية للشعب.