تسليمنا المطلق للقيادة في استحقاق مطالب الشعب ولا تفريط بسيادة البلاد واستقلالها
أمين عام مجلس الشورى القاضي علي يحيى عبدالمغني للثورة: تسليمنا المطلق للقيادة في استحقاق مطالب الشعب ولا تفريط بسيادة البلاد واستقلالها
أوضح أمين عام مجلس الشورى القاضي علي يحيى عبد المغني أن المجلس لم يكتف باختصاصاته ومهامه الاستشارية بل عمل جنبا إلى جنب مع كافة الأجهزة الحكومية والسلطات المحلية في مواجهة العدوان في حشد المقاتلين للجبهات والدعم والتحشيد ومعالجة الخلافات والثارات
مؤكدا ثقة المجلس المطلقة بالقيادة القرأنية في تنفيذ مطالب الشعب اليمني من خلال المفاوضات الجارية وعدم التفريط بذرة واحدة من سيادة واستقلال البلاد فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العداء.. تفاصيل عديدة تقرؤونها في سياق الحوار الآتي ..لقاء / أسماء البزاز
بداية هل لكم أن تطلعوا القارئ على أبرز المهام التي يقوم بها مجلس الشورى ؟
في الحقيقة مهام واختصاصات مجلس الشورى في الدستور كثيرة ومتنوعة إلا أن أغلبها مهام واختصاصات استشارية فهو من جهة يدرس القضايا والمواضيع التي يحيلها إليه رئيس الجمهورية ويرفع له بالتوصيات التي يراها المجلس ومن جهة أخرى يراقب أداء المؤسسات الحكومية، ويدرس جوانب الضعف أو القصور لديها، ويرفع لرئاسة الجمهورية الحلول والمقترحات العملية الممكنة لمعالجتها أو الحد منها
عوامل النصر :
-الثبات والصمود الذي تحقق للشعب اليمني خلال ثمانية أعوام من العدوان الغاشم والحصار الظالم .. تداعيات الصمود الوطني وعوامله ؟
رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها والإمكانيات البسيطة التي يمتلكها إلا أن ما تحقق يعتبر معجزة بكل ما للكلمة من معنى، فهذه المعركة غير المتكافئة التي خاضها الشعب اليمني المستضعف ضد تحالف الشر والإجرام في العالم أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يخذل أولياءه الذين تمسكوا به وبكتابه وبإعلام الهدى من آل بيت نبيه المصطفى، وأن السلاح الحقيقي في الميدان هو سلاح الإيمان والوعي والبصيرة وهذا مالم يمتلكه ولن يمتلكه تحالف البغي والإجرام الذين ذاقوا مرارة الهزيمة من حيث لم يحتسبوا، إلى الأن لم يستوعب تحالف العدوان الدرس الذي حصل له في اليمن رغم إقراره بالهزيمة، إلى الآن لم يستوعب اغلب اليمنيين الإنجازات والمعجزات التي حققها الجيش واللجان الشعبية في هذه الحرب غير المتكافئة، ما كان مستحيلا قبل ثماني سنوات اصبح حقيقة أمام العالم الذي بات يوقن أن الشعب اليمني هو الشعب الذي لا يقهر، وان قول الله سبحانه وتعالى عن اليمنيين انهم وأولوا قوة وأولو بأسه شديد، لم ولن يتغير ما داموا سائرين على نهجه متمسكين بإعلام الهدى من آل بيت نبيه المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله.
لا وجه للمقارنة :
كيف تقيمون الفرق في الأوضاع التي يعيشها اليمنيون في المحافظات الحرة والمحتلة؟
لا وجه للمقارنة، فعلى الرغم من تحالف اكثر من سبع عشرة دولة من اغنى دول العالم للعدوان على صنعاء إضافة إلى الخونة والمرتزقة إلا أنها فشلت في زعزعة الأمن والاستقرار الذي تعيشه صنعاء وغيرها من المحافظات غير المحتلة، وعلى الرغم من انعدام الإيرادات وحصار الموانئ والمطارات على صنعاء وغيرها من المحافظات غير المحتلة إلا أن الأسعار مستقرة والسلع غير محتكرة، كما يحصل عادة في الحروب، وهذا ما ليس متوفرا في عدن وغيرها من المحافظات المحتلة، وما كان لذلك أن يتحقق في صنعاء لولا فضل الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لها قيادة وطنية مخلصة وربط على قلوب أبنائها وثبت أقدام جيشها ولجانها الأمنية والعسكرية التي أحبطت كل مؤامرات العدوان لاستغلال الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي تمر بها المحافظات الحرة الأبية، وان ما حصل ويحصل في المحافظات المحتلة من انفلات امني رهيب وتدهور سريع للعملة وارتفاع فاحش في الأسعار إنما هو ناجم، شغف الخونة والعملاء بالسلطة وعشقهم للمال وتنازلهم عن أرضهم وعرضهم وعزتهم وكرامتهم بأبخس الأثمان لأقبح المحتلين عبر التاريخ.
قلب المعادلة :
-كيف انقلبت المعادلة في مواجهة العدوان .. كيف ترون مستقبل العدوان في ظل هذا التغير الهام؟
هذه نتيجة حتمية لكل شعب من الشعوب المستضعفة متى كانت قضيته عادلة ولديه قيادة وطنية مخلصة، وتحرك بوعي وبصيرة وكان لديه استعداد للصبر والتضحية، وهذا ما تحقق للشعب اليمني خلال العدوان الصهيوسعودي أمريكي عليه، شعوب العالم حينما تخلت عن الشعب اليمني هي من فرضت عليه أن يصمد هذا الصمود الأسطوري مستعينا بالله، حجم الجرائم والمجازر التي ارتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني هي من فرضت أن يدفع بفلذات أكباده للوقوف بجانب الجيش واللجان الشعبية للانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، صمت العالم عما تعرض له الشعب اليمني من إبادة جماعية هو من دفع نساءه إلى أن يقدمن حليهن لتطوير القوة الصاروخية والطيران المسير، وحشية الحصار هي من دفعت الجيش اليمني إلى استهداف مطارات وموانئ تحالف العدوان، عجلة التصنيع العسكري والحربي في اليمن بدأت بالدوران ولن تتوقف بإذن الله إلا بتحرير القدس والأقصى وزوال الكيان الصهيوني الغاصب من ارض فلسطين، ولذلك فإن مستقبل العدوان هو هزيمة نكراء.
ثقة مطلقة :
-تطلعاتكم حول المفاوضات الجارية لتمديد الهدنة واستحقاق المطالب الشعبية ؟
نحن على ثقة مطلقة أن لدينا قيادة قرانيه حكيمة لا يمكن أن تفرط بحق الشعب اليمني أو تتنازل عن ذرة واحدة من سيادته واستقلالة وان وفدنا الوطني المفاوض لا يمكن أن تمر عليه حيل العدوان وألاعيبه، لا شك أن تحالف العدوان سيراوغ حتى آخر لحظة ويريد أن يدخل القيادة اليمنية في مفاوضات إلى مالا نهاية حتى يظل في مأمن من ضربات القوة الصاروخية والطيران المسير دون رفع شامل لحصار الظالم وسحب جنوده ومرتزقته من المحافظات المحتلة، وهنا نؤكد للقيادة السياسية والجيش واللجان الشعبية أن الشعب قد فوضكم لاتخاذ كافة الخيارات وانه لم يعاد هناك ما يخسره فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العداء.
رؤية مستقبلية :
-رؤيتكم المستقبلية لمسيرة الشعب القرآنية ومستقبل البلاد ؟
طالما أن لدينا هذه القيادة الثورية الحكيمة وهذه المسيرة القرآنية المباركة وهذه التوجهات الإسلامية الصحيحة فإن الشعب اليمني سيخرج من محنته ويداوي جراحه ويستعيد عافيته ويحرر أرضه وينتزع سيادته واستقلاله، وسيكون رقما صعبا في المنطقة بما يمتلكه من شعب عظيم وجيش قوي وقيادة شجاعة وثروات هائلة في باطن الأرض وظاهرها، وسيصبح عونا وسندا لكافة أبناء الأمة العربية والإسلامية.
مليشيات العدوان :
-وماهي أبرز التحديات التي تعصف بتحقيق تلك الرؤى المستقبلية ؟
أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه اليمنيين بعد إيقاف العدوان ورفع الحصار هي المليشيات التي أنشأها العدوان في المناطق المحتلة وإعادة وصل النسيج الاجتماعي للشعب اليمني الذي مزقه العدوان الغاشم والتدخل الإقليمي والدولي في المفاوضات اليمنية المقبلة.
رسالة أخيرة :
-هل لكم رسالة تودون قوله عبر صحيفة الثورة ؟
أقول للمغرر بهم الذين لا زالوا في صف العدوان أيامكم لدى العدوان باتت معدودة والفرصة أمامكم لا زالت سانحة وعليكم الاعتبار بما جرى للخونة والعملاء في جنوب لبنان أو في افغانستان، كما أقول لإخواننا وأشقائنا في المحافظات المحتلة آن الآوان لطرد الاحتلال وإسقاط العملاء والخونة والعودة إلى صنعاء ففيها قيادة لا يظلم عندها احد، كما أدعو كافة أبناء شعبنا اليمني إلى الالتحاق بالمسيرة القرآنية والالتفاف حول القيادة الثورية التي تسعى لتحرير الأمة من الهيمنية الصهيونية والأمريكية في المنطقة.
ما هي أبرز القضايا والموضوعات التي تساهم المجلس في معالجتها ؟
اضطلع المجلس بدور كبير في مجالات عدة، فما من جهة حكومية إلا أثنت على التوصيات التي وصلت الهيا من مجلس الشورى، كما أن المجلس خلال العدوان الغاشم على اليمن لم يكتف باختصاصاته ومهامه الاستشارية بل عمل جنبا إلى جنب مع كافة الأجهزة الحكومية والسلطات المحلية في مواجهة العدوان الغاشم من خلال النزول الميداني لكافة أعضاء المجلس إلى كافة المحافظات والمديريات والعزل غير الخاضعة للاحتلال وذلك ما تجلى بوضوح خلال حملة إعصار اليمن، فقد كان دور أعضاء مجلس الشورى بارزا في كافة المجالات سواء في إقامة الفعاليات والوقفات أو في جمع الدعم والتبرعات أو في حشد المقاتلين إلى الجبهات أو في معالجة الخلافات والثأرات التي خلفها النظام السابق بين القبائل اليمنية الأصيلة التي استجابت لتوجهات القيادة الثورية الحكيمة وأعلنت العفو عن بعضها والتسامح فيما بينها والتسليم لقائد الثورة واللحاق بالمجاهدين في جبهات العزة والكرامة للدفاع عن الأرض والعرض والاستقلال والسيادة الوطنية.
أمانة المجلس :
-وكأمين عام لمجلس الشورى ما أبرز المهام التي تقومون بها ؟
فبالإضافة إلى تصريف الشؤون المالية والإدارية والفنية بالمجلس استطاعت الأمانة العامة بفضل الله وعونه خلال فترة وجيزة وبرغم الإمكانيات البسيطة أن تحقق نقلة نوعية لم يشهدها المجلس من قبل، وهذا ما لمسته القيادة السياسية وشهدت به هيئة الرئاسة وتقرير الجهاز المركزي في تقريره الأخير عن المجلس، ولعل ابرز الإنجازات التي حققتها الأمانة العامة هو القضاء على الخلافات والانقسامات الحادة التي كانت حاصلة في المجلس، وما ترتب عليها من تداعيات سلبية على كافة النواحي سواء الإدارية أو المالية أو الفنية أو غيرها، ومنذ منتصف العام 2021م اصبح المجلس يعمل كخلية نحل واحدة فارتفعت نسبة الانضباط الوظيفي وتحسنت جودة الأداء وتراجعت نسبة الفساد الإداري والمالي إلى ادنى حد، كما عملت الأمانة العامة خلال هذه الفترة البسيطة على توفير الأجهزة الضرورية التي لا تخلو منها مؤسسة حكومية كجهاز البصمة وكامرات المراقبة وطابعة البطائق الإلكترونية بالإضافة إلى عدد كبير من الأجهزة الأخرى والأثاث، الذي كانت تعاني من قلته كافة الإدارات واللجان، فضلا عن تأهيل وتدريب اغلب الأعضاء والموظفين داخل المجلس وخارجه، وهذا ما كان له أن يتحقق للأمانة العامة لولا توفيق الله وعونه ووقوف رئيس المجلس إلى جانب الأمين العام قولا وفعلا، ودعم وإسناد وتشجيع القيادة السياسية ممثلة برئيس قطاع النواب والشورى الإستاد المجاهد فضل إسماعيل أبو طالب الذي أولى مجلس الشورى جل اهتمامه ونقل له تحيات وشكر وتقدير القيادة الثورية والسياسية لكافة اعضاء المجلس وموظفيه ولجانه المختلفة، كما شاركت الأمانة العامة أعضاء المجلس في النزول الميداني إلى اغلب المحافظات في مناسبات عديدة، بالإضافة إلى مشاركتها الفاعلة في اللجنة المجتمعية والوحدة الفنية بالمجلس.
صعوبات وعوائق :
-حدثونا عن أبرز الصعوبات والعوائق التي يعاني منها المجلس ؟
تتمثل في الإمكانيات المادية التي فرضها العدوان والحصار على كافة مؤسسات الدولة، فالمجلس بعد النهب والحريق الذي تعرض له خلال أحداث الحصبة في العام 2012م في امس حاجة لأبسط الإمكانيات، حيث نعاني من نقص حاد في عدد الأجهزة والآلات والأثاث والمعدات وغيرها وهذا حال دون أن يتمكن المجلس من استيعاب كافة أعضائه وموظفيه، وعلى الرغم من مطالبات المجلس المتكررة بتوفير بنية تحتية للمجلس تمكنه من القيام بمهامه ودوره على اكمل وجه، وعلى الرغم من توصيات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للمالية بتأثيث المجلس وتوفير احتياجاته من الأجهزة والمعدات إلا أن ذلك للأسف لم يتحقق، ولو أنه تحقق ذلك لتضاعف نشاط المجلس عدة إضعاف على ما هو عليه اليوم بحكم الخبرات والكفاآت والاستعدادات التي يبديها أعضاء المجلس وموظفوه، فخلال حملة إعصار اليمن لم يتمكن المجلس من مساعدة أي عضو من الأعضاء الذين تحركوا من صنعاء بمرافقيهم إلى اغلب المحافظات والمديريات والعزل رغم ظروفهم الصعبة، كما أن المجلس عاجز عن تقديم أي مساعدة لأي عضو عند مرضه أو وفاته فالنفقات التشغيلية الفعلية للمجلس لا تتجاوز ميلون ريال تقريبا، لذلك فإننا ننشاد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وفخامة المشير الركن مهدي محمد المشاط بتوجيه وزارة المالية بتوفير احتياجات المجلس الأساسية من الأثاث والأجهزة ورفع نفقاته التشغيلية بما يمكنه من استيعاب وتفعيل كافة أعضائه وموظفيه، كما نتمنى من القيادة السياسية رفد المجلس بشخصيات أكاديمية متخصصة في كافة مجالات اللجان الدائمة بالمجلس.