على مدى أربعة عقود ونصف من الزمن وخلال مسيرتي الإعلامية المتواضعة مع الكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية، لم أجد في حياتي قط من يحب عمله حد العشق في مجال الصحافة الرياضية كالزميل العزيز يحيى الحلالي – مدير الإدارة الرياضية بمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، فهو ومن خلال موقعه الحيوي الهام يتعامل مع كل الزملاء بتواضع وود كبيرين وبمهنية عالية وعميقة، والأهم من هذا وذاك فإنه يبدي بصفة مستديمة حرصه الشديد على ألا يغيّب كُتاب الأعمدة الثابتة لديه عن إطلالاتهم الأسبوعية كما يفعل معي بتناغم وود عميقين، وهذا دليل على قيادته الفذة للإدارة الرياضية وعلى حرصه الشديد على ديمومة التواصل مع الآخرين من خلال صفحته الرياضية اليومية.
صحيح أني لمست ما يقترب من مستوى هذا السلوك الذي يتميز به الحلالي الجميل والنبيل ممن سبقوه في مواقع مماثلة وفي مقدمتها صحيفة الجمهورية يوم أن كان يدير شؤون رياضتها اليومية الزميل الراحل شكري عبدالحميد وكذا الزميل الرائع شوقي عبدالعزيز اليوسفي الذي جاء كخير خلف لخير سلف في رياضة الجمهورية، أما التعامل الحضاري الأكثر دقة وأكثر حرصاً على التواصل وديمومة العطاء فقد لمسته بجلاء عبر ذلكم التعامل المهني الفريد للأستاذ علي ناجي الرعوي يوم أن كان الرجل الأول في مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر ويوم أن كنت أضطلع بكل أشكال العمل الصحفي إضافة إلى كل ألوان الرياضة الذهنية (المتقاطعات وأخواتها) ابتداء من مطلع الثمانينيات وحتى أواخر التسعينيات يوم أن اتجه الرعوي المهني والعملاق إلى مؤسسة الثورة كرئيس لمجلس الإدارة رئيساً للتحرير.
القرارات الأخيرة للاتحاد اليمني العام لكرة القدم جاءت لتثلج صدور السواد الأعظم من منتسبي الإعلام الرياضي الذين جفت أقلامهم وبحت أصواتهم وهم يطالبون سرعة التغيير لأدوات الإعلام الرياضي ورموزه في الاتحاد من آل…. والذين ظلوا لفترة طويلة يتعاملون بغباء منقطع النظير مع الشأن الإعلامي كملكية خاصة أو كبستان خاص وعلى حساب الكثير من أرباب الأقلام الكفؤة بعد أن دفعوا للواجهة بحثالة الإعلام من أرباب الأقلام الرخيصة وأرباب النفاق والتزلف من أولئك الذين لا يجيدون سوى التملق وتقبل الإهانات فمزيداً من القرارات الشجاعة ومزيداً من الشجاعة في إشهارها والإعلان عنها فلا وقت للمجاملة وجبر الخواطر إلا إذا كانت هنالك أسرار قوية وخطيرة نجهلها ويجهلها الشارع الرياضي.
وما زال الكثير من الزملاء يترقبون الكثير من تصحيح المسار في هذا الشأن وبالتالي إصلاح الهفوة والغلطة الكبيرة وغير المتوقعة من لدن الاتحاد عبر ذلكم الاختيار الذي سبق اختيار الجنتل الزميل خالد السودي.
أقولها بالفم المليان بأني وصلت إلى قناعة كاملة بأن الاتحاد اليمني لكرة القدم ممثلاً برئيسه الطامح جداً للظفر برئاسة اللجنة الأولمبية اليمنية وإضافتها إلى رئاسة الاتحاد ربما أقول أي والله ربما لو تمكن من ذلك، وهذا حسب المعطيات الجديدة بات أبعد من عين الشمس، أدري لماذا يا صاحب الشأن وأنتم أيها المهتمون برياضتنا اليمنية لأن صاحبنا – وهذا ما تبين لي بجلاء جم- معجون بالنرجسية والغرور ورأسه ناشفة أو ربما تحوي أشياء غريبة فهو لا يسمع إلا ما يريد ولا يرد إلا على من يريد ولا يعرف من يحب له الخير ولا من يقوده إلى الهاوية ولو أنه بادر وما زالت الفرصة سانحة أمامه لإصلاح الاعتوارات والاختلالات لكان وما زال بإمكانه تحقيق الكثير من النجاحات لكنه – وأنا على يقين من ذلك – يتكئ على أقزام ويترك كثيراً من العمالقة وأرباب الخبرة.