هيئة الزكاة رسمت البسمة على الشفاه ومدت لها يد العون:

غارمات ومعسرات اليمن.. مآسٍ انتهت وأخرى تبدأ من جديد

 

 

“الثورة” رصدت عدداً من القصص المؤلمة لمعسرات ساعدتهن هيئة الزكاة

بعضهن أرامل وممن لا عائل لهن ولا مصدر رزق يقتتن منه، فضلا عن أن يمتلكن القدرة على مواجهة طوارئ الزمن من مرض أو موت أو عسر ، رفعن أسمى آيات الشكر والعرفان إلى سماحة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وإلى رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، وإلى رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان على ما قامت به الهيئة من واجب تجاههن في سداد ما عليهن من التزامات مالية وفقا لمصارف الزكاة التي أوجبها الله، سائلات المولى سبحانه وتعالى أن يجعل هذه اللفتة الإنسانية من أعظم القربات إلى الله لما كان لها من أثر في إدخال السرور إلى قلوبهن بتفريج ما عليهن من كرب وإعسار.
واعتبرن ما قدمته الهيئة العامة للزكاة من مساعدات لهن في تفريج ما ألم بهن من كروب وغلبة الدين والمساهمة في حلحلة الكثير من مشاكلهن من تراكم إيجارات المساكن أو تكاليف علاج باهظة، مبادرات إنسانية بصرف النظر عن كونها حقوقاً أوجبها الله لهن في كتابه الحكيم.
مؤكدات أن الهيئة العامة للزكاة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن جراء العدوان والحصار التزمت القيام بواجبها الديني والإنساني في رفع المعاناة عنهن، وما كن يواجهن من قساوة ومرارة العوز وعسر الحال، وقلة الحيلة.
“الثورة” التقت بعدد من المعسرات اللواتي شرحن بعضا مما ألم بهن من المعاناة في حكايات نسرد تفاصيلها في سطور الاستطلاع التالي:

الثورة / يحيى الربيعي

البداية، كانت مع الأم (أنيسة علوس) وحكاية ولدها اليتيم الغارم حمادة عبدالله صالح البشبشي، والذي اضطرته ظروف قاهرة إلى المشاركة في “مضاربة” تتسبب فيها بجروح دامية، حكم عليه على أثرها بالسجن عشرة أشهر، ودفع “أروش” بقيمة إجمالية 3ملايين و500 ريال.
كما تروي الأم (أنيسة) حكايتها مع مرض السكر والضغط، وكيف أنها عانت من آلامها أثناء الجري وراء وحيدها الذي توفي عنه والده وهو في الـ 14 من عمره؟ وكيف أنها عانت الأمرين في الأقسام والنيابات والمحاكم وعند المشايخ والعقال وأولياء الأروش لما يقرب من ثلاثة أعوام وابنها في السجن؟ وكيف أن معاناتها تلك لم تلق أي نظرة إحسان أو شفقة ممن طرقت أبوابهم؟ إلى أن اهتدت إلى استخراج حكم “إعسار”.
فاض الدمع من عيني الأم “أنيسة” حال أن سألناها “ماذا قدمت لك هيئة الزكاة”، وانطلق لسانها مباشرة بالتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ المولى العلم قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية التي أعادت توجيه الزكاة إلى مصارفها التي أوجبها الله، كما شكرت رئيس هيئة الزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، الذي تولى متابعة قضيتها بنفسه، بدءا بإجراءات التأكد من استيفاء شروط استحقاق ولدها لمصرف الغارمين، إلى التوجه بدفع الأروش عنه كاملة، فإجراءات الإفراج عنه.
قلب مفتوح
ومنها إلى حكاية الطفلة (نوف وضاح المخلافي)، التي عانت من ثقب في القلب، اضطرت من أجلها والدتها (هدى قطران) إلى تحمل تكاليف معالجتها ولفترة طويلة، فلم يكن أمامها من بد سوى أن تخضع لقرار الأطباء بضرورة إجراء عملية قلب مفتوح.
الأم “هدى”، بألم تحكي قساوة ما تمر به من ظرف الإعسار، ناهيك عن مرارة ما تعانيه أسرتها من ظروف معيشية لم تسمح لأحد منهم أو من أقرباء طفلتها بتقديم وإن اليسير من المساعدة في كلفة العملية التي بلغت مليون و900ألف ريال، فاضطرت إلى الاقتراض من هنا وهناك، كما جاء على لسانها.
“هدى”، شكرت الهيئة العامة للزكاة التي كان لها الفصل في تحمل جزء من الكلفة، وتأمل أن يفرج الله عنها ضائقتها، وأن يرقق الله قلوب المحسنين إلى مساعدتها بما تبقى عليها من دين.
وفاة ودين
الأرملة (نجيبة عبدالله علي) من جهتها، حكت أن زوجها (علي محمد صالح) أصيب بجلطة، ونظرا لظروف الفقر والعسر التي يمران بها اضطرا إلى اقتراض تكاليف علاجه وتركيب دعامات للقلب بكلفة بلغت حوالى مليون و500 ألف ريال.
وبألم شديد اقترن بالحمد لله على ما أخذ، قالت لقد كان الأجل هو الأقرب، فقد توفى عنها زوجها بعد العملية مباشرة، وبالتالي أصبحت هي المسؤولة عن سداد ما عليه من دين، شاكرة الهيئة العامة للزكاة على ما قدمته من مساهمة في سداد قرابة الثلث من إجمالي الدين.
عسر ومرض
(أمل علي محمد الرداح)، هي الأخرى، شكرت الله ثم أثنت بالشكر على القيادة الحكيمة والقائمين على هيئة الزكاة، مؤكدة أنها نالت استحقاق الغارمين في التفريج عنها في مرض أبنها (رياض العريقي) بـ(200) ألف ثم بـ 350 ألف ريال.
مضيفة أنها تعاني من خليقة في الكلى وحصى، وكسر في الضلع السابع، وأنها هي الأخرى تلقت مساعدات من الهيئة بحوالي 500 ألف، مشيرة إلى أنها حاليا معسرة في حوالي 500 ألف ريال كنتيجة تراكمات مستمرة لديون كلفة علاجات.
أمل وهي تؤكد أنها لا زالت تتلقى مساعدات من الهيئة ما بين الحين والآخر، دعت المكلفين بالزكاة إلى تعزيز الثقة بالهيئة والمسارعة في دفع ما عليهم من زكاة، لأن ما يدفعون من واجب الزكاة يذهب في مصارفه التي أمر الله في كتابه.
ورفعت أكف الدعاء إلى المولى سبحانه وتعالى بأن يعين قائد الثورة والقيادة السياسية وكل العاملين في هيئة الزكاة على أداء واجبهم في رفع المعاناة عن كاهل المعسرين والفقراء والمساكين وكافة مستحقي هذه الفرضية التي أمر الله أن تؤخذ من أغنياء المسلمين، فترد في قضاء حوائج فقرائهم.
أمهات لأيتام
(أم أمل) هي أم لأربعة من الأيتام، توفى عنها زوجها، وليس لها من عائل غيره، فاضطرت إلى اقتراض تكاليف دفنه ومراسم العزاء، بالإضافة إلى ما تحملته من ديون لإجراء عملية لأبنتها التي فلتت (ادربت)، مجملة دينها بـ 880 ألف ريال، بالإضافة إلى ما يتراكم عليها من إيجارات المنزل الذي تسكنه.
وتفيد أميرة أنها لجأت إلى هيئة الزكاة لتفريج كربتها، فكان أن ساعدتها الهيئة بـ 600 ألف ريال، بالإضافة إلى إدراج اسمها في كشوفات الإعانة السنوية التي تدفع في رمضان.
وكذلك هو حال (س. ع. س) فهي أم لـ5 أيتام، وهي الأخرى تراكمت عليها إيجارات غرفة وحمام تستأجرها من “…”، حيث بلغت مديونتها مليون و500 ألف، دفعتها عنها هيئة الزكاة كاملة، ولكن مع استمرار حال العسر في بداية تراكم جديدة.
عسر مستمر
وهي المأساة ذاتها التي تحكيها (هدى عبدالرحمن العماري) والتي تراكمت عليها إيجارات المنزل، فاضطرت إلى الاقتراض كي تسدد ما عليها من الإيجارات.. ضاقت بها المعيشة، فلم تتحصل على مصدر رزق كي تقضي منه ما عليها من مديونية، فأصبحت مهددة بالقضاء من صاحب الدين، فلم يكن أمامها من بد سوى اللجوء إلى هيئة الزكاة، التي بدورها أنزلت فريق مسح ميداني لجمع بيانات أثبات الحالة.. “هدى” حمدت الله، فقد قامت الهيئة بسداد ما عليها من الدين، إلا أنها شكت من بقاء الحال كما هو عليه من تراكم لدين جديد في منزل جديد، وفي حارة جديدة، انتقلت إليها بعد أن أخرجت من السابق.

قد يعجبك ايضا