أكذوبة الشرعية !!

عبدالله الأحمدي

 

 

هذه الأكذوبة استخدمها لصوص المال العام الذين هربوا من غضبة الشعب والذين كانوا مغتصبين للحكم في البلاد، وذهبوا للتآمر على الشعب اليمني بهذه الأكذوبة؛ وجلبوا العدوان على البلاد، كما استخدمها التحالف العدواني لتبرير عدوانه الوحشي البغيض على الشعب اليمني، وقتل أبنائه وتدمير منجزاته ونهب ثرواته، ثم سقطت هذه الأكذوبة على يد من صنعوها وروجوا لها من أمثال ابن سلمان وابن زائد. بما أسموه مجلس الرياض.
وللحقية والتاريخ إن اليمن منذ أن خلقها الله لم تُحكم بأي شرعية، بل حكمت بالغلبة القبلية ومؤخرا بالانقلابات العسكرية منذ العام ١٩٦٢م. وتاريخ اليمن شاهد على ذلك. وهذه الأساليب من الحكم دمرت العمران في اليمن وأعاقت تقدم البلاد، ومزقت وحدتها، وأضعفت قدراتها.
في حكم عفاش وتحت ضغط الواقع والدول المانحة حاول أن يعمل ديمقراطية تضفي شرعية على حكم الفساد، فعمل ديمقراطية زائفة كان يعلن فيها نجاحه قبل الفرز، والشاهد على ذلك (عبدالجندي) الذي كان يعلن النتيجة المزورة.
في آخر مسرحية للديمقراطية لم ينجح عفاش، بل نجح منافسه ابن شملان. وهذا بشهادة الفار علي محسن؛ الذي قال إن عفاش عندما علم إنه ساقط هدد بإحراق صنعاء؛ فأهدوه نجاح ابن شملان غلبة، واتقاء لشره.
أما الدنبوع والذي يبررون العدوان بشرعيته، فلم ينتخب بشكل ديمقراطي، لأنه لم ينافس أحدا، بل نافس نفسه، ونجح لنفسه لمدة عامين فقط، ثم بعد العامين اغتصب السلطة، وبعدها ولى هاربا إلى حضن الأعداء..
الانتخابات التي كان يقيمها عفاش كانت مسرحية هزلية، كان الأمن الوطني (والسياسي فيما بعد) يشرف عليها، وكان المشايخ يجلسون فوق الصناديق يرغمون الناخبين على انتخابهم، أو انتخاب أبنائهم، وإلا ضربوا ومنعوا من الإدلاء بأصواتهم.
في إحدى دوائر الجعاشن جلس الشيخ محمد احمد منصور فوق الصناديق وكتب على البطاقات اسم ابنه وادخلها الصندوق وأبقى على عدد بطائق وقال (هذي لكم) وفي حاشد كان الشيخ الأحمر وأولاده مستولين على خمس دوائر (قطاع خاص) في كل انتخابات.
وعندما جاء أحد المشايخ الصغار لمنافسة حميد قتلوه.
ولم يكتفوا بقتله، بل قتلوا أخاه، ونهبوا بيوتهم، ثم دمروها !!
اليمن سادها حكم الغلبة والشرعية كانت شرعية المتغلبين.
قيل إن علماء المذهب الزيدي نظروا في شروط إمامة الإمام يحيى بحسب أدبيات المذهب الذي يشترط في الإمام (١٤ شرطا) لتولي الإمامة فتوفرت في الإمام يحيى ١٣ شرطا، فقفز الشيخ مبخوت الأحمر وسل سيفه في وجه الجمع وقال: (هذا هو الشرط الرابع عشر)
لصوص المال العام الهاربون وتحالف العدوان صنعوا لهم صنما أسموه الشرعية، وباسمه يعتدون على اليمن ويقتلون اليمنيين؛ وثماني سنوات من القتل والدمار ونهب الثروات ولم يشبعوا.
إن الشرعية هي رضا الناس عن الحاكم الذي يختارونه بمحض إرادتهم ليدير شؤونهم بحسب عقد اجتماعي متفق عليه، أما غير ذلك فهو حكم الغلبة والقهر.
بعد ثماني سنوات من العدوان والحرب والدمار وقتل النفس التي حرم الله سقطت كل الأقنعة، وسقطت معها كل المسميات التي اتخذها العدوان وأذنابه مبررات للعدوان والغزو؛ وبانت حقيقة أجندة المعتدين وحقيقة نواياهم في احتلال اليمن وتمزيق أرضه، ونهب ثرواته، وتفكيك نسيجه الاجتماعي؛ وفي نفس الوقت بارت بضاعة المرتزقة، فلم تعد دول العدوان تقبل بالكثير ومنهم، وأصبحوا يشكون مر الشكوى، لاسيما أولئك الذين جرحوا وتعفنت جراحهم، وقضى بعضهم جوعا. ولم يجدوا من يدفن جثامينهم. وهكذا عاقبة العمالة والارتزاق.

قد يعجبك ايضا