بينما تتجاهل جرائم الإساءة للمقدسات الإسلامية: السلطات السويدية تلاحق ناشطين سويدين أحرقوا العلم الإسرائيلي في ستوكهولم
الثورة / متابعة / حمدي دوبلة
سارعت الشرطة السويدية يوم السبت الماضي إلى فتح تحقيق فوري اثر قيام أفراد ينتمون لما يسمى حركة مقاومة الشمال بحرق العلم الاسرائيلي بالقرب من عاصمة الكيان الصهيوني في ستوكهولم ورفعها لشعارات تحت عنوان ” الهولكست خدعة” كما وجهات اليهم تهم التحريض ضد الجماعات العرقية، وذلك في إشارة لليهود.. ولاشك ستتخذ ضدهم عقوبات رادعة بينما هذه الشرطة نفسها أمنت الحماية للمتطرف السويدي الذي قام بحرق القرآن الكريم أمام عدسات الكاميرات في موقف يكشف بوضوح مدى كذب وتناقض السلطات السويدية وتواطؤها مع المجرمين والمتطاولين على حرمة وقدسية القران الكريم والرموز الإسلامية واستخفافها بمشاعر اكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم وعشرات الآلاف من المسلمين الذين يقطنون السويد ويحملون جنسيتها
وكان أفراد تابعين لـ«حركة مقاومة الشمال» قد تجمعوا يوم السبت الماضي بالقرب من مبنى السفارة الإسرائيلية في العاصمة السويدية ستوكهولم، ثم أضرموا النيران بالعلم الإسرائيلي، والذي كانَ سجادة للدوس عليه في مقر الحركة. كما ألصقت الحركة عددا من الشعارات بعنوان «الهولوكست خدعة» على الجسور والشوارع والطرقات في السويد والنرويج وفنلندا والدنمارك وآيسلندا، وذلك في ذكرى الهولوكوست في السابع والعشرين من يناير سنويا.
وقالَ متحدث بإسم الحركة عِبر مكبر للصوت بالقرب من السفارة الإسرائيلية: «نقف هنا اليوم لنمثل حركة المقاومة الشمال، والتي تعمل يوميًا لمحاربة القوى المعادية للشعب، والتي تفعل كل ما في وسعها لإبادة شعبنا».
وتابع المتحدث بالقول: «هذه القوى المعادية للوطن لا تعمل فقط ضد شعب الشمال. حقيقة أننا نقف أمام السفارة الإسرائيلية اليوم هي لأنهم يسعون أيضًا لإبادة الشعب الفلسطيني».
كما نددت الحركة عبر موقعها الرسمي بحظر إسرائيل العلم الفلسطيني، وتصنيفها لاتحاد لجان المرأة الفلسطينية ومنظمة الدفاع عن أطفال فلسطين ومركز بيسان بـ«الإرهاب».
ووصفت الحركة السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم بسفارة دولة الإرهاب بسبب محاربتها للمنظمات التي تهدف إلى تعزيز المجتمع المدني الفلسطيني.
وبحسب الموقع الرسمي للحركة، تجمع في وقت سابق أفراد تابعين لها بالقرب من السفارتين الأمريكية والبريطانية، واصفين القادة السياسيين في هذين البلدين بالصهاينة، وذلك بسبب قتل المدنيين في أفغانستان والعراق وسوريا.
وأحدثت أنشطة الحركة ضجيجًا كبيرًا في وسائل الإعلام السويدية. كما فتحت الشرطة السويدية تحقيقًا فوريًا بتهمة التحريض ضد الجماعات العرقية، وذلك في إشارة لليهود.
حركة مقاومة الشمال، وهي حركة ثورية نازية، تأسست في السويد مِن قبل الأشخاص النازيين والأعضاء السابقين لمنظمة المقاومة الآرية البيضاء في العام 1997م، ومن أهدافها إقامة جمهورية قومية اشتراكية تضم البلدان الأسكندنافية الخمسة في الشمال الأوروبي: «السويد وفنلندا والنرويج والدنمارك وآيسلندا». وبحسب أيديولوجية المنظمة فان ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خِلال «الثورة المُسلحة وسفك الدماء».
وتعترف الحركة صراحةً بالنظرة النازية للعالم. كما تنفي وقوع المحرقة «الهولوكوست»، وتقوم كذلك بمضايقة الناجين بشكل منهجي بحسب وسائل الإعلام السويدية.
تعتقد المنظمة أن «الحكومة واقتصاد البلد ينبغي أن يكون موجودًا لخدمة مصلحة الشعب، وليس العكس، ولذلك فهم يدعون إلى عدم دفع الضرائب للدولة. ويقولون بأن الحكومة ووسائل إعلامها يتعمدون تغيبهم، ويدعون إلى إيقاف ما يصفونه بالكارثة الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة بهجرة الأجانب إلى البِلاد، وبدلًا من ذلك يطالبون بتقديم الدعم الاقتصادي لعائلاتهم لتشجيعهم على الإنجاب وجعل المناطق الريفية مكانًا أكثر جاذبية لشبابهم. كما يحملون السياسيين مسؤولية شيخوخة السكان التي تضرب البلاد بسبب الدعوات للمساواة بين الذكور والإناث، وإجبار النساء على العمل بدلًا من الإنجاب».
وعلى عكس حزب ديمقراطي السويد الشعوبي المتطرف الحاكم في السويد، تعتبر الحركة اليهود، وليس المسلمين، الخطر الأكبر على أوروبا، كما ترفض نشر الشذوذ الجنسي «المثيلية الجنسية» بين السكان.
وبحسب تقرير سابق صادر من جهاز الأمن السويدي «السيبو»، فالحركة تُشكل أكبر تهديد للأمن الداخلي السويدي لكونها تتفاعل مركزيًا ضِمن حركة «سُلطة البيض» في البِلاد.
وأبرز مطالب المنظمة طرد جميع الأجانب من البلاد بما فيهم الجيل الأول والجيل الثاني والجيل الثالث.
ورُغم عمر المنظمة الفتي إلا أنها مُدانة بارتكاب «جرائم عُنف خطيرة»، منها: «سرقة أسلحة من مُعسكر للجيش السويدي في جنوب شرق البِلاد سنة 1998م، قتل الصحفي بيورن سودربرغ سنة 1999م، الاعتداء بالضرب على أشخاص مُنحدرين من أصل أفريقي سنة 1999م، الاعتداء بالضرب على مثليين جنسيًا في ستوكهولم سنة 1999م، القتل غير العمد سنة 2000، تخريب مطعم في ستوكهولم سنة 2005م، توزيع منشورات ضد الشذوذ الجنسي سنة 2006م، إشعال حرائق سنة 2007م، طعن شخص في الرقبة سنة 2007م، حيازة عدد كبير من الأسلحة والمتفجرات في مخبأ تابع للمنظمة سنة 2008م، التخطيط لشن هجمات سنة 2009م، قتل يواكيم كارلسون في بلدية فالّينتونا وسط السويد في سبتمبر أيلول سنة 2012م، اتهامات قضائية للموقع الإلكتروني للمنظمة بالتحريض على خطاب الكراهية للأجانب سنة 2013م، هجوم ضد مظاهرة مناهضة للعنصرية في ديسمبر أيلول سنة 2013م مما أدى إلى اعتقال 23 عضو من المنظمة واتهامهم بالقيام بأعمال شغب والتحريض على الكراهية العنصرية والاعتداء على ضابط شرطة والسرقة والتخريب، إحراق مقر للحزب الاشتراكي الديمقراطي ورش عليه شعارات المنظمة في سبتمبر أيلول سنة 2016م، التورط بثلاث تفجيرات بالمتفجرات والسيارات المفخخة في ربيع سنة 2017م، التورط بتصنيع أسلحة والتخطيط لجرائم قتل، بما في ذلك إعداد جهاز متخصص للاغتيالات ضد القادة السياسيين والصحفيين في البلاد في أغسطس سنة 2018م».
ولأن هذه الحركة فقط تناهض الحركة الصهيونية فهي ملاحقة دائما من قبل أجهزة الأمن وينسب إليها كل الجرائم والتجاوزات لكن ما يتعلق بالإساءة والتمادي في الانتهاكات ضد المقدسات الإسلامية فهي من وجهة نظر النظام السويدي الحاكم حرية تعبير ليس إلّا.